هل يجب قراءة سورة في الصلاة بعد الفاتحة بالركعتين الثالثة والرابعة؟
تعد الصلاة من أهم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، ولذلك يجب على المسلم أن يتبع كافة أحكام الصلاة بدقة، بما في ذلك كيفية قراءة القرآن خلالها، ومن بين الأسئلة التي يتساءل عنها الكثير من المسلمين هي: هل يجب على المصلي قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الثالثة والرابعة من الصلاة؟ هذا السؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية من خلال الشيخ أحمد وسام، مدير إدارة البوابة الإلكترونية بالدار، خلال بث مباشر عبر صفحة دار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
قراءة سورة بعد الفاتحة
في هذا اللقاء، أوضح الشيخ أحمد وسام أن جمهور الفقهاء قد أجمعوا على أن قراءة سورة بعد الفاتحة واجبة في الركعتين الأوليين فقط، وأكد أن المصلي يقرأ الفاتحة في كل ركعة، وفي الركعتين الأوليين يمكنه أن يقرأ سورة أخرى بعد الفاتحة، سواء كانت قصيرة أو طويلة حسب ما يتيسر له، لكن في الركعتين الأخيرتين، أي في الثالثة والرابعة، يُكتفى بقراءة الفاتحة فقط.
ورغم أن الأفضل في الركعتين الثالثة والرابعة هو الاقتصار على قراءة الفاتحة فقط، إلا أن الشيخ أحمد وسام أضاف أن قراءة سورة قصيرة أو بعض الآيات بعد الفاتحة في هاتين الركعتين لا تبطل الصلاة، بل إن الصلاة تظل صحيحة تمامًا إذا قرأ المصلي ما تيسر له من القرآن بعد الفاتحة، حتى في الركعتين الثالثة والرابعة.
حكم نسيان قراءة سورة بعد الفاتحة في الصلاة
مسألة أخرى تناولها الشيخ أحمد وسام هي حكم نسيان قراءة سورة بعد الفاتحة في الصلاة، حيث أشار إلى أنه في حال نسي المصلي قراءة سورة بعد الفاتحة، سواء في الركعتين الأوليين أو الأخيرتين، فإن صلاته تبقى صحيحة ولا تؤثر على صحتها، هذا الاستثناء يشمل كلا من الركعتين الأوليين أو الثالثة والرابعة، فبناءً على هذه الفتوى، فإن قراءة ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة تعتبر سنة مستحبة وليست فرضًا، وبالتالي فإن نسيانها أو تركها لا يستوجب سجود السهو.
حكم ترك قراءة السورة في الركعتين الأوليين
أما بالنسبة للركعتين الأوليين، فقد أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن قراءة ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة في هاتين الركعتين هي سنة مستحبة، وليست فرضًا، لذلك إذا نسى المصلي قراءة السورة أو الآيات بعد الفاتحة، سواء عن عمد أو نسيان، فإن صلاته لا تفسد ويستطيع إتمامها بشكل طبيعي.
وأكد الدكتور شلبي على أن قراءة الفاتحة تُعتبر الركن الأساسي في الصلاة، وأنه لا يمكن الاستغناء عنها في أي من الركعات، كما أن أي ترك أو نسيان لقراءة ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة لا يؤثر على صحة الصلاة أو يستوجب أي تصحيح من خلال سجود السهو.
تلخص دار الإفتاء المصرية أن قراءة الفاتحة تبقى الركن الأساسي في كل ركعة من الصلاة، سواء في الركعتين الأوليين أو الأخيرتين، أما قراءة ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة في الركعتين الأوليين فتعد سنة مستحبة، وليست فرضًا، وبالتالي لا يُؤثر ترك هذه السنة أو نسيانها على صحة الصلاة، ويظل المصلي في صحة تامة إذا التزم بقراءة الفاتحة فقط في الركعتين الثالثة والرابعة.
من المهم أن يتذكر المسلم دائمًا أن الصلاة هي عبادة تستوجب النية والاتباع الصحيح للسنة النبوية، وتظل الفاتحة هي الأساس الذي يبني عليه المسلم صلاته، بينما تظل السنن الأخرى، مثل قراءة السورة بعد الفاتحة، فضيلة مستحبة تُضيف إلى أجر الصلاة ولكن لا تؤثر على صحتها.