ليس له علاج ويتسبب فى الفشل.. فيروس خطير يثير الرعب حول العالم
أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرات خطيرة بشأن فيروس “ليسا” (Lyssavirus)، وهو أحد الفيروسات التي تنتمي إلى عائلة Rhabdoviridae، والمعروفة بقدرتها على التأثير المدمر على الجهاز العصبي المركزي، يعتبر فيروس داء الكلب (Rabies Virus) أحد أشهر وأخطر أنواع هذه العائلة، ويُشكل تهديدًا بالغًا على صحة الإنسان والحيوانات.
الآن، يثير فيروس ليسا حالة من القلق العالمي بعد انتشار تقارير عن تعرض الأشخاص في أستراليا لهذا الفيروس المميت الذي يسبب الشلل والهذيان والتشنجات، وفي الحالات الأكثر شدة، الموت، ومن المثير للقلق أن فيروس ليسا ليس له علاج معروف بعد ظهور أعراضه، مما يجعله من الفيروسات القاتلة التي تحتاج إلى تدخل فوري لتجنب النتائج الوخيمة.
انتشار الفيروس من الخفافيش
وفقا لتقارير صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، يعد الخفاش من الحيوانات الرئيسية التي يمكن أن تحمل فيروس ليسا، حيث يُعتقد أن هذه الكائنات قد تكون مصابة بالفيروس بسبب تعرضها لمجموعة من العوامل البيئية، مثل الحرارة الشديدة في منطقة جنوب شرق كوينزلاند بأستراليا، في حادثة مروعة، سقط العديد من الخفافيش من السماء بسبب مزيج من متلازمة شلل الثعلب الطائر (FFPS) والحرارة المفرطة، مما جعل الوضع أكثر تعقيدًا وأدى إلى زيادة المخاطر الصحية.
دعا المسؤولون في ولاية كوينزلاند السكان إلى اتخاذ احتياطات صارمة بعد هذه الحادثة، حيث حثت كبيرة مسؤولي الصحة في الولاية، هايدي كارول، السكان على عدم لمس الخفافيش التي قد تكون ميتة أو مصابة، وأكدت كارول على خطورة الفيروس، مشيرة إلى أنه “من المهم أن نتذكر أن فيروس ليسا قاتل لدى البشر، ولا يوجد علاج فعال معروف بمجرد ظهور الأعراض”، كما أوضحت أنه بالرغم من عدم وجود علاج فعال بعد ظهور الأعراض، فإن اللقاحات الوقائية المتوفرة قد تساهم في تقليل خطر الإصابة إذا تم تلقيها في الوقت المناسب بعد التعرض للفيروس.
أعراض الفيروس وكيفية الوقاية
تتضمن الأعراض الرئيسية لفيروس ليسا التشنجات الشديدة، الشلل، الهذيان، وفي النهاية قد يؤدي إلى الموت، وإذا كان الشخص قد تعرض للفيروس من خلال لدغة أو جرح مفتوح، فإن الإجراءات الوقائية السريعة يمكن أن تنقذ حياته، يجب تنظيف الجرح فورًا بالماء والصابون لمدة خمس دقائق على الأقل، وإذا كان لديك مطهر، ينبغي وضعه بعد غسل الجرح، ولكن الأهم من ذلك هو زيارة الطبيب في أقرب وقت ممكن لتلقي العلاج الوقائي مثل التطعيم.
تحث السلطات الصحية في أستراليا جميع المواطنين على توخي الحذر، وخاصةً عند التعامل مع الخفافيش أو الحيوانات البرية، وتنصح الأطباء بشدة بأن يتجنب الجميع لمس الخفافيش الساقطة على الأرض، إذ ينبغي الاتصال على الفور بجمعية حماية الحيوانات الملكية أو مجموعة رعاية الحياة البرية المحلية، هذا التحذير يشمل كذلك العائلات، حيث شددت السلطات على أهمية تعليم الأطفال عدم الاقتراب من هذه الحيوانات أو التعامل معها بأي شكل من الأشكال.
فيروس ليسا: تهديد حقيقي وخطير
فيروس ليسا يعيد إلى الأذهان فيروسات أخرى مماثلة مثل فيروس داء الكلب، الذي يشترك معه في العديد من الأعراض والتأثيرات القاتلة على الجهاز العصبي، لكن الفرق الكبير يكمن في أن داء الكلب يمكن الوقاية منه بفضل التطعيم المبكر، بينما ليسا، رغم كونه جزءًا من نفس العائلة، لا يزال يشكل تهديدًا لا يمكن تجاهله.
ولذلك، يجب أن تبقى جميع السلطات الصحية في حالة تأهب مستمر لمراقبة انتشار هذا الفيروس واتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية الأرواح، لا سيما أن فيروس ليسا، ورغم أنه يظل نادرًا في معظم أنحاء العالم، إلا أن انتشاره الأخير في أستراليا يسلط الضوء على أهمية الوعي السريع واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة في الوقت المناسب.
التوصيات للوقاية
لتجنب أي مخاطر صحية جراء فيروس ليسا، من الضروري أن يكون لدى الجميع الوعي الكامل بكيفية التصرف في حالات الطوارئ، أولاً يجب أن يتجنب الناس الاتصال بالحيوانات البرية، خصوصًا الخفافيش، ثانيًا إذا تعرض الشخص للدغة أو خدش من حيوان، يجب عليه تنظيف الجرح فورًا وتلقي التطعيم الوقائي، وأخيرًا من المهم أن يتابع الأفراد الحالات الصحية في محيطهم ويطلعوا على آخر المعلومات والتوجيهات من السلطات الصحية.
فيروس ليسا، الذي لا يزال يشكل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة، يتطلب وعيًا واحتياطات جادة من الجميع لضمان الوقاية والتقليل من تأثيراته القاتلة.