اليوم العالمي للسكر 2024: كيف تحارب السكري باختيارات غذائية ذكية؟
يحتفل العالم في 14 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للسكر، وهو فرصة للتوعية بمخاطر مرض السكري وسبل الوقاية منه، في عام 2024، تسلط الحملة الضوء على أهمية اختياراتنا الغذائية في الوقاية من مرض السكري، حيث تُعد التغذية السليمة واحدة من أهم العوامل التي يمكن أن تساهم في تقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع 2، من بين هذه الخيارات، يبرز دور الفواكه قليلة السكر وتجنب السمن كأحد الأسس المهمة للحفاظ على صحة جيدة.
مرض السكري: التحديات والمخاطر
يعد السكري من الأمراض المزمنة التي تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان، إذ يصيب ملايين الأشخاص حول العالم، يسبب السكري اضطرابًا في مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل أمراض القلب، أمراض الكلى، وتلف الأعصاب، المرض لا يقتصر فقط على البالغين، بل بدأ ينتشر بشكل متزايد بين الأطفال والشباب، بسبب نمط الحياة غير الصحي والتغذية غير المتوازنة.
وفقًا للاتحاد الدولي للسكري، يعاني حوالي 537 مليون شخص من مرض السكري على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد بشكل كبير في السنوات القادمة، مما يجعل الوقاية من السكري أمرًا بالغ الأهمية.
الفواكه قليلة السكر: الخيار الأمثل لصحة أفضل
من المعروف أن الفواكه تعتبر جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي المتوازن بفضل احتوائها على الفيتامينات والألياف والمعادن، ولكن عند التفكير في مرض السكري، يجب أن تكون الخيارات أكثر تحديدًا، تُعد الفواكه قليلة السكر خيارًا مثاليًا لأولئك الذين يسعون إلى الحفاظ على مستوى سكر الدم ضمن المعدلات الصحية.
الفواكه منخفضة السكر مثل الفراولة، التوت، الكيوي، والبرتقال، لا تساهم في رفع مستويات السكر في الدم بشكل سريع، مما يجعلها من الخيارات المثالية لمن يعانون من السكري أو لأولئك الذين يسعون للوقاية منه، على عكس الفواكه الغنية بالسكر مثل المانجو أو التمر، التي قد تؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات الجلوكوز.
تجنب السمن: خيار حيوي لصحة القلب والمناعة
السمن، الذي يتمتع بانتشار واسع في المطبخ العربي والعالمي، يعد من المكونات التي تحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة، هذه الدهون قد تساهم في زيادة الوزن ورفع مستويات الكولسترول الضار في الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، وهما عاملان رئيسيان في تطور مرض السكري.
أظهرت الدراسات أن استهلاك الدهون المشبعة بشكل مفرط يساهم في مقاومة الأنسولين، وهي حالة تكون فيها الخلايا أقل استجابة للأنسولين، مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم، لذلك يُنصح بتقليل تناول السمن واستبداله بزيوت صحية مثل زيت الزيتون أو زيت الأفوكادو، التي تحتوي على دهون غير مشبعة تساهم في تحسين مستوى السكر في الدم وتعزيز صحة القلب.
النظام الغذائي المتوازن: الوقاية تبدأ من المطبخ
يعد النظام الغذائي المتوازن من الأسس الرئيسية في الوقاية من مرض السكري، حيث يساهم تناول الأطعمة الصحية في التحكم في الوزن، وتقليل مستويات السكر في الدم، وتعزيز الصحة العامة، بخلاف الفواكه منخفضة السكر وتجنب السمن، يجب أن يشتمل النظام الغذائي أيضًا على:
الحبوب الكاملة: مثل الشوفان والأرز البني، التي تحتوي على الألياف وتساعد في تقليل امتصاص السكر في الدم.
البروتينات الصحية: مثل الأسماك الدهنية (السلمون، السردين) والدواجن والبقوليات، التي تدعم بناء العضلات وتساعد في استقرار مستويات السكر.
الخضروات الطازجة: خصوصًا الخضروات ذات الأوراق الداكنة مثل السبانخ والك kale، التي تحتوي على عناصر غذائية تساهم في تعزيز وظيفة الأنسولين.
رسالة اليوم العالمي للسكر 2024
في اليوم العالمي للسكر 2024، تشجع الحملة العالمية الجميع على اتخاذ خطوات صغيرة ولكن مؤثرة لتحسين عاداتهم الغذائية، فاختيارات غذائية ذكية، مثل تناول الفواكه قليلة السكر وتجنب السمن، يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في الوقاية من مرض السكري وتحسين نوعية الحياة.
إذا كنت ترغب في الوقاية من السكري أو التحكم فيه، فمن المهم أن تبدأ بتغيير بسيط في نظامك الغذائي اليومي، اجعل الفواكه الصحية جزءًا من وجباتك، وابتعد عن الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون المشبعة، كما لا تنسى ممارسة الرياضة بانتظام، لأن النشاط البدني يساعد في تحسين حساسية الأنسولين ويخفض مستويات السكر في الدم.
وفي الختام، يمكن القول إن التغذية السليمة والاختيارات الغذائية الذكية تعد الطريق الأساسي للوقاية من السكري، والحفاظ على صحة جيدة على المدى الطويل.