الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة.. الطفولة أساس المستقبل وأمل الأمة
حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة القادمة في 18 من جمادى الآخرة 1446هـ الموافق 20 ديسمبر 2024م، والتي جاءت تحت عنوان “الطفولة بناء وأمل”، وتهدف الخطبة إلى تسليط الضوء على أهمية بناء الإنسان المستنير والمتسلح بالعلم في مرحلة الطفولة، باعتبارها الأساس الذي يبنى عليه المستقبل، ويتيح للأجيال القادمة الفرصة للتغلب على التحديات والإنجازات.
موضوع خطبة الجمعة
وأكدت وزارة الأوقاف أن الطفولة هي مرحلة محورية في حياة الإنسان، وأنها تحتاج إلى رعاية خاصة من المجتمع والأسر لكي تساهم في بناء شخصيات قوية وفعالة، كما أشارت الوزارة إلى أن بناء الإنسان يبدأ من الطفولة، وأن تربية الأطفال بشكل سليم يعود بالنفع على المجتمع ككل، حيث سيكون هؤلاء الأطفال هم قادة المستقبل، القادرين على إحداث التغيير والتطوير في جميع المجالات.
وقد استهلت الأوقاف الخطبة بتعريف الطفولة كأجمل وأهم مرحلة في حياة الإنسان، مؤكدة أن الأطفال هم نعمة كبيرة من نعم الله على الأرض، وأوضحت أن الطفولة هي فترة تكون فيها البراءة والعفوية هي السمات الأساسية، حيث تظهر الابتسامات العفوية والبراءة في التصرفات، وتكون المشاعر صافية ونقية.
وفي سياق الحديث عن أهمية التربية السليمة في مرحلة الطفولة، أكدت الأوقاف أن الخطبة على ضرورة أن يسارع الآباء والأمهات إلى تقديم كافة أوجه الرعاية والعناية والاهتمام للأطفال، من أجل أن ينشأوا في بيئة تساهم في تطوير شخصياتهم بشكل إيجابي، وتملأ حياتهم بالسعادة والأمل، وأشارت إلى أهمية إشباع الأطفال بالعاطفة والحب، وأن يكونوا محاطين بالحنان والاهتمام الذي يعزز من ثقته بنفسه وقدرته على التفاؤل والاستعداد لمواجهة تحديات الحياة.
وقد تم استعراض بعض المواقف النبوية التي تعكس عناية النبي صلى الله عليه وسلم بالأطفال وكيفية تعامله معهم، فقد أشار الخطبة إلى موقف النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة، حيث كان يخفف الصلاة عندما يسمع بكاء طفل، وذلك رغبة منه في راحة الطفل وتهدئة قلبه، كما استعرضت الخطبة مواقف أخرى للنبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال، مثل موقفه مع حفيديه الحسن والحسين، عندما أوقف خطبته في المسجد ليطمئن عليهما ويحتضنهما.
وأضافت الأوقاف الخطبة أن الأطفال يحتاجون إلى أن يكونوا في بيئة تحترم مشاعرهم وتلبي احتياجاتهم النفسية والعاطفية، وأكدت على ضرورة أن يتم التعامل مع الأطفال بلطف ورقة، وأن يتم تعليمهم القيم والمبادئ التي تساعدهم في بناء شخصياتهم وتطوير قدراتهم، كما دعت الخطبة إلى احترام الأطفال ومعاملتهم بحب ورعاية، مشيرة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يولي اهتمامًا خاصًا للأطفال، بل كان يعتبر ذلك من أهم القيم التي يجب أن يتحلى بها المسلم.
وأشارت الخطبة أيضًا إلى أن الأطفال يحتاجون إلى رعاية وتوجيه خاص في العصر الحالي، الذي شهد انتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة، مثل الهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية، وبينت الخطبة أن هذا التطور التكنولوجي قد يساهم في تشتيت انتباه الأطفال وفقدان مهاراتهم الاجتماعية والعقلية إذا لم يتم توجيههم بشكل صحيح، وأكدت على ضرورة أن يتعاون الآباء مع المدارس والمجتمع بشكل عام لتوفير بيئة تعليمية وتنموية تعزز من قدرات الأطفال العقلية والبدنية.
كما أشارت الخطبة إلى أهمية التربية على القيم الدينية والإنسانية، مثل احترام الآخرين، والتحلي بالصبر، والصدق، والوفاء، وأكدت أن هذه القيم يمكن أن تُغرس في الأطفال منذ الصغر، مما يساعدهم على بناء شخصية قوية ومتوازنة.
وشددت الخطبة على أن المجتمع بأسره مسؤول عن رعاية الأطفال وتوجيههم بشكل صحيح، بما في ذلك تقديم الدعم المادي والمعنوي لضمان نجاحهم في حياتهم، وأكدت أن تربية الأطفال ليست مسؤولية الأسرة فقط، بل هي مسؤولية المجتمع والمؤسسات التعليمية والدينية.
وقد دعت الخطبة في نهايتها إلى تكثيف الجهود لتوفير بيئة تربوية مناسبة للأطفال، تساهم في بناء جيل واعٍ، قادر على مواجهة تحديات المستقبل والمساهمة في بناء وطنه وأمته، كما تمنت أن يبارك الله في أطفالنا وشبابنا، وأن يحفظ وطننا العزيز.