الغذائي العالمي يحذر من مجاعة وشيكة في شمال غزة بسبب الحصار الإسرائيلي
في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل سريع في غزة واستمرار الحصار المشدد، أصدرت لجنة من الخبراء في الأمن الغذائي العالمي، اليوم الجمعة، تحذيرًا قويًا من خطر وشيك بحدوث مجاعة في شمال القطاع.
وأشارت اللجنة إلى أن الوضع ينذر بكارثة إنسانية، حيث تواصل إسرائيل حصارها الكامل على تلك المنطقة، مانعةً دخول المواد الغذائية والإمدادات الإنسانية منذ أكثر من شهر، ما جعل الآلاف من السكان على شفا الجوع.
مطالب دولية بالتحرك الفورى لإنقاذ المدنيين فى غزة
وأكدت اللجنة التابعة للأمم المتحدة أن التدهور السريع للأوضاع يفرض على الأطراف المعنية بالنزاع التحرك فورًا وخلال أيام قليلة، وليس أسابيع، لإنقاذ حياة المدنيين.
وطالبت اللجنة المجتمع الدولي بالضغط على الأطراف كافة لفتح ممرات آمنة للسكان ولإدخال المواد الغذائية، محذرة من أن التأخر في الاستجابة قد يفاقم الأزمة ويؤدي إلى معاناة أكبر.
وفي اليوم الـ399 للعدوان على غزة، تواصل القوات الإسرائيلية حملتها العنيفة على أنحاء القطاع، مستهدفة بشكل مكثف مناطق شمال غزة، مثل بيت لاهيا وجباليا، ومكثفة هجماتها على الفرق الإغاثية والمستشفيات، مما أدى إلى إخراج عدد كبير منها عن الخدمة وتعقيد جهود الإنقاذ والإغاثة.
كما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية ثلاث مجازر مروعة استهدفت عائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 39 مواطنًا وإصابة 123 آخرين، مما يزيد من فداحة الوضع الإنساني وتدهوره المستمر.
استهداف النازحين في خان يونس
ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن الطيران الإسرائيلي شن هجومًا على خيمة تؤوي نازحين في منطقة التحلية شرق خان يونس، جنوب القطاع، ما أسفر عن استشهاد شخصين وإصابة عدد من المدنيين بجروح.
هؤلاء النازحون لجأوا إلى هذه المنطقة هربًا من الغارات المتواصلة، إلا أن استهدافهم في هذه الخيمة يزيد من معاناتهم ويضعهم تحت خطر متزايد.
قصف المنازل في رفح ووقوع شهداء
لم تتوقف الغارات عند استهداف النازحين، بل شملت أيضًا المنازل السكنية في مدينة رفح، حيث استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي منطقة الجنينة، وخاصة محيط صالة حمدان، مما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء.
ويعد هذا القصف استمرارًا لسياسة الهجمات العشوائية على المناطق المأهولة، وهو ما يعمّق الأزمة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة الذين يعانون منذ سنوات من حصار خانق.
ارتفاع حصيلة الشهداء من الصحفيين
في سياق آخر، وثقت وكالة "وفا" استشهاد الصحفي خالد أبو زر شمال قطاع غزة، ليصل بذلك عدد الشهداء من الصحفيين إلى 184 منذ بداية التصعيد الأخير.
هذه الأعداد الكبيرة من الصحفيين الشهداء تشير إلى المخاطر الهائلة التي تواجه العاملين في المجال الإعلامي في قطاع غزة، حيث يستمرون في تغطية الأحداث تحت ظروف بالغة الخطورة، ما يجعل مهمتهم في نقل الحقيقة محفوفة بالمخاطر الشديدة.
تأتي هذه التطورات في ظل دعوات متزايدة لوقف التصعيد والحفاظ على أرواح المدنيين، وسط قلق دولي من تزايد أعداد الضحايا وتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.