الأحد 26 يناير 2025 الموافق 26 رجب 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

فخر مصر.. سارة رجب تحول المخلفات لمادة صديقة للبيئة

مواد صديقة للبيئة
مواد صديقة للبيئة

منذ سنوات، تميزت الفنانة التشكيلية سارة رجب بتفكيرها الاستثنائي في الحفاظ على البيئة، وقد دفعها هذا التفكير إلى تحويل خيالها الفني إلى واقع ملموس من خلال مشروعات مبتكرة تشجع المجتمع على الحفاظ على كوكب الأرض، واحدة من أبرز هذه المبادرات كانت مشاركتها في مؤتمر المناخ الذي انعقد في شرم الشيخ عام 2022.

واستطاعت أن تلفت الأنظار بمشروعات فنية فريدة من نوعها، ففي هذا المؤتمر، قامت بتصميم مجسمين ثلاثيي الأبعاد، أحدهما على هيئة جمل والآخر على شكل كرة أرضية، باستخدام آلاف من “الكانز” المستعملة وزجاجات بلاستيك المياه المعدنية، كان الهدف من هذه المجسمات هو توعية الجمهور بضرورة الحفاظ على البيئة وحمايتها من التلوث، مما أكسبها احترام وتقدير الحضور.

سارة رجب 

لكن هذا ليس كل شيء بالنسبة لسارة رجب، لم تكتفِ سارة بتوجيه رسائل توعوية عبر الفن فقط، بل تفوقت في إيجاد حلول مبتكرة عملية تهدف إلى القضاء على أحد أبرز تحديات البيئة: المخلفات، لقد فكرت في كيفية تحويل المخلفات التي تساهم في تلوث البيئة إلى مادة نفعية، خاصة في مجالات البناء والصيانة، وفي إطار سعيها لتطوير هذه الفكرة، استهدفت سارة تحدي مخلفات البلاستيك والمواد غير القابلة للتحلل، والتي تلوث البيئة بشكل مستمر، كما أدركت أن مشكلة أخرى تمثل تحديًا اقتصاديًا كبيرًا تتمثل في استيراد مادة البيتومين اللازمة لعملية رصف الطرق في مصر، والتي يتم استيرادها بكميات ضخمة وبالعملة الصعبة، أو يتم تداولها في السوق السوداء.

المخلفات البلاستيكية

من هنا، قررت سارة البحث عن حلول مبتكرة باستخدام الموارد المحلية، وبالأخص المخلفات البلاستيكية وغيرها، بدأت سارة بأبحاث وتجارب عديدة للوصول إلى مادة بديلة للبيتومين تكون مصنوعة من المواد المعاد تدويرها، وبذلك تساهم في تقليل التلوث وتحقيق وفورات مالية كبيرة على الدولة، خاصة مع الاستخدام المستمر لمادة البيتومين في مشاريع رصف الطرق.

وفي حديثها قالت سارة: “كانت فكرتي الرئيسية في البداية أن أبحث في كيفية الاستفادة من المخلفات بشكل عام، عندما كنت في مؤتمر المناخ في شرم الشيخ، كانت فرصة رائعة لكي أقدم رسائل توعوية حول أهمية الحفاظ على البيئة، وفي ذلك الوقت بدأت أفكر في مشكلة المواد المستخدمة في رصف الطرق في مصر.

وتابعت: اكتشفت أننا نعتمد على استيراد البيتومين من الخارج، مما يعني إنفاق عملة صعبة، أو يتم شراء المادة من السوق السوداء بأسعار مرتفعة لذلك، كان من المهم البحث عن بديل محلي.

وأضافت سارة: “بدأت بتجربة العديد من الأفكار والاختبارات حتى توصلت إلى تركيبة يمكن أن تحل محل البيتومين، هذه المادة ليست فقط صديقة للبيئة، بل أيضًا تساعد في تقليل تكاليف رصف الطرق، وبالتالي تساهم في توفير ميزانية الدولة، بالإضافة إلى أنها تساهم في الحد من التلوث الناتج عن تراكم المخلفات البلاستيكية، في النهاية قمت بتسجيل اختراعي لدى أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وأنا الآن في مرحلة تطوير المادة بشكل أكبر لتطبيقها قريبًا.

الابتكار الذي قدمته سارة في مجال إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية قد يجد طريقه إلى التطبيق على نطاق واسع، مما يعكس التوجه العام للدولة نحو تحقيق التنمية المستدامة في إطار رؤية مصر 2030، حيث تحرص الدولة على دعم الابتكارات التي تسهم في حماية البيئة وتحقيق الاستدامة.

وقد أكدت سارة أن إعادة التدوير أصبحت الآن من أولويات الحكومة المصرية، خاصة مع توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا الشأن.

وأضافت سارة: “منذ بداية العمل على هذه المشاريع، كان من الواضح أن الدولة تساند كل فكرة تسهم في الحفاظ على البيئة، الرئيس السيسي دائمًا ما يؤكد على ضرورة الحفاظ على البيئة في مختلف المجالات، وتحقيق التنمية المستدامة من خلال استخدام مواردنا بشكل فعال، وهذا ما أسعى لتحقيقه من خلال مشروعاتي الخاصة”.

مواد صديقة للبيئة

لا شك أن المشاريع التي تعمل عليها سارة رجب، سواء في مجال الفن أو في مجال تطوير المواد الصديقة للبيئة، تمثل نموذجًا حيًا للمبدعين الذين يسعون لحل مشكلات بيئية واقتصادية باستخدام أفكار مبتكرة، وتُظهر تجربتها كيف يمكن للفن والابتكار أن يتلاقيا في سبيل تطوير حلول عملية وفعالة لصالح المجتمع والبيئة.

وفي الختام، تقول سارة رجب إن هدفها هو توفير حلول عملية تساهم في التنمية المستدامة وتحقيق التوازن بين الحاجة إلى تطوير البنية التحتية في مصر والحفاظ على البيئة في الوقت ذاته، كما أنها تأمل أن يشهد المستقبل تطبيق العديد من هذه المشاريع على مستوى واسع، بما يسهم في تحقيق أهداف مصر البيئية والتنموية في السنوات المقبلة.

تم نسخ الرابط