الإثنين 23 ديسمبر 2024 الموافق 22 جمادى الثانية 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

مارك مراد: شاب يتحدى الإعاقة ويبتكر تطبيقًا يقرأ ملفات الكمبيوتر للمكفوفين

مارك مراد
مارك مراد

يحمل كل شاب داخله مزيجًا فريدًا من الإصرار والقوة، لكن هذه القوة تختلف باختلاف الظروف والدعم الذي يتلقاه الشخص، وبينما يعتقد البعض أن بعض الأحلام قد تكون مستحيلة، يأتي من يُثبت العكس، مارك مراد، شاب مصري يبلغ من العمر 18 عامًا، يُعد تجسيدًا حيًا لهذه الروح، حيث تحدى فقدان البصر وأصر على تحقيق حلمه، ليُبدع تطبيقًا يساعد المكفوفين على قراءة ملفات الكمبيوتر والصور بطريقة مبتكرة.

قصة مارك: البداية المشرقة

تروي مريم موريس، خالة الشاب مارك، قصة الشاب الملهم، مؤكدة أن حب العائلة كان أساسًا متينًا لدعم مارك منذ ولادته، "اعتبرنا مارك الأخ الذي كنا نحلم به دائمًا، فهو ليس فقط ابن أختي، بل أخًا رابعًا لنا”، تقول مريم، وُلد مارك طفلًا طبيعيًا، مليئًا بالحيوية والسعادة، وأصبح مصدر فرح كبير للعائلة بصفاته الملائكية وأخلاقه الرفيعة.

لكن في عمر الثانية عشرة، بدأت رحلة مختلفة في حياة مارك عندما لاحظ مشاكل في نظره، لجأ إلى ارتداء النظارات الطبية والخضوع لفحوصات عديدة، لكن حالته استمرت في التدهور، وبعد ثلاث سنوات من المعاناة، استيقظ مارك ذات صباح فاقدًا للبصر بشكل كامل.

التحديات: بداية الطريق نحو الإبداع

فقدان البصر لم يُثنِ مارك عن متابعة تعليمه، لكنه واجه صعوبات كبيرة في مدرسته، حيث نصحه البعض بالانتقال إلى مدرسة متخصصة للمكفوفين، إلا أن تلك المدارس كانت تُوجه الطلاب غالبًا نحو الكليات النظرية، وهو ما لم يتوافق مع طموحات مارك الذي حلم بدراسة الهندسة أو علوم الحاسوب.

“هل أتخلى عن حلمي بسبب فقدان بصري؟” كان هذا السؤال نقطة التحول في حياة مارك، بدأ يتعلم أساسيات الكمبيوتر بمفرده، ومن ثم البرمجة والذكاء الاصطناعي، كانت رؤيته واضحة: تطوير أداة تُمكِّن المكفوفين من قراءة الملفات المعقدة مثل الرسومات وملفات الـPDF.

الابتكار: تطبيق يغير حياة المكفوفين

نجح مارك في تطوير تطبيق مبتكر يُمكن المكفوفين من قراءة ملفات الكمبيوتر بسهولة، بغض النظر عن نوعها، لم يتوقف عند ذلك، بل قام برفع التطبيق على متجر “مايكروسوفت ستور”، ليجعله متاحًا للجميع بشكل مجاني، المفاجأة أن التطبيق حظي باستخدام واسع، حيث استفاد منه أشخاص في 52 دولة حول العالم.

إنجازات ملهمة: من حلم إلى واقع

لم يتوقف شغف مارك عند ابتكار التطبيق، بل قرر تحويل حلمه إلى واقع أكبر، أسس شركة خاصة باسمه وهو في الثامنة عشرة من عمره، والتحق بكلية علوم الحاسوب في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، خالته مريم تختتم حديثها بفخر قائلة: “مارك لم يحقق حلمه فقط، بل تجاوز كل التوقعات، وأصبح مثالًا يُحتذى به في الإصرار والتحدي”.

قصة تنتشر وتنشر الأمل

نشرت مريم قصة مارك على أحد مجموعات “فيس بوك”، وسرعان ما لاقت القصة تفاعلًا كبيرًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عكست القصة مزيجًا من الفخر والأمل والتحدي، وأصبحت مصدر إلهام للكثيرين الذين يواجهون صعوبات في حياتهم.

قصة مارك مراد تُثبت أن التحديات يمكن أن تتحول إلى فرص، وأن الإصرار وحب العائلة يمكن أن يصنع المستحيل، مارك ليس فقط شابًا كفيفًا حقق حلمه، بل هو رمز للقدرة على تجاوز العقبات وتحقيق النجاح مهما كانت الظروف.

تم نسخ الرابط