العشرة الزوجية.. الأوقاف تطلق 10 قوافل دعوية للواعظات بالمحافظات لتعزيز الوعي الأسري
في إطار جهود وزارة الأوقاف المستمرة لتعزيز دور المرأة في نشر القيم الإسلامية وإشراكها في الأنشطة الدعوية والتثقيفية، أطلقت وزارة الأوقاف اليوم الجمعة الموافق 13 ديسمبر 2024، عشر قوافل دعوية للواعظات في عدد من المحافظات المصرية، تشمل القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، الغربية، دمياط، الدقهلية، الشرقية، المنيا، الأقصر، وأسوان، تأتي هذه المبادرة ضمن النشاط الدعوي المستمر للوزارة، الذي يهدف إلى نشر القيم السامية للأسر المصرية وتعزيز مفهوم حسن العشرة الزوجية في المجتمع.
حسن العشرة الزوجية: من أسس الحياة المستقرة
وجاء ذلك تحت عنوان “حسن العشرة وعوامل بقائها”، يسلط المشروع الدعوي الضوء على مفهوم العشرة الزوجية كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، ففي بداية دروس القوافل، أكدت الواعظات أن العشرة الزوجية وفقًا للتعاليم الإسلامية ليست مجرد التعايش بين الزوجين، بل هي علاقة قائمة على الاحترام المتبادل، التفاهم، والصبر، وقد استشهدت الواعظات بآية قرآنية مهمة من سورة النساء، حيث قال الله تعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا”، من خلال هذه الآية، يتم التأكيد على ضرورة المعاشرة بالمعروف، والتغاضي عن بعض المساوئ أحيانًا، وإدراك أن بعض الأمور التي قد يراها الزوج أو الزوجة غير محبوبة قد يكون فيها خيرٌ كثير في النهاية.
الدعوة إلى التعامل بالحكمة والمودة
كما أكدت واعظات وزارة الأوقاف في القوافل الدعوية على أن السنة النبوية الشريفة توفر لنا منهجًا مثاليًا للتعامل مع الزوجة في الحياة الزوجية، وقالت الواعظات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حثَّ على المعاملة الطيبة مع الزوجات، حيث ورد في حديثه الشريف: “مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِي جارَهُ، واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا؛ فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ…”، يُظهر هذا الحديث النبوي الكريم كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد من المسلمين أن يكونوا في غاية اللطف والرفق مع النساء، وألا يتعاملوا معهن بخشونة أو قسوة.
الحكمة في بناء الأسر المستقرة
أضافت الواعظات أن الحياة الزوجية الناجحة تتطلب حكمة بالغة من كلا الطرفين، حيث يجب أن يكون هدف الزوجين الأول هو مصلحة الأسرة وسلامتها، وفي هذا السياق، شددت الواعظات على أن النبي صلى الله عليه وسلم أكد في حديثه الشريف: “خيرُكُم خيرُكُم لأَهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأَهْلي”، هذا الحديث يُظهر أهمية أن يكون الزوج طيب المعاملة مع أهل بيته، وأن يكون قدوة في صبره ورفقه، فبناء الأسرة على أساس من المحبة والاحترام والصدق هو الضمان لتحقيق السعادة والاستقرار.
إقبال كبير على القوافل الدعوية
شهدت القوافل الدعوية التي أُطلقت اليوم إقبالاً واسعًا من مختلف شرائح المجتمع، حيث توافد العديد من النساء من مختلف الأعمار للاستماع إلى الدروس القيمة التي تقدمها الواعظات، لاقت هذه المبادرة تفاعلًا إيجابيًا، حيث أعربت المشاركات عن تقديرهن العميق لما تتضمنه من نصائح وإرشادات تهدف إلى تعزيز استقرار الأسرة المصرية في مواجهة التحديات التي قد تعترض حياتهم.
دور الأوقاف في تمكين المرأة
تأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة من الأنشطة التي تنظمها وزارة الأوقاف لتفعيل دور المرأة في المجتمع، وتعزيز قدرتها على التأثير الإيجابي في أسرتها والمجتمع بشكل عام، الوزارة تؤمن بأهمية مشاركة المرأة في الأنشطة الدعوية والعلمية، باعتبارها جزءًا أساسيًا في تحقيق الاستقرار المجتمعي.
تهدف هذه القوافل الدعوية إلى نشر الوعي حول أهمية المعاشرة الزوجية بالحسنى والتفاهم، وتقديم الإرشادات التي تساعد في بناء أسر قوية قائمة على أساس من الاحترام والمحبة، وتكون قادرة على مواجهة تحديات الحياة بأسلوب هادئ وسليم.