استشاري يحذر من مرض الضغط العصبي الذي يفوق السكر والقلب بالخطورة
في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، أصبح الضغط العصبي جزءًا من حياتنا اليومية، ويعد الضغط العصبي “القاتل الخفي” الذي يهدد حياة الإنسان بطرق قد تكون أكثر خطورة من أمراض مثل السكري وأمراض القلب، في هذا السياق يحذر الاستشاريون من أن الضغط العصبي يمثل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، ويتسبب في مجموعة من الأمراض والمضاعفات الصحية التي تؤثر على الأعضاء الحيوية في الجسم، مثل القلب والكلى والدماغ.
ما هو الضغط العصبي؟
الضغط العصبي هو استجابة الجسم للتحديات أو الظروف التي يعتبرها مرهقة أو مهددة، عندما يتعرض الإنسان لمواقف محورية أو ضغوط مستمرة، يُفرز الجسم هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، التي تحفز الجسم على الاستجابة بشكل سريع، في البداية يمكن أن يكون هذا التفاعل مفيدًا، حيث يساعد الجسم على التكيف مع المواقف العصيبة، ولكن إذا استمر الضغط لفترات طويلة أو كان مزمنًا، يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الجسم.
الضغط العصبي المزمن لا يتسبب فقط في الشعور بالتوتر، بل يؤثر أيضًا على الجهاز المناعي ويضعف قدرة الجسم على مقاومة الأمراض، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون له تأثيرات طويلة الأمد على القلب والشرايين، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكتات الدماغية.
لماذا يُعد الضغط العصبي أكثر خطورة من السكري والقلب؟
يشير العديد من الأطباء والمستشارين إلى أن الضغط العصبي المزمن قد يكون أكثر خطورة من السكري وأمراض القلب بسبب تأثيره التدريجي والمدمر على الجسم، على الرغم من أن أمراض القلب والسكري يمكن أن تكون مرهقة أيضًا وتؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، إلا أن الضغط العصبي يعتبر العامل الرئيسي المساهم في تفاقم هذه الأمراض، على سبيل المثال الأشخاص الذين يعانون من ضغط عصبي مزمن يكونون أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، والذي يُعد من العوامل الأساسية المساهمة في أمراض القلب والسكتات الدماغية.
علاوة على ذلك، يعزز الضغط العصبي من إفراز الهرمونات التي تسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، لذلك يُعتبر الضغط العصبي مسببًا رئيسيًا لهذه الأمراض المعروفة، بل وأحيانًا يزيد من حدتها.
أعراض الضغط العصبي وتأثيراته على الصحة
تتراوح أعراض الضغط العصبي بين الأعراض النفسية والجسدية، يمكن أن تشمل الأعراض النفسية: القلق، والاكتئاب، والعصبية، والتقلبات المزاجية، أما الأعراض الجسدية، فتشمل: الصداع، واضطرابات النوم، وآلام العضلات، وآلام الظهر، واضطراب الجهاز الهضمي. ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي الضغط العصبي إلى اضطرابات في النوم مثل الأرق، وزيادة الوزن نتيجة لتغيرات في الشهية، إلى جانب تأثيراته السلبية على القلب والأوعية الدموية.
الأشخاص الذين يتعرضون لضغوط عصبية مزمنة يكونون عرضة أيضًا للإصابة بمشاكل صحية أخرى مثل ضعف الجهاز المناعي، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة.
طرق الوقاية والعلاج من الضغط العصبي
لحسن الحظ، يمكن للإنسان أن يتخذ العديد من الخطوات للحد من الضغط العصبي والتعامل معه بشكل فعال. إليك بعض الطرق الوقائية والعلاجية التي تساعد في التعامل مع هذا “القاتل الخفي”:
1.إدارة الوقت وتحديد الأولويات: واحدة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الضغط العصبي هي التراكمات اليومية من العمل والمهام، يمكن أن تساعد إدارة الوقت بشكل جيد وتحديد الأولويات في تقليل الشعور بالتوتر. تخصيص وقت لأداء المهام بشكل منظم يسهم في تقليل الضغوط اليومية.
2.ممارسة الرياضة بانتظام: يعتبر النشاط البدني من أقوى الطرق لتخفيف الضغط العصبي، فممارسة الرياضة مثل المشي، الجري، أو اليوغا تساعد على تحسين المزاج والتخلص من التوتر بشكل فعال، حيث تفرز الجسم هرمونات السعادة مثل الإندورفين.
3.تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق: يمكن لتقنيات مثل التأمل، والتنفس العميق، واليوغا أن تساعد في تخفيف الضغط العصبي بشكل سريع، يساعد التنفس العميق على تقليل مستويات الكورتيزول في الجسم ويعزز الشعور بالهدوء والراحة النفسية.
4.الحفاظ على نظام غذائي صحي: التغذية السليمة تلعب دورًا كبيرًا في تقليل مستويات الضغط العصبي. يجب تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين أو السكريات، لأنها تزيد من التوتر، بالمقابل يساهم تناول الأطعمة الغنية بالعناصر المغذية مثل الفواكه والخضروات والأطعمة التي تحتوي على أوميغا 3 في تقليل التأثيرات السلبية للضغط العصبي.
5.الراحة والنوم الكافي: من الضروري أن يحصل الجسم على قسط كافٍ من النوم، يؤثر النوم الجيد بشكل كبير على الحالة النفسية والصحية، ويساعد الجسم على التعافي من آثار الضغط العصبي.
6.الاستعانة بالعلاج النفسي أو الاستشاري: إذا استمر الضغط العصبي لفترة طويلة وأثر بشكل سلبي على حياتك، قد يكون من المفيد التحدث إلى مستشار أو معالج نفسي متخصص، يمكن للعلاج المعرفي السلوكي أن يساعد في تقنيات مواجهة التوتر وتعديل الأنماط الفكرية السلبية.
الضغط العصبي يُعد بلا شك من أخطر الأمراض التي يواجهها الإنسان في العصر الحديث، إذ يمثل تهديدًا صامتًا يعزز من احتمالية الإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى مثل أمراض القلب والسكري، لكن من خلال اتخاذ خطوات وقائية مثل ممارسة الرياضة، تحسين نمط الحياة، والاعتناء بالصحة النفسية، يمكن للإنسان تجنب تأثيراته السلبية وحماية نفسه من أضراره، كما أن التعرف المبكر على أعراضه والتعامل معها بشكل فوري يعد أمرًا حيويًا للحفاظ على الصحة العامة.