السفير السويدي: مؤتمر القاهرة فرصة مهمة لدعم غزة وزيادة الضغط السياسي
في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه العالم وخاصة غزة، تبرز أهمية المبادرات الدولية والإقليمية لمعالجة الأزمات الإنسانية، وأشار السفير السويدي بالقاهرة، هوكان إيمسجورد، إلى الدور المهم للمؤتمر الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة، الذي أطلقته مصر.
وأوضح السفير أن هذا المؤتمر يشكل مبادرة حيوية جاءت في وقت حرج، حيث يواجه القطاع صعوبات هائلة في الوصول إلى المساعدات الإنسانية.
وأضاف أن هذه الخطوة تمثل فرصة لتعزيز النقاش وزيادة الضغط السياسي من أجل إيجاد حلول مستدامة للأزمة الإنسانية في غزة.
الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية
لطالما لعبت مصر دورًا محوريًا في دعم القضية الفلسطينية، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، ووفقًا للسفير السويدي، تبرز أهمية هذا الدور بشكل خاص في جهود الوساطة لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة.
وأكد أن مصر تعمل عن كثب مع شركائها في المنطقة والجهات الدولية لتحقيق هذا الهدف، إلى جانب دورها الفاعل في تنسيق الدعم الإنساني الذي يصل إلى غزة من مختلف أنحاء العالم.
وأشار السفير إلى أن هذه الجهود تُعد حاسمة في ظل الوضع المأساوي الذي يعيشه القطاع.
مساهمة السويد في دعم غزة
ضمن الجهود الدولية لدعم غزة، أوضح السفير السويدي أن بلاده قدمت مساعدات إنسانية بقيمة 50 مليون دولار أمريكي خلال العام الحالي.
كما أكد أن السويد تعتبر من أكبر المساهمين في تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وأشار السفير إلى وجود تعاون وثيق مع مصر، من خلال الاتحاد الأوروبي، للمساهمة بطرق مختلفة في إعادة إعمار غزة.
ومع ذلك، شدد على أن حجم الدمار الذي لحق بالقطاع يتطلب جهودًا هائلة، وموارد ضخمة، وتكاتفًا دوليًا على المدى الطويل، لتحقيق إعادة الإعمار وتخفيف معاناة السكان.
القلق الدولي بشأن الصراع في سوريا
على صعيد آخر، أعرب السفير عن قلقه العميق إزاء استئناف الحرب في سوريا وما يترتب عليها من آثار مدمرة.
وأوضح أن الوضع في سوريا يشكل مصدر قلق كبير للمجتمع الدولي، خاصة مع استمرار المعاناة الإنسانية الناتجة عن النزاع.
وأضاف أن هناك جهودًا تُبذل بالتعاون مع الجهات الفاعلة الدولية للعمل على منع تصاعد الصراع من جديد، وضمان التدخل الفاعل لتخفيف الأزمة الإنسانية وبناء الاستقرار في المنطقة.
في إطار جهود مصر الداعمة للاستجابة الإنسانية في غزة ولمواجهة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، أكد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي، إن مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة يأتي في ظل المأساة غير المسبوقة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في القطاع نتيجة العدوان الغاشم الإسرائيلي المستمر.
إعلان تعهدات مالية ملائمة وقابلة للتنفيذ لدعم غزة
وقال عبد العاطي، أن ما يحدث في قطاع غزة مأساة فاقمت من معاناته الإنسانية المتواصلة منذ عقود بسبب استمرار الاحتلال، وهو ما يؤكد ضرورة إعلان تعهدات مالية ملائمة وقابلة للتنفيذ لدعم غزة، من أجل إعادة تأهيل البنى التحتية بالقطاع وإحياء الاقتصاد المحلي.
وأكد وزير الخارجية، أن العدوان الإسرائيلي على غزة خلّف حجمًا هائلًا من الدمار، يزيد من أعبائه عجز مؤسسات المجتمع الدولي والمنظومة القانونية الدولية عن اتخاذ قرار ومواقف رادعة وحاسمة تحقن دماء الشعب الفلسطيني الشقيق وتوقف الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها سلطة الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وزير الخارجية: إسرائيل تستخدم التجويع والحصار كسلاح والتهجير كعقاب جماعي للفلسطينيين
وفي ذات السياق، أشار الوزير إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فاق كل الحدود، إذ تواصل إسرائيل ارتكاب الفظائع على مرأى ومسمع من العالم منذ أكثر من عام دون رادع، وفي مشاهد مروعة تعجز الكلمات عن وصفها، موضحًا أن إسرائيل تستخدم التجويع والحصار كسلاح والتهجير كعقاب جماعي للفلسطينيين بالمخالفة الفادحة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي.
تدمير أكثر من 2000 منشأة تابعة لوكالة اونروا في قطاع غزة
واضاف عبد العاطي خلال المؤتمر "على مدار 13 شهرًا وقف المجتمع الدولي متفرجًا أمام ما يتم ارتكابه من أفعال بشعة، ومشاهد قتل للأطفال والنساء، وتشريد للسكان المدنيين وتدمير المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس، وقصف سيارات الإسعاف واستهداف العاملين في المجال الإنساني، بمن فيهم موظفي الأمم المتحدة الذين أودى القصف بحياة أكثر من 173 منهم، غالبيتهم من شهداء وكالة أونروا، إضافة إلى تدمير أكثر من 2000 منشأة تابعة للوكالة في قطاع غزة من بينها أكثر من 65 مدرسة"، مدينًا بشكل كامل إقرار التشريع غير القانوني لحظر عمل وكالة أونروا.
ودعا وزير الخارجية إلى تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في غزة، لافتًا إلى أدوار مصر في هذا الملف، بما في ذلك إنشاء أول مخيم إيواء في جنوب غزة، وتقديم نحو 70% من المساعدات التي دخلت القطاع.