هل التوسل بالنبي والتبرك بحبه جائز شرعًا؟
أكد الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم يُمثل جوهر الإيمان ومصدر الارتباط العاطفي والروحي للمسلمين، وأوضح أن التعبير عن هذا الحب من خلال التوسل باسمه أو التبرك بمكانته يُعد أمرًا مشروعًا ومباحًا في الإسلام، ولا يتعارض مع العقيدة، بل يعكس التعلق العميق بسيد الخلق.
التوسل بالنبي: شرعية وحب متجذر
جاءت تصريحات الدكتور عبد السميع خلال استضافته في برنامج “بودكاست اشتباك” مع الإعلامية مروة شتلة على قناة الناس، حيث أشار إلى أن عبارات مثل “عشان خاطر حبيبك النبي” أثناء الدعاء تُعبر عن صدق مشاعر الحب والارتباط بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهي جزء من التعبير الفطري للإيمان.
وأكد أن التوسل باسم النبي لا يقتصر على فترة حياته فقط، بل كان أمرًا مشروعًا استمر بعد وفاته، واستدل بحديث صحيح ورد في سنن الترمذي عن عثمان بن حنيف، حيث علّم النبي الصحابة طريقة التوسل باسمه إلى الله لقضاء الحاجات.
كما أشار إلى حادثة شهيرة وقعت في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، حين لجأ أحد الصحابة للتوسل باسم النبي بعد أن تعسرت حاجته، وبفضل الله قُضيت حاجته.
التوسل بأهل بيت النبي: نموذج من السنة
من الأمثلة التي استشهد بها الدكتور عبد السميع ما فعله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أثناء صلاة الاستسقاء، حيث توسل إلى الله بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأوضح أن هذا النموذج يُبرز شرعية التوسل بأهل بيت النبي، حيث يعكس حبهم والتعلق بمكانتهم، وهو ما لا يتعارض مع التوحيد أو العقيدة.
التبرك بأماكن الأولياء: حب يتجلى بالاقتداء
وفيما يتعلق بالتبرك بأماكن الأولياء الصالحين، أوضح أمين الفتوى أن هذا السلوك لا علاقة له بالشرك بالله، بل هو شكل من أشكال الاقتداء بحب النبي وأهل بيته الذين أمر الله عز وجل بمودتهم. واستشهد بالآية الكريمة: “قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى” [الشورى: 23].
وأوضح أن التبرك لا يُقصد به طلب النفع أو الضر من غير الله، بل هو تعبير عن ارتباط المسلم برموز الدين، سواء كانوا من آل بيت النبي أو من الأولياء الصالحين، وهو امتداد للحب الذي أمر الله ورسوله به.
حب النبي منهج حياة
في ختام حديثه، دعا الدكتور محمد عبد السميع المسلمين إلى أن يجعلوا حب النبي صلى الله عليه وسلم منهجًا يسيرون عليه في حياتهم، وأكد أن ذكر النبي وتوسل المسلمين به أثناء الدعاء يُعزز من روح الإيمان، ويُرسخ الارتباط العاطفي والروحي بسيد الخلق، الذي كان وما زال القدوة العظيمة لكل مسلم.
وأشار إلى أن التوسل والتبرك بأهل البيت والصالحين ليس مجرد أفعال ظاهرة، بل هي وسيلة لتعميق العلاقة بالله تعالى وتعبير عن حب خالص للنبي وأثره العظيم في حياة المسلمين.
ويعد حب النبي صلى الله عليه وسلم من أسمى المشاعر التي تربط المسلم بربه وبالنبي الكريم، فقد تجسد هذا الحب في كل تفاصيل حياة المسلم اليومية، فلا يقتصر حب النبي على مجرد الكلمات أو الأقوال، بل يتعدى ذلك ليكون سلوكًا وأفعالًا تتجسد في الاقتداء بهدي النبي وسنته في جميع مناحي الحياة، في حديثه الأخير، تحدث الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، عن أهمية حب النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب المسلمين، وكيف أن هذا الحب يتجدد مع مرور الوقت ليزداد عمقًا وتأصيلًا في النفوس.