الثلاثاء 21 يناير 2025 الموافق 21 رجب 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

بعد عام في سجون الاحتلال.. صورة صادمة للأسيرة المحررة خالدة جرار

 الأسيرة الفلسطينية
الأسيرة الفلسطينية المحررة خالدة جرار

بعد سنوات طويلة من المعاناة والظروف القاسية التي عايشتها داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ظهرت الأسيرة الفلسطينية المحررة خالدة جرار أمام العالم في صورة صادمة، تحمل في ملامحها كافة علامات الأسى والألم الذي تعرضت له، شعرها الأبيض بالكامل ووجهها الذي لا يزال يعكس أثار المعاناة، كانا بمثابة شهادة حية على حجم ما مرت به خلال فترة احتجازها.

صور الأسيرة الفلسطينية خالدة جرار

هذه الصورة التي قوبلت باهتمام واسع بين الفلسطينيين والعالم أجمع، ليست مجرد صورة لامرأة خرجت من السجن، بل هي تعبير عن إرادة صلبة لم تنكسر رغم كل ما مرت به من ظروف قاسية. 

وبعد عام كامل من اعتقالها الأخير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تتجسد صورة خالدة جرار كرمزٍ حي للصمود الفلسطيني ومقاومة الاحتلال، ولتكون ماثلة في الذاكرة كأيقونة من أيقونات الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في وجه آلة القمع الإسرائيلية.

خالدة جرار 

تعد خالدة جرار واحدة من أبرز الشخصيات الفلسطينية التي حملت على عاتقها قضية المعتقلين الفلسطينيين، وقد تعرضت للاعتقال من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات على مدار سنوات طويلة، إلا أن إرادتها لم تتزعزع. خالدة التي ولدت في نابلس عام 1963، تحمل في طياتها تاريخًا طويلًا من النضال السياسي والاجتماعي. 

هي ناشطة فلسطينية بارزة وعضو في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكذلك كانت رئيسة لجنة الأسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني، خلال مسيرتها حملت خالدة لواء الدفاع عن حقوق الإنسان، وأصبح لها دور ريادي في مجال الدفاع عن حقوق المعتقلين الفلسطينيين. 

كان من أبرز أعمالها توليها إدارة مؤسسة “الضمير” لحقوق الإنسان بين عامي 1993 و2005، حيث عملت على نشر العديد من الأبحاث التي وثقت الانتهاكات التي تعرضت لها المعتقلات الفلسطينيات.

عُرفت خالدة جرار بمواقفها الثابتة في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، وكان لها دور محوري في الحركات النسائية الفلسطينية التي تطالب بحقوق المرأة والمعتقلات الفلسطينيات، ورغم معاناتها الشخصية من اعتقالات متكررة وظروف قاسية داخل السجون، إلا أن جرار كانت دائمًا تؤمن بقضية شعبها وترفض الاستسلام لواقع الاحتلال. 

وقد كانت زوجة الناشط السياسي غسان جرار، الذي اعتقل أيضًا عدة مرات، وأنجبت منه ثلاثة أبناء: يافا، سهى، ووديع. ورغم الألم الذي تعرضت له جرار جراء فقدان ابنتها سهى في عام 2021 أثناء اعتقالها، فإن أصعب لحظات حياتها كانت عندما فقدت ابنها وديع في عام 2024، بينما كانت لا تزال تحت الاعتقال، ولم تتمكن من وداعه.

لكن، ورغم كل التحديات، فإن خالدة جرار لم تتوقف عن كفاحها، فقد اعتقلتها سلطات الاحتلال مرات عدة، وفي كل مرة كانت ترفض الاستسلام وتظل تحمل راية الحرية والعدالة. 

كان أول اعتقال لها في 8 مارس 1989، حين شاركت في مظاهرة نسائية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، ومنذ ذلك الحين أصبح الاعتقال جزءًا من حياتها. 

وفي عام 1998، منعتها قوات الاحتلال من السفر، وفي 2014 حاصرت منزلها في رام الله وأمرتها بمغادرته، متهمة إياها بأنها تشكل تهديدًا على الأمن الإسرائيلي.

كما تعرضت للاعتقال في عدة مناسبات أخرى، كان آخرها في 26 ديسمبر 2023، حيث تم اعتقالها على خلفية حرب غزة.

ظلّت خالدة في سجون الاحتلال تحت ظروف قاسية للغاية، خاصة في سجن “دامون”، حيث كانت محتجزة في زنزانة انفرادية ضيقة، تفتقر إلى النوافذ والتهوية، ولا تحتوي إلا على سرير خرسانى ومرحاض. 

هذه الظروف الصعبة أدت إلى تدهور حالتها الصحية بشكل كبير، وكان من بين أبرز معاناتها اختناقها نتيجة عدم وجود تهوية كافية في الزنزانة. 

وفي ظل هذه الظروف، كانت خالدة جرار تطلب من محاميها العمل على تأمين الحد الأدنى من شروط الحياة الإنسانية لها، بما في ذلك ضمان حصولها على الأكسجين الكافي.

وفي 19 يناير 2025، وبعد أن عانت خالدة جرار من سنوات طويلة من الاعتقال والتعذيب النفسي والجسدي، تم الإفراج عنها في إطار اتفاق تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل. الإفراج عن خالدة جاء ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، وهو ما أثار مشاعر الفرحة والفخر بين الفلسطينيين، الذين اعتبروا ذلك انتصارًا صغيرًا في معركة كبيرة ضد الاحتلال.

وعلى الرغم من مرورها بكل تلك المحن، فإن خالدة جرار تظل رمزًا للنضال الفلسطيني ضد الاحتلال، وإحدى أبرز الوجوه التي تمثل صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة القمع والظلم.

تم نسخ الرابط