اللعب مع الوالدين يحمي الأطفال من القلق والاكتئاب: دراسة تكشف الفوائد النفسية
تعد مرحلة الطفولة من أكثر الفترات حساسية في حياة الإنسان، حيث يتعرض الأطفال خلالها لتجارب تؤثر في تطورهم النفسي والعاطفي، إحدى هذه التجارب التي تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل شخصيات الأطفال هي التفاعل مع الوالدين، وخصوصًا من خلال اللعب، في السنوات الأخيرة بدأت الدراسات تركز على تأثير اللعب المشترك بين الأطفال ووالديهم على صحتهم النفسية، وكشفت الأبحاث عن أن هذا النوع من التفاعل يمكن أن يكون له تأثير كبير في تقليل احتمالية إصابة الأطفال بالقلق والاكتئاب.
اللعب كأداة تربوية:
العب هو أحد أهم الأنشطة التي تساهم في بناء العلاقات بين الأطفال ووالديهم، لا يقتصر اللعب على كونه مجرد وقت ممتع، بل يعد أداة تربوية فعالة تساهم في تنمية مهارات الأطفال الاجتماعية والعاطفية، من خلال اللعب يتعلم الأطفال كيفية التعامل مع مشاعرهم، سواء كانت مشاعر فرح أو حزن أو غضب، في ذات الوقت يعزز اللعب مع الوالدين من الشعور بالأمان والثقة، حيث يشعر الطفل بأن لديه من يشاركه لحظاته، مما يقلل من التوتر النفسي ويعزز الاستقرار العاطفي.
الدور النفسي للعب مع الوالدين:
أظهرت العديد من الدراسات النفسية أن الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلاً في اللعب مع والديهم يكونون أقل عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب مقارنة بأقرانهم الذين يفتقرون إلى هذا التفاعل العاطفي، يساهم اللعب مع الوالدين في تخفيف الشعور بالوحدة والانعزال، وهو أمر يمكن أن يسهم بشكل كبير في الوقاية من الاكتئاب، عندما يشارك الوالدان في اللعب مع أطفالهم، فإنهما يعززان من قدرة الطفل على التعبير عن نفسه، مما يعزز مهاراته الاجتماعية والعاطفية ويمنحه القدرة على التكيف مع الضغوط.
أثر التفاعل العاطفي أثناء اللعب:
التفاعل العاطفي الذي يحدث أثناء اللعب مهم جدًا لصحة الطفل النفسية، فبفضل اللعب يمكن للوالدين ملاحظة إشارات الطفل العاطفية بشكل أفضل، مما يساعدهم على تقديم الدعم والتوجيه المناسبين، عندما يشعر الطفل بدعم الوالدين أثناء لحظات اللعب، يزداد مستوى الأمان النفسي لديه، مما يساهم في تقليل مستويات القلق والتوتر، بالإضافة إلى ذلك فإن الضحك والمشاركة في أنشطة مرحة مع الوالدين يعزز من إنتاج هرمونات السعادة مثل الأوكسيتوسين والدوبامين، التي تلعب دورًا رئيسيًا في تحسين المزاج العام والشعور بالسعادة.
اللعب كمكمل للعلاج النفسي:
تؤكد الدراسات النفسية على أن اللعب مع الوالدين يمكن أن يكون مكملًا فعّالًا للعلاج النفسي للأطفال الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب، يشير الأطباء النفسيون إلى أن الأطفال الذين يشاركون في أنشطة لعب منظمة مع الوالدين يظهرون تحسنًا ملحوظًا في قدرتهم على مواجهة المواقف المرهقة والأوقات الصعبة، يمكن للوالدين من خلال اللعب أن يقدموا للأطفال أدوات للتعامل مع مشاعرهم، كما يساعدونهم على التعرف على أساليب حل المشكلات بطريقة مرحة وفعّالة.
أهمية الوقت النوعي:
من المهم أن يكون الوقت الذي يقضيه الوالدان مع أطفالهم أثناء اللعب ذا نوعية عالية، اللعب لا يجب أن يقتصر على الأنشطة الترفيهية فحسب، بل ينبغي أن يكون وقتًا يتيح للأطفال التعبير عن أنفسهم بحرية، دون ضغط أو توجيه صارم، عندما يشعر الطفل بأن هناك مساحة لتجربة أشياء جديدة ومثيرة مع والديه، يزداد إحساسه بالثقة، ويكون أقل عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية.
اللعب مع الوالدين لا يقتصر على تعزيز الروابط الأسرية فحسب، بل يعد أيضًا وسيلة فعالة للحفاظ على الصحة النفسية للأطفال، من خلال تفاعلهم مع والديهم في جو من المرح والتفاهم، يمكن للأطفال أن يقللوا من مخاطر الإصابة بالقلق والاكتئاب، لذلك ينبغي على الوالدين تخصيص وقت يومي للعب مع أطفالهم، لما لذلك من تأثير إيجابي كبير على صحتهم النفسية والعاطفية.