شيخ الأزهر يمنح أسرة الطالبة رحيق رحلة عمرة
في لفتة إنسانية تعكس عظمة مؤسسته، أجرى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اتصالًا هاتفيًا مع أسرة الطالبة رحيق السيد جمعة، الطالبة التي لقيت ربها إثر حادث أليم، الطالبة التي كانت تدرس في الصف الثالث الثانوي بمعهد فتيات هورين الإعدادي الثانوي التابع لمنطقة المنوفية الأزهرية، كانت من الطالبات المتميزات في دراستها وحفظها للقرآن الكريم، وقد حمل الاتصال تعزية صادقة من الإمام الأكبر لأسرة الفقيدة، معبرًا عن خالص مواساته وألمه لهذا الفقد الكبير.
تعازي شيخ الأزهر لأسرة الطالبة رحيق
وقد أعربت والدة الطالبة رحيق السيد عن شكرها العميق لفضيلة الإمام الأكبر على تعزيته الطيبة، مؤكدة أن ابنتها الراحلة كانت مثالاً يحتذى به في الجد والاجتهاد، فقد كانت حافظة لكتاب الله، ولم تتوانَ عن بذل جهدها في طلب العلم، وأشارت إلى أن ابنتها، رغم صغر سنها، كانت قد وعدتها بأنها ستبذل كل ما في وسعها لتكون الأولى على الثانوية الأزهرية، وهو وعد كان يحمل في طياته طموحًا كبيرًا ورغبة في التميز والنجاح.
والدة الطالبة رحيق
وقالت الأم، بمرارة الفقد وأمل العزاء، إن ابنتها كانت تضع نصب عينيها أن تصل إلى المراتب العالية في دراستها وحفظها للقرآن الكريم، وهو ما كان يملأ قلبها بالفخر، وأشارت إلى أن الطالبة الراحلة كانت دائمًا تحلم بأن يتصل بها فضيلة شيخ الأزهر شخصيًا ليهنئها على تفوقها وتكريمها، وأن يكون لهذا التكريم جزء من دعم أسرتها، التي كانت تقف خلفها في مسيرتها التعليمية بكل عزم وقوة.
رحلة عمرة لأسرة الطالبة رحيق
وفي استجابة لمشاعر الحزن الكبيرة التي كانت تغمر الأسرة، وجه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بتقديم رحلة عمرة لوالدي الطالبة الراحلة، كعربون مواساة لهما في مصابهما الجلل، وكانت هذه اللفتة الكريمة من فضيلة الإمام الأكبر تعبيرًا عن تضامنه الكبير مع أسرة الطالبة الراحلة في هذا الوقت العصيب، وتجسيدًا للقيم الإنسانية العميقة التي يتحلى بها الأزهر الشريف في دعمه لأسر طلابه المتميزين، الذين قد يواجهون الصعاب في درب الحياة.
وقد دعا فضيلة الإمام الأكبر في نهاية الاتصال الموجه لأسرة الطالبة رحيق، المولى -عز وجل- أن يرحم الطالبة الراحلة ويسكنها فسيح جناته، وأن يرزق أهلها وذويها الصبر والسلوان، مضيفًا الدعاء بأن تكون روحها الطاهرة في الفردوس الأعلى من الجنة. واختتم قائلاً: “إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.”
هذه المبادرة الإنسانية من شيخ الأزهر تأتي في إطار حرص المؤسسة الأزهرية على دعم طلابها وأسرهم في كل الظروف، خاصة في أوقات الحزن والفقد، ومن المعروف أن الأزهر الشريف لا يتوانى في تقديم الدعم الروحي والمادي لمن يستحقه، سواء من خلال تقديم الدعم المعنوي أو المادي في مثل هذه المواقف، مما يعزز مكانته كمؤسسة تعليمية ودينية لها حضور كبير في حياة المسلمين في مختلف أنحاء العالم.
تجسد هذه اللفتة الكريمة من شيخ الأزهر تقديرًا للجهود التي تبذلها الأسر في سبيل تعليم أبنائها وتربيتهم تربية إسلامية صحيحة، وتؤكد في الوقت نفسه أن الأزهر الشريف لا يقتصر دوره على العلم فقط، بل يتعداه إلى الوقوف بجانب طلابه وأسرهم في مختلف الظروف الحياتية، سواء في الفرح أو الحزن، ليظل الأزهر منارة للعلم والإنسانية في العالم الإسلامي.
وأصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بيانًا تفصيليًا تناول فيه بعض القضايا الشائعة التي تثير تساؤلات كثيرة بين المسلمين حول أداء الصلوات، مثل حكم جمع الصلوات الخمس في وقت واحد، وحكم صلاة الفجر بعد الاستيقاظ من النوم، جاء البيان ليؤكد أهمية الالتزام بالمواعيد المحددة للصلوات وفق ما جاء في النصوص الشرعية، مسلطًا الضوء على الأحكام المرتبطة بهاتين القضيتين.
في مقدمة البيان، شدد المركز على أن أداء الصلوات في أوقاتها هو فريضة شرعية لا مجال للتهاون فيها، مستشهدًا بقول الله تعالى: «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا» (النساء: 103)، وأوضح المركز أن الالتزام بأوقات الصلاة ليس مجرد تنظيم زمني، بل هو عبادة تهدف إلى غرس روح الانضباط في حياة المسلم، وإبقاء الصلة مع الله قائمة على مدار اليوم.
حكم جمع الصلوات الخمس في وقت واحد
أوضح بيان الأزهر أن جمع الصلوات الخمس في وقت واحد أمر غير جائز بإجماع العلماء، وبيّن أن الشريعة الإسلامية حددت أوقاتًا دقيقة لكل صلاة، تُراعى فيها الظروف المختلفة، وجعلت الجمع بين الصلوات مقتصرًا على حالات خاصة مثل السفر الطويل أو الضرورات المُلجِئة، وفي هذه الحالات فقط، يجوز الجمع بين الظهر والعصر، أو بين المغرب والعشاء، وفق ما ورد في السنة النبوية، أما صلاة الفجر، فهي صلاة ذات خصوصية، حيث لا تُجمع مع غيرها وتؤدى دائمًا في وقتها المحدد.