سر لقب أم كلثوم بـ كوكب الشرق وأبرز صفات شخصيتها

يتساءل العديد عن سر لقب أم كلثوم يكوكب الشرق وكانت الأطلال، سيرة الحب، أمل حياتي، فات الميعاد، أنت عمري.. وغيرها عشرات الأغاني التي صنعت مجد أم كلثوم، وتركت إرثًا فنيًا خالدًا يتناقله المصريون جيلًا بعد جيل.

وفي كل كوبليه، وكل نغمة، يشعر المستمع بدفء الصوت، وصدق الإحساس، والقرب، والعمق العاطفي، فتخرج من قلبه كلمة واحدة: "الله!" مشاعر يصعب وصفها عند الاستماع إلى صوت الست، الذي لا يزال حاضرًا رغم مرور نصف قرن على رحيلها.

شخصية أم كلثوم

في الذكرى الـ 50 لرحيل كوكب الشرق، نستعرض في هذا التقرير جوانب أخرى من شخصيتها، التي تميزت بها إلى جانب موهبتها الفريدة، وذلك من خلال لقاءاتها التلفزيونية السابقة.

لم تكتفِ بالموهبة وحدها

كانت أم كلثوم تؤمن بأن الموهبة هبة من الله، لكنها لا تكفي وحدها، بل تحتاج إلى رعاية واجتهاد.

ولهذا، كرّست حياتها للتدريب المستمر والغناء المتقن، مما جعلها تستحق عن جدارة لقب "كوكب الشرق" و"سيدة الغناء العربي".

إصرار أم كلثوم على التعلم

منذ طفولتها، حفظت أم كلثوم القرآن الكريم في كُتّاب قريتها، وتعلمت القصائد والتواشيح على يد والدها، الذي كان مؤذنًا وإمامًا بأحد المساجد.

بدأت مشوارها بالغناء في حفلات صغيرة داخل قريتها طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية، لكنها لم تكتفِ بذلك.

كانت تسافر إلى القرى المجاورة لحضور الحفلات، حتى ذاع صيتها وانتقلت إلى القاهرة، بدأت الغناء هناك في ميدان رمسيس دون فرقة موسيقية، لتشق طريقها وسط كبار الفنانين، حتى أصبحت أيقونة الطرب العربي.

اهتمت بهويتها المفضلة 

في أوقات فراغها، كانت أم كلثوم تجد متعتها في قراءة الشعر، والتعمق في معانيه وحفظ أبياته.

وصفت هذه الهواية بأنها الوحيدة التي شغلت وقتها، وهو ما ساعدها على انتقاء أفضل الكلمات لأغانيها، فجاءت أعمالها نابضة بالمشاعر العميقة واللغة الراقية.

أم كلثوم لا تحب التقليد

في أحد لقاءاتها، عبرت عن كرهها الشديد لتقليد الآخرين، مؤكدة أنها كانت دائمًا فخورة بتراثها المصري، وتحرص على تقديم فن أصيل يعكس هوية بلادها دون التأثر بأي تيارات دخيلة.

متعلقة بحب الوطن

لم يكن حبها لمصر مجرد كلمات في أغانيها، بل كان فعلًا ملموسًا. ففي نوفمبر 1967، أقامت حفلتين في باريس، حيث تقاضت أكبر أجر في مسيرتها الفنية، لكنها تبرعت به بالكامل لصالح المجهود الحربي، في لفتة تعكس مدى إخلاصها لوطنها.

مخلصة لمهنتها

كانت أم كلثوم تؤمن بأن الإخلاص في الغناء والصدق في الأداء هما مفتاح نجاحها. بفضل إحساسها العميق بكل كلمة تغنيها، وصلت إلى قلوب الجماهير، وأصبحت حفلاتها حدثًا استثنائيًا ينتظره عشاق الطرب في مصر والعالم العربي.

تمسكها بالترابط الأسري

رغم الظروف المادية الصعبة لأسرتها في بداياتها، لم تتخلَّ عنهم أبدًا بعد كل حفلة، كانت تعود إلى منزلها لتضع أجرها بين يدي والدتها، وتسهم في تحسين أوضاع عائلتها، دون أن يؤثر ذلك على مكانتها الفنية أو استقلاليتها.

أم كلثوم، أيقونة الغناء العربي، هى واحدة من أعظم المطربات فى تاريخ الموسيقى العربية، بصوتها القوى وأدائها المتميز، استطاعت أن تحفر اسمها فى ذاكرة الأجيال، وأصبحت رمزًا للفن الراقى الذى لا يزال يطرب القلوب حتى اليوم.

مولد أم كلثوم

وُلدت أم كلثوم، واسمها الحقيقى فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، فى 31 ديسمبر 1898 (أو وفقًا لمصادر أخرى 1904) فى قرية طماى الزهايرة التابعة لمحافظة الدقهلية بمصر، نشأت فى أسرة متواضعة وكان والدها إمامًا لمسجد القرية، مما جعلها تتربى فى بيئة دينية أثرت على غنائها لاحقًا.

موهبة أم كلثوم

لاحظ والدها موهبتها فى الغناء منذ الصغر، فبدأت بتعلم الإنشاد الدينى وأداء التواشيح مع والدها وشقيقها خالد فى المناسبات الدينية، ونتيجة لصوتها القوى وتميزها، بدأت تجذب انتباه الجمهور حتى ذاع صيتها خارج قريتها.

بدأت أم كلثوم حياتها فى سن المراهقة، انتقلت أم كلثوم إلى القاهرة حيث تلقت تدريبًا موسيقيًا مكثفًا على يد كبار الملحنين والشعراء، مثل الشيخ أبو العلا محمد، ومحمد القصبجي، ورياض السنباطي، سرعان ما أصبحت نجمة فى مجال الطرب، وأصبحت تُعرف بـ "كوكب الشرق".

قدمت أم كلثوم مجموعة من الأغانى الخالدة، مثل الأطلال، سيرة الحب، أنت عمري، الحب كده، وغيرها، كما غنت للشعراء الكبار مثل أحمد شوقي، إبراهيم ناجي، وأحمد رامي. امتدت مسيرتها الفنية لعقود، وأثرت فى الأجيال اللاحقة بصوتها الفريد وأسلوبها المميز فى الأداء.

رحيل أم كلثوم

توفيت أم كلثوم فى 3 فبراير 1975، لكن إرثها الفنى لا يزال حيًا، حيث تُعدّ واحدة من أعظم المطربات العربيات على مر العصور.

كانت أم كلثوم أكثر من مجرد مطربة؛ كانت ظاهرة فنية وثقافية امتدت تأثيراتها إلى مختلف أنحاء العالم العربي، ولا تزال أغانيها تخلدها كواحدة من رموز الفن العربى الأصيل.