حسام موافي يوضح أسباب غير متوقعة وراء القولون العصبي
يعد القولون العصبي هو واحد من أكثر الأمراض التي يعاني منها الكثير من الأشخاص حول العالم، حيث يتسبب في العديد من الأعراض المزعجة التي تؤثر على الحياة اليومية، يعد هذا المرض من أكثر الاضطرابات الهضمية الشائعة، ويؤدي إلى شعور بالانزعاج والألم، إضافة إلى تغييرات غير مريحة في حركة الأمعاء.
القولون العصبي
هو حالة معقدة تؤثر على القولون (الأمعاء الغليظة) وتؤدي إلى ظهور أعراض مثل الألم أو التقلصات في البطن، الإسهال أو الإمساك، بالإضافة إلى الغازات والانتفاخ، بينما يعتقد الكثيرون أن القولون العصبي يرتبط فقط بالعوامل الغذائية أو الهضمية، إلا أن هناك مجموعة من الأسباب الخفية التي قد تكون وراء هذه الأعراض، في هذا السياق كشف الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العيني، خلال ظهوره في برنامج “ربي زدني علما” الذي يعرض على قناة “صدى البلد”، عن 4 أسباب رئيسية قد تكون وراء الإصابة بالقولون العصبي، وهي أسباب قد تكون غير مألوفة للكثيرين.
التوتر والاكتئاب: العلاقة بين العقل والجهاز الهضمي
من أبرز الأسباب التي أشار إليها الدكتور حسام موافي هي التوتر النفسي والاكتئاب، حيث أضاف أن الحالة النفسية تؤثر بشكل كبير على صحة الجهاز الهضمي، فعندما يشعر الشخص بالضغط النفسي أو التوتر، يفرز الجسم بعض الهرمونات التي يمكن أن تزعج الجهاز الهضمي وتؤدي إلى اضطرابات في حركة الأمعاء.
ووفقًا لأبحاث علمية حديثة، فإن هناك علاقة وثيقة بين التوتر العقلي والألم الذي يشعر به المصابون بالقولون العصبي، كما أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو القلق، يكونون أكثر عرضة لتفاقم أعراض القولون العصبي، لذا فإن العناية بالصحة النفسية تعتبر من الخطوات الهامة في الوقاية من هذا المرض أو تخفيف أعراضه.
الإجهاد وحركة الأمعاء غير المنتظمة
أشار الدكتور حسام موافي أيضًا إلى الإجهاد باعتباره سببًا آخر يساهم في ظهور أعراض القولون العصبي، فالإجهاد الجسدي أو العقلي يؤدي إلى تعطيل توازن وظائف الجهاز الهضمي، مما يسبب تذبذبًا في حركة الأمعاء، وعندما تصبح حركة الأمعاء غير منتظمة، سواء بالإسهال أو الإمساك، تتفاقم الأعراض بشكل كبير، مما يؤدي إلى شعور الشخص بالتعب والألم المستمر.
الاختلافات في الأطعمة والمشروبات
أكد الدكتور حسام موافي أن هناك أيضًا عوامل غذائية يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالقولون العصبي، تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون أو الأطعمة المصنعة قد يساهم في تهيج القولون وزيادة الأعراض، بالإضافة إلى ذلك أشار إلى أن هناك بعض الأطعمة التي تزيد من الغازات والانتفاخات في البطن مثل الفاصوليا، الكرنب، والقرنبيط، مما يفاقم مشاكل القولون، من المهم أن يتجنب المرضى الذين يعانون من القولون العصبي الأطعمة التي تسبب لهم أعراضًا مزعجة، ويُفضل أن يتم تناول الطعام بشكل منتظم مع تجنب الوجبات الثقيلة.
أسباب أخرى: التغيرات في التوازن البكتيري داخل الأمعاء
أضاف الدكتور حسام موافي سببًا آخر يرتبط بتغيرات في التوازن البكتيري داخل الأمعاء، حيث يلعب التنوع البكتيري دورًا هامًا في عملية الهضم، عندما يحدث خلل في هذا التوازن، يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في القولون، قد يؤدي نقص بعض أنواع البكتيريا المفيدة في الأمعاء إلى تزايد البكتيريا الضارة التي تساهم في التهابات القولون وحدوث مشاكل هضمية.
أعراض القولون العصبي: كيف تميز المرض؟
يجب على المصابين بالقولون العصبي الانتباه إلى الأعراض التي تظهر عليهم. من أبرز هذه الأعراض:
آلام أو تقلصات في البطن: قد تشعر بالألم المستمر أو التقلصات في منطقة البطن.
غازات البطن والانتفاخ: يحدث شعور بالامتلاء بسبب الغازات المزعجة.
الإسهال أو الإمساك: قد تتبدل حركة الأمعاء، ما بين الإسهال أو الإمساك المزمن.
مخاط في البراز: يلاحظ البعض وجود مخاط في البراز، وهو من العلامات الدالة على القولون العصبي.
الشعور بعدم القدرة على إفراغ الأمعاء بعد التبرز.
طرق الوقاية والعلاج: كيف تحمي نفسك؟
لحماية نفسك من القولون العصبي أو لتقليل أعراضه، يمكن اتباع بعض النصائح التي يقدمها الخبراء:
1.الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف: مثل الفواكه والخضروات التي تساهم في تحسين حركة الأمعاء.
2.التقليل من تناول منتجات الألبان: التي قد تسبب تهيج القولون.
3.تجنب الأطعمة التي تسبب الانتفاخ: مثل الفاصوليا والقرنبيط.
4.شرب كميات كبيرة من الماء: لتحسين الهضم ومنع الجفاف.
5.ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: التي تساعد على تحسين صحة الجهاز الهضمي.
6.تقنيات الاسترخاء: مثل التنفس العميق أو التأمل لتقليل التوتر.
7.الحصول على قسط كافٍ من النوم: لتنظيم وظائف الجسم.
القولون العصبي ليس مجرد مرض هضمي عابر، بل هو حالة تحتاج إلى فهم دقيق للعديد من العوامل التي تؤثر على صحة الجهاز الهضمي، التوتر، الإجهاد، النظام الغذائي غير المتوازن، وكذلك التغيرات في البكتيريا المعوية يمكن أن تلعب دورًا هامًا في تفاقم الأعراض، لذلك من الضروري الاهتمام بصحة الجهاز الهضمي والعقل معًا من خلال تبني نمط حياة صحي لتخفيف أعراض القولون العصبي وتحسين جودة الحياة.