جامعة الأزهر تطلق أولى دورات مواجهة الشبهات الإلحادية برعاية الإمام الأكبر
في خطوة جديدة تعكس التزام الأزهر الشريف بدوره الريادي في نشر الوسطية والتصدي للأفكار الهدامة، نظمت جامعة الأزهر حفل تكريم مميز للطلاب الوافدين المشاركين في “دورة تصحيح الفكر”، وافتتحت أولى الدورات التثقيفية بعنوان: “مواجهة الشبهات الإلحادية”، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
أقيم الحفل بحضور كوكبة من القيادات الأزهرية، يتقدمهم الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمد الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين وعميدة كلية العلوم الإسلامية للوافدين.
دعم عالمي للعلم والفكر الوسطي
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس الجامعة، في كلمته أن كلية العلوم الإسلامية للوافدين تحتل مكانة خاصة في جامعة الأزهر، حيث تجسد عالمية المؤسسة بضمها طلابًا من مختلف أنحاء العالم، وأضاف أن مثل هذه الدورات التثقيفية التي تركز على تصحيح الفكر ومواجهة الإلحاد تُعدّ من أعظم المبادرات، لأنها تُكمل المناهج الدراسية وتوجه الطلاب نحو الفكر المستقيم بعيدًا عن التشدد والانحرافات الفكرية.
وأشار إلى أن مجالس العلم التي تحتضنها الكلية ليست مجرد تجمعات أكاديمية، بل هي مجالس تباركها الملائكة وتُعلي من قيمة العلم والتفكر، مؤكدًا أن مواجهة التحديات الفكرية المعاصرة جزء لا يتجزأ من رسالة الأزهر الشريف.
التصدي لظاهرة الإلحاد بأسس علمية
من جانبه، أوضح الدكتور محمد الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أن هذه الدورة تأتي استجابة للتحديات التي يواجهها الشباب اليوم، لا سيما ظاهرة الإلحاد التي باتت تنتشر في أوساطهم، وأكد على أهمية التشخيص النفسي والعقلي في التعامل مع هذه القضية، حيث يُعد فهم الحالة النفسية للملحد مفتاحًا رئيسيًا لتفنيد الشبهات وإقامة الحجج العقلية التي تقود إلى الحقائق.
وشدد الجندي على أن الأزهر لا يكتفي بالردود النظرية، بل يسعى لتقديم حلول عملية تتماشى مع احتياجات الشباب وتطلعاتهم الفكرية، مؤكدًا أن العلم والعقل هما أساس المواجهة الفعّالة لأي فكر منحرف.
ترسيخ الوسطية ودعم الوافدين
بدورها، أعربت الدكتورة نهلة الصعيدي عن شكرها لرئيس الجامعة ولمجمع البحوث الإسلامية على دعمهما المستمر للطلاب الوافدين، مشيرة إلى أن إدخال السرور عليهم وتحفيزهم لمواصلة التعلم هو جزء من رسالة الأزهر العالمية.
وأضافت أن دورات “تصحيح الفكر” و”مواجهة الشبهات الإلحادية” تأتي ضمن سلسلة من الجهود التي يبذلها الأزهر الشريف لترسيخ الفكر الوسطي والتصدي للأفكار المتطرفة والهدامة، وأكدت أن هذه الدورات تسعى لمعالجة القضايا الفكرية المعاصرة بأسلوب علمي ومنهجي، مع تقديم ردود مستنيرة تعكس رسالة الأزهر القائمة على الاعتدال.
وأوضحت الصعيدي أن الدورات تتضمن محاضرات وورش عمل يشارك فيها نخبة من العلماء والمتخصصين في مجالات العقيدة والفكر والثقافة الإسلامية، بهدف بناء رؤية متكاملة لمواجهة الأفكار المنحرفة، وإعداد الطلاب ليكونوا سفراء للأزهر في نشر رسالته السامية.
بهذه المبادرات، يواصل الأزهر الشريف أداء دوره المحوري كمنارة للعلم والفكر الوسطي، مؤكدًا التزامه بمواجهة التحديات الفكرية التي تواجه المجتمع العالمي، إن مثل هذه الدورات ليست مجرد نشاط أكاديمي، بل هي رسالة واضحة بأن الأزهر يقف في الصفوف الأولى للدفاع عن القيم الإنسانية النبيلة، ويظل ركيزة أساسية في بناء أجيال قادرة على الجمع بين العلم والإيمان لمواجهة الأفكار المنحرفة وتقديم صورة حقيقية للإسلام كدين سلام واعتدال.
محمود صديق يشيد بدور الأطباء في رفع تصنيف جامعة الأزهر بالمستويات الدولية
وفي خطوة تعكس ريادة جامعة الأزهر في مجال الطب وخدمة المجتمع، أشاد الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث والمشرف العام على قطاع المستشفيات الجامعية، بجهود الأطباء والعاملين في كليات الطب التابعة للجامعة، الذين يعملون بجد وإخلاص لتقديم أفضل الخدمات الطبية والعلمية، جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي الرابع المشترك لكليتي طب البنين والبنات بالقاهرة، والذي أقيم تحت شعار "الرعاية الصحية بين الواقع والمأمول"، بمشاركة واسعة من علماء وخبراء من مختلف دول العالم.
بدأ الدكتور صديق كلمته بتوجيه التحية إلى "الجيش الأبيض" في جامعة الأزهر، مشيدًا بتفانيهم في العمل في صمتٍ وإخلاصٍ، ابتغاء مرضاة الله وخدمة المجتمع، وأكد أن ما يميز أطباء جامعة الأزهر ليس فقط جهودهم الكبيرة في علاج المرضى، بل أيضًا إسهاماتهم العلمية المتميزة التي ساهمت في رفع تصنيف الجامعة محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، وأشار إلى أن هذا التقدم تحقق بفضل النشر العلمي في كبرى المجلات الدولية، مما يعكس المكانة العلمية المرموقة التي باتت تحتلها جامعة الأزهر.
وأشار الدكتور صديق إلى أن تحقيق الإنجازات ليس هو التحدي الأكبر، بل التحدي الحقيقي يكمن في الحفاظ على تلك الإنجازات والاستمرار في التميز، وأوضح أن جامعة الأزهر تضع هذا الهدف نصب أعينها، وتسعى باستمرار إلى تعزيز التعاون مع مختلف الجهات والمؤسسات لتحقيق المزيد من النجاحات.