الأدوات البلاستيكية السوداء: مخاطر صحية وبيئية تهدد سلامتك
تشكل الأدوات البلاستيكية السوداء جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث تستخدم في مختلف الأغراض المنزلية والصناعية، بدءًا من أدوات المائدة وحتى العبوات البلاستيكية المستخدمة في التغليف، ومع ذلك فإن هذه المنتجات التي تبدو مألوفة وآمنة تخفي وراءها مخاطر صحية وبيئية جسيمة تتطلب انتباهًا أكبر من المستهلكين والجهات التنظيمية على حد سواء.
وفي هذا المقال يتناول “القارئ نيوز” أبرز المخاطر الصحية والبيئية المرتبطة بالأدوات البلاستيكية السوداء ونسلط الضوء على سبل تقليل آثارها السلبية.
كيف تصنع الأدوات البلاستيكية السوداء؟
تصنع الأدوات البلاستيكية السوداء عادة من مواد بلاستيكية معاد تدويرها، حيث يتم إضافة صبغات وأصباغ سوداء لإخفاء العيوب أو الشوائب في المواد الخام، وعلى الرغم من أن إعادة التدوير تعتبر خطوة إيجابية بيئيًا، إلا أن هذا النوع من البلاستيك غالبًا ما يحتوي على مواد كيميائية خطيرة بسبب قلة الرقابة على المواد المستخدمة في عملية التصنيع.
المخاطر الصحية للأدوات البلاستيكية السوداء
1.احتواءها على مواد سامة:
البلاستيك الأسود غالبًا ما يحتوي على مكونات سامة مثل مركبات الرصاص والكادميوم، هذه المواد يمكن أن تتسرب إلى الطعام أو الشراب عند استخدام الأدوات البلاستيكية السوداء، خاصة عند تعرضها للحرارة، تراكم هذه العناصر السامة في الجسم يمكن أن يؤدي إلى أمراض خطيرة مثل التسمم المزمن، اضطرابات الجهاز العصبي، ومشاكل في الكلى.
2.زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان:
المواد الكيميائية المستخدمة في صبغ البلاستيك باللون الأسود قد تكون مسرطنة، أحد الأمثلة على ذلك هو مادة “الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات” (PAHs)، التي أثبتت الدراسات ارتباطها بزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.
3.تأثيرها على هرمونات الجسم:
بعض الأدوات البلاستيكية السوداء تحتوي على مركبات مثل “البيسفينول أ” (BPA) و”الفثالات”، التي تؤثر على نظام الغدد الصماء في الجسم، هذا التأثير يمكن أن يؤدي إلى اختلال في مستويات الهرمونات، مما يؤثر سلبًا على الصحة الإنجابية والنمو الطبيعي لدى الأطفال.
4.خطر التلوث الغذائي:
عند استخدام الأدوات البلاستيكية السوداء للطهي أو تناول الطعام الساخن، يمكن أن تتسرب المواد الكيميائية إلى الطعام، مما يؤدي إلى تلوثه بمواد ضارة تؤثر على صحة الإنسان.
المخاطر البيئية للأدوات البلاستيكية السوداء
1.صعوبة إعادة التدوير:
من بين أكبر التحديات البيئية المرتبطة بالبلاستيك الأسود هو صعوبة إعادة تدويره، تعتمد تقنيات إعادة التدوير على أجهزة تعمل بالأشعة تحت الحمراء لفرز البلاستيك، لكن اللون الأسود يمتص الأشعة مما يجعل فرزه شبه مستحيل، ونتيجة لذلك ينتهي الأمر بمعظم هذه الأدوات في مكبات النفايات أو يتم حرقها، مما يسبب انبعاث غازات سامة.
2.التأثير على الحياة البحرية:
عندما يتم التخلص من الأدوات البلاستيكية السوداء في البيئة، تتحلل ببطء شديد إلى جزيئات صغيرة تُعرف بالميكروبلاستيك، هذه الجزيئات تصل إلى المحيطات وتؤثر على الحياة البحرية، حيث يتم ابتلاعها من قبل الكائنات الحية، مما يؤدي إلى تسممها.
3.انبعاثات الكربون:
إنتاج البلاستيك الأسود وحرقه عند التخلص منه يسهم بشكل كبير في زيادة انبعاثات الكربون، مما يفاقم مشكلة الاحتباس الحراري والتغير المناخي.
كيفية الحد من مخاطر الأدوات البلاستيكية السوداء
لحماية نفسك والبيئة من المخاطر المرتبطة بالأدوات البلاستيكية السوداء، يمكن اتباع بعض النصائح والإجراءات:
1.التوعية:
زيادة الوعي بالمخاطر الصحية والبيئية للبلاستيك الأسود بين الأفراد والمجتمعات خطوة مهمة لتقليل استخدامه.
2.الابتعاد عن البلاستيك الأسود في الأطعمة والمشروبات:
تجنب استخدام الأدوات البلاستيكية السوداء للطهي أو تخزين الأطعمة الساخنة أو الحمضية، حيث يزيد ذلك من احتمالية تسرب المواد الضارة.
3.اختيار بدائل مستدامة:
استخدام أدوات مصنوعة من مواد مستدامة مثل الزجاج، الفولاذ المقاوم للصدأ، أو الخيزران يمكن أن يقلل من الاعتماد على البلاستيك الأسود.
4.تعزيز الرقابة:
يجب على الجهات التنظيمية فرض قيود صارمة على استخدام المواد السامة في صناعة البلاستيك الأسود والتأكد من الالتزام بالمعايير الصحية.
5.التخلص المسؤول من البلاستيك الأسود:
عند التخلص من الأدوات البلاستيكية السوداء، حاول التأكد من أنها تُرسل إلى منشآت معالجة مناسبة بدلًا من رميها في الطبيعة.
6.تشجيع الابتكار:
تشجيع البحث والتطوير في تقنيات إعادة تدوير البلاستيك الأسود يمكن أن يساعد في تقليل المخاطر البيئية المرتبطة به.
الأدوات البلاستيكية السوداء
تمثل تحديًا مزدوجًا، إذ تؤثر على صحة الإنسان وتعرض البيئة لأضرار كبيرة، في ضوء هذه المخاطر، يتحمل الجميع مسؤولية العمل على تقليل استخدام هذا النوع من البلاستيك وتعزيز الحلول المستدامة، تكمن الخطوة الأولى في التعرف على هذه التهديدات والتوجه نحو خيارات آمنة وصديقة للبيئة لضمان سلامة الأفراد والكوكب على حد سواء.