تأثير فيروس HMPV على المرأة الحامل..كل ما يجب معرفته
يعد فيروس الجهاز التنفسي المخلوي البشري المعروف بـ HMPV (Human Metapneumovirus) واحدًا من الفيروسات التنفسية الشائعة التي تصيب الجهاز التنفسي لدى الأشخاص من جميع الأعمار، ومع أن الإصابة به تكون خفيفة في العادة لدى البالغين الأصحاء، فإن القلق يزداد حول تأثيره على الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات، بما في ذلك النساء الحوامل.
تتطلب فترة الحمل عناية خاصة بصحة الأم، حيث يمكن أن تؤثر الأمراض التنفسية على صحة الأم والجنين على حد سواء.
في هذا المقال يستعرض “القارئ نيوز” تأثير فيروس HMPV على المرأة الحامل، الأعراض المحتملة، طرق الوقاية، وأفضل الأساليب للتعامل معه.
ما هو فيروس HMPV؟
فيروس HMPV هو فيروس تنفسي ينتمي إلى عائلة الفيروسات المخاطانية، وتم اكتشافه لأول مرة في عام 2001، يسبب هذا الفيروس التهابات في الجهاز التنفسي تتراوح بين أعراض خفيفة مثل الزكام، وأعراض أكثر حدة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب القصبات الهوائية، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي أو أمراض مزمنة.
ينتقل الفيروس عبر الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس، وعن طريق لمس الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين.
تأثير فيروس HMPV على المرأة الحامل
الحمل يؤدي إلى تغييرات فسيولوجية في جسم المرأة، بما في ذلك ضعف الجهاز المناعي، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الفيروسية والمضاعفات الناتجة عنها، عندما تصاب المرأة الحامل بفيروس HMPV، فإن التأثيرات المحتملة يمكن أن تشمل:
1. الأعراض التنفسية
تظهر الأعراض عادةً على شكل زكام، سعال، احتقان في الأنف، وارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
قد تتطور الأعراض لدى بعض الحوامل إلى التهابات أكثر شدة مثل الالتهاب الرئوي، خاصة إذا كان لديهن أمراض مزمنة كأمراض القلب أو الربو.
2. نقص الأكسجين
إذا تسببت العدوى بمشاكل تنفسية حادة، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض مستويات الأكسجين في الدم، مما قد يؤثر سلبًا على إمدادات الأكسجين للجنين.
نقص الأكسجين قد يزيد من خطر حدوث مضاعفات مثل تأخر نمو الجنين أو الولادة المبكرة.
3. الحمى والمضاعفات المرتبطة بها
ارتفاع درجة الحرارة (الحمى) في أثناء الحمل قد يزيد من خطر العيوب الخلقية في الأجنة، خاصة إذا حدثت الحمى خلال الأشهر الأولى من الحمل.
4. تأثير العدوى على الجنين
في الحالات الشديدة، قد تزيد العدوى من خطر الولادة المبكرة أو انخفاض وزن الجنين عند الولادة.
لم يتم حتى الآن تسجيل انتقال مباشر للفيروس من الأم إلى الجنين، لكن المضاعفات الناتجة عن تأثير الفيروس على جسم الأم قد تؤثر على صحة الحمل بشكل عام.
كيفية الوقاية من فيروس HMPV أثناء الحمل؟
الوقاية هي المفتاح لتجنب الإصابة بفيروس HMPV، خاصة بالنسبة للنساء الحوامل، إليك بعض النصائح المهمة للحد من خطر الإصابة:
1. اتباع إجراءات النظافة الشخصية
غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، خاصة بعد لمس الأسطح العامة أو قبل تناول الطعام.
تجنب لمس الوجه (العينين، الأنف، والفم) قبل غسل اليدين.
2. تجنب الأماكن المزدحمة
الابتعاد عن الأماكن المزدحمة أو المغلقة قدر الإمكان، خاصة خلال فصول انتشار الأمراض التنفسية.
استخدام الكمامات عند التواجد في الأماكن العامة.
3. تعزيز المناعة
تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية مثل فيتامين C والزنك، اللذين يساعدان على تقوية المناعة.
الحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة الرياضة الخفيفة الموصى بها أثناء الحمل.
4. تقليل الاتصال مع المصابين
الابتعاد عن الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض تنفسية مثل السعال أو الزكام.
في حال وجود أطفال صغار في المنزل، توخي الحذر لأنهم قد يكونون ناقلين للفيروسات دون ظهور أعراض واضحة.
كيفية التعامل مع الإصابة بفيروس HMPV أثناء الحمل؟
إذا شعرت المرأة الحامل بأعراض تشير إلى الإصابة بفيروس HMPV، يجب اتخاذ الإجراءات التالية:
1. استشارة الطبيب فورًا
من الضروري زيارة الطبيب لتقييم الحالة وتجنب المضاعفات. قد يتم طلب فحوصات مثل مسحة من الأنف أو الحلق لتأكيد الإصابة.
2. الراحة والتغذية الجيدة
الحصول على قسط كافٍ من الراحة وشرب كميات كافية من السوائل للحفاظ على الترطيب.
تناول الأطعمة المغذية لتعزيز التعافي.
3. العلاج الطبي
لا يوجد علاج محدد لفيروس HMPV، حيث يعتمد العلاج على تخفيف الأعراض مثل استخدام المسكنات الآمنة أثناء الحمل لعلاج الحمى أو الألم، تحت إشراف الطبيب.
إذا كانت العدوى شديدة وتسببت في مشاكل تنفسية، قد يحتاج الأمر إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
4. متابعة الجنين
قد يوصي الطبيب بمتابعة إضافية للجنين، مثل الفحوصات بالموجات فوق الصوتية، للتأكد من أن الحمل يتقدم بشكل طبيعي.
فيروس HMPV قد يشكل خطرًا على المرأة الحامل إذا لم يتم التعامل معه بحذر، نظرًا للتغيرات التي تطرأ على الجهاز المناعي والتنفسي أثناء الحمل، ومع ذلك، يمكن الحد من تأثيره من خلال الوقاية، التشخيص المبكر، والرعاية الطبية المناسبة.
ينبغي على النساء الحوامل الالتزام بإجراءات النظافة، تجنب الأماكن المزدحمة، وتعزيز جهاز المناعة لضمان مرور فترة الحمل بأمان، فى حال ظهور أي أعراض تنفسية، يُفضل استشارة الطبيب على الفور لتجنب أي مضاعفات قد تؤثر على صحة الأم أو الجنين.