الأربعاء 15 يناير 2025 الموافق 15 رجب 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

نصائح وإرشادات لدعم الصحة النفسية لمريض السرطان خلال رحلة التعافي

رحلة التعافي
رحلة التعافي

تعد رحلة مريض السرطان هي رحلة مليئة بالتحديات الجسدية والنفسية على حد سواء، مع تقدم العلاج والتمكن من تخطي المراحل الصعبة، قد يبدو التعافي أمرًا ممكنًا، لكن التحدي الأكبر يبقى في الحفاظ على الصحة النفسية والقدرة على التكيف مع التغيرات العديدة التي يمر بها المريض، دعم الصحة النفسية خلال فترة التعافي أمر بالغ الأهمية، حيث أن المعركة ضد السرطان لا تقتصر على محاربة المرض فقط، بل تشمل أيضًا التغلب على التحديات النفسية والعاطفية التي قد تصاحب هذه التجربة الصعبة.

وفي هذا المقال يقدم لك "القارئ نيوز" مجموعة من الإرشادات التي يمكن أن تسهم في دعم الصحة النفسية لمريض السرطان خلال رحلة التعافي.

1. التحدث عن مشاعرك

أحد أهم الجوانب النفسية التي يواجهها مريض السرطان هو التحدي العاطفي، قد يشعر الكثير من المرضى بالحزن، الخوف، والغضب جراء تشخيص السرطان والآثار المترتبة عليه، من الضروري أن يُسمح للمريض بالتعبير عن مشاعره بصدق دون الخوف من الأحكام، الدعم الاجتماعي يمكن أن يكون له دور كبير في تخفيف الشعور بالوحدة، يمكن أن تساعد المحادثات مع العائلة، الأصدقاء، أو حتى مستشار نفسي متخصص في تقديم الأمان العاطفي والتخفيف من مشاعر القلق والخوف.

تشجيع المريض على التحدث عن مشاعره ليس فقط عن طريق الكلمات، ولكن من خلال التعبير الفني مثل الرسم أو الكتابة، قد يساعد في التخفيف من ضغط العواطف، بعض المرضى قد يجدون في هذه الأنشطة وسيلة أفضل للتعامل مع ما يشعرون به.

2. الاهتمام بالنشاط البدني

على الرغم من أن العلاج الكيميائي أو العلاجات الأخرى قد تؤثر على مستوى الطاقة، إلا أن ممارسة النشاط البدني بشكل معتدل يمكن أن يساعد بشكل كبير في تحسين الصحة النفسية، التمارين الرياضية مثل المشي، السباحة، أو اليوغا تساعد على تحسين المزاج، تقليل التوتر، ورفع مستويات الطاقة، كما أن التمارين تساهم في إفراز الإندورفين، وهو الهرمون الذي يُعرف بأنه يعمل على تحسين المزاج والشعور بالراحة.

من الأفضل أن يتم التشاور مع الطبيب المعالج قبل بدء أي نوع من التمارين الرياضية للتأكد من أنها آمنة ومتوافقة مع حالة المريض الصحية، ولكن بشكل عام، يشجع الأطباء على ممارسة الرياضة بانتظام كجزء من العلاج التكميلي الذي يعزز الصحة النفسية والجسدية.

3. البحث عن الدعم النفسي المتخصص

في بعض الأحيان، قد تكون الحاجة إلى الدعم النفسي المتخصص ضرورية، العلاج النفسي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على المريض، العلاج المعرفي السلوكي (CBT) على سبيل المثال، يهدف إلى مساعدة المرضى على تغيير أنماط التفكير السلبية التي قد تكون ناتجة عن تجارب المرض، يمكن أيضًا للعلاج الجماعي أن يكون مفيدًا، حيث يتيح للمريض الفرصة لمشاركة تجاربه مع آخرين في نفس الوضع، مما يعزز شعوره بالتضامن والدعم.

الدعم النفسي المتخصص يمكن أن يساعد المرضى في تعلم كيفية التعامل مع التوتر والقلق الناتج عن العلاج، كما يمكن أن يوفر لهم استراتيجيات لإدارة مشاعرهم في فترة ما بعد العلاج.

4. تبني أسلوب حياة متوازن

في فترة ما بعد العلاج، من المهم أن يتبنى المريض أسلوب حياة متوازن يجمع بين الراحة والأنشطة اليومية، النوم الجيد يعد أحد العوامل الأساسية في الحفاظ على الصحة النفسية، حيث يساهم في تجديد الطاقة وتحسين المزاج، التأكد من النوم بشكل كافٍ يحسن القدرة على التعامل مع الضغوطات النفسية.

بالإضافة إلى النوم، يجب أن يكون هناك تركيز على التغذية الجيدة، تناول الأطعمة المغذية والمتوازنة يسهم في تعزيز الصحة العامة للمريض ويمنحه طاقة إضافية، كما أن تجنب المواد المنبهة مثل الكافيين في المساء يمكن أن يساعد في تحسين نوعية النوم.

5. القبول والتكيف مع التغيرات في الحياة

بعد رحلة العلاج، يواجه مريض السرطان العديد من التغيرات في حياته الشخصية والاجتماعية، قد يشعر بعدم القدرة على العودة إلى نمط الحياة السابق أو يواجه صعوبة في التأقلم مع التغيرات الجسدية مثل فقدان الشعر أو زيادة الوزن، من المهم أن يتعلم المريض تقبل هذه التغيرات والتكيف معها.

القبول هو عملية تدريجية قد تستغرق وقتًا، ويحتاج المريض إلى أن يكون لطيفًا مع نفسه خلال هذه الفترة، تقبل التغيرات لا يعني الاستسلام، بل هو قبول أن هذه التحديات جزء من رحلته، المريض يجب أن يتعلم كيفية إعادة تحديد أهدافه الشخصية وأولوياته بطريقة صحية تتيح له التقدم دون الشعور بالإرهاق.

6. الانخراط في الأنشطة التي تجلب السعادة

تشجيع المريض على ممارسة الأنشطة التي يحبها قد يكون أحد العوامل المهمة في تحسين الصحة النفسية، الهوايات مثل القراءة، الاستماع إلى الموسيقى، السفر أو حتى التطوع يمكن أن تقدم للمرضى إحساسًا بالإنجاز والاستمتاع، هذه الأنشطة تساعد على تعزيز الشعور بالراحة النفسية وتخفف من التوتر الناتج عن متابعة العلاج أو الخوف من الانتكاسة.

وجود هدف أو انشغال يعيد للمريض الشعور بالتحكم في حياته ويوفر له متنفسًا من الأفكار السلبية.

7. ممارسة التأمل والتمارين التنفسية

يمكن أن يكون التأمل والتمارين التنفسية أدوات فعالة لتقليل التوتر وتحسين الصحة النفسية، تساعد هذه التمارين في تعزيز التركيز وتقليل القلق، يُعد التنفس العميق أحد الطرق الفعالة للتحكم في مستويات التوتر، قد يساعد أيضًا التأمل في تعزيز الشعور بالسلام الداخلي وتقليل مشاعر القلق.

رحلة مريض السرطان في التعافي

هي ليست فقط رحلة جسدية، بل هي أيضًا تحدٍ نفسي وعاطفي، لكن من خلال الدعم المناسب والاهتمام بالصحة النفسية، يمكن للمريض أن يواجه تحدياته بروح قوية وأمل في الشفاء، التحدث عن المشاعر، ممارسة النشاط البدني، البحث عن الدعم النفسي المتخصص، وتبني أسلوب حياة متوازن هي بعض من الإرشادات التي يمكن أن تسهم في دعم الصحة النفسية لمريض السرطان، لا ينبغي للمريض أن يشعر بأنه وحده في هذه الرحلة؛ الدعم متاح، ويجب أن يتم استخدامه لصالحه في تحقيق التعافي الكامل.

تم نسخ الرابط