الأربعاء 05 فبراير 2025 الموافق 06 شعبان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل
نبيل أبو الياسين
نبيل أبو الياسين ورئيس وزراء أستراليا

بعد تصريحات ترامب وفي عالم السياسة، حيث الصراعات العلنية والصراعات الخفية تتشابك لتشكيل مصائر الشعوب، وتبرز ظاهرتان خطيرتان تُهددان أسس الديمقراطية والعدالة؛ "الابتزاز" و"البلطجة السياسية" هذه الأدوات القذرة، التي غالباً ما تُستخدم في الخفاء، وتُعتبر من أخطر الأسلحة التي يتم توظيفها لتحقيق مكاسب شخصية أو حزبية على حساب المصلحة العامة للشعوب والأوطان، الإبتزاز السياسي؛ بصوره المتعددة يهدف إلى إسكات الأصوات المعارضة أو إجبارها على الإنصياع لإرادة القوىّ المهيمنة.

الإبتزاز والبلطجة السياسية 

أما البلطجة السياسية؛ فتتجلى في إستخدام العنف أو التهديد أو الترهيب لفرض السيطرة وإخضاع الخصوم معاً، ويشكلان تهديداً مباشراً للحرياته الأساسية ولحقوق الإنسان، ويُضعفان الثقة في المؤسسات السياسية والقضائية، وهذا ما تفعله الإدارة الأمريكية الحالية كإمتداد للإدارات الأمريكية السابقة، وفي هذا المقال، سنتناول جذور هذه الظواهر، وكيفية تفشيها في الأنظمة السياسية العالمية المختلفة، بالإضافة إلى تأثيراتها المدمرة على المجتمعات التي تتعرض للإبتزاز والبلطجة السياسية النابعة من الهيمنة الأمريكية ومحاولة الإستقواء على بعض الدول. 

كما سنستعرض بعض الملفات والقضايا البارزة التي كشفت عن إستخدام الابتزاز والبلطجة كأدوات سياسية، ونناقش السبل الكفيلة بمكافحتهما لضمان مستقبل أكثر شفافية وعدالة، فهل يمكن للديمقراطية والعدالة الدولية أن تنجو في ظل هذه الممارسات؟، وكيف يمكن للمجتمعات؟

ولاسيما؛ في الشرق الأوسط أن تساند أنظمتها وتقف في وجه هذه الآفات التي تهدد وجوده؟، هذه الأسئلة وغيرها ستكون محور نقاشنا في السطور القادمة، إن التصدي للابتزاز والبلطجة السياسية من قبل "أمريكا" يُعد تحدياً كبيراً لـ "مصر والأردن" وجميع دول المنطقة، و خاصةً في ظل إختلال موازين القوة السياسية والإقتصادية والعسكرية إيضاً.

ومع ذلك؛ هناك إستراتيجيات يمكن لمصر والأردن وبمساندة جميع الدول العربية إتباعها لمواجهة هذه الممارسات وحماية سيادتها ومصالحها الوطنية،  وفيما يلي بعض السبل الفعالة «تعزيز التضامن الإقليمي والدولي، تعزيز الإستقلالية الإقتصادية، تعزيز الديمقراطية والحكم الرشيد، إستخدام الدبلوماسية الذكية، تعزيز القدرات الدفاعية، حشد الرأي العام الداخلي والعالمي، الإعتماد على الذات والمرونة». 

المواجهة والدفاع عن السيادة

وإن مواجهة الإبتزاز والبلطجة السياسية من قبل دولة كبرىّ "الولايات المتحدة " تتطلب إرادة قوية وإستراتيجية متكاملة تعتمد على التضامن الإقليمي والدولي، وتعزيز الإستقلالية الإقتصادية والسياسية، وحشد الرأي العام الداخلي والعالمي وهذا مهم جداً، فإن الدول المستضعفة "دول الشرق الأوسط" أو التي تستضعفها وتستقوىّ عليها  واشنطن يمكنها تحويل التحديات إلى فرص من خلال تعزيز وحدتها الداخلية وبناء شراكات متوازنة مع دول أخرىّ.

وفي النهاية القوة الحقيقية تكمن في الإرادة الجماعية لشعوب هذه الدول لمساندة لأنظمتها للدفاع عن سيادة دولها وحقوقها، وفي ظل عودة السياسة الترامبية الشعبوية الثانية، وما هي التحولات العميقة التي قد تشهدها وزارة الدفاع الأمريكية؟، وهل الرئيس الأمريكي صانع سلام حقيقي أم مجرد عرّاب لصفقات إنتهازية؟، وماذا ينتظر حلف الناتو في فترتة الرئاسية الثانية؟، هذه تسأؤلات يطرحها الكثير منذ عودة السياسة الشعوبية الترامبية إلى الساحه مره ثانية.

رسالة مصر في مقدمة الشركاء 

بعثت جمهورية مصر العربية وعدد من الدول العربية رسالة مشتركة، إلى وزيرالخارجية الأمريكى "ماركو روبيو" يعارضون فيها أي خطط لتهجير الفلسطينيين من غزة، من التي إقترحها الرئيس "دونالد ترامب" في أواخر يناير ومازال يحاول طرحها، وجاء في الرسالة أنه يجب إعادة الإعمار في قطاع غزة من خلال التفاعل المباشر مع أهالي غزة ومشاركتهم، وسيعيش الفلسطينيون في أرضهم ويساعدون في إعادة بنائها.

وأضافت: وينبغي عدم إخراجهم من أرضهم في أثناء إعادة الإعمار حيث يجب أن يشاركوا بفاعلية في العملية بدعم من المجتمع الدولي، ومع إستمرار"ترامب" في سياسة الإبتزاز، ناقش الرئيس "عبدالفتاح السيسي" مع ملك الأردن "عبدالله الثاني" تنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وناقشا تطورات الأوضاع في سوريا وضرورة الحفاظ على وحدتها وسلامة أراضيها وأمن شعبها، وأكد "السيسي" والعاهل الأردني على ضرورة التنفيذ الكامل لإتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701. 

كما أكدوا: على تطلعهم للعمل مع الإدارة الأميركية الجديدة لدعم السلام والإستقرار في الشرق الأوسط، وإستئناف الجهود الرامية للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يقوم على مبدأ حل الدولتين وفقا لمقررات الشرعية الدولية، وشددوا على ضرورة تكثيف وتعميق التنسيق مع واشنطن لتعزيز إستتباب الأمن والإستقرار في المنطقة، معربين عن ثقتهم في قدرة الجانبين على العمل المشترك لتحقيق مستقبل أكثر أمناً وإستقراراً في الشرق الأوسط.

ولكن يبدو أن "ترامب" مستمر في سياسة الهرتلة أو الشعبوية الترامبية، ويمتنع عن الإجابة على سؤال حول ضم إسرائيل المحتمل للضفة الغربية، لكنه يشير بعد ذلك إلى أنه قد يفكر في مثل هذا الإنتهاك الصارخ للقانون الدولي من خلال الحديث عن مدىّ صغر إسرائيل في الحجم، ولن يحصل على جائزة نوبل للسلام بهذه الطريقة، بل فقط حرب لا نهاية لها.

عصر"الكاوبوي" الترامبي

نتخيل جمعياً دون إستغراب أنه في القرن الواحد والعشرين يخرج علينا رئيس دولة "أمريكا" من المفترض أنها الدولة الأهم والأكبر في عالمنا اليوم ليحدثنا عن أن هناك دولة أخرىّ هي في الأصل دولة قامت على الإحتلال، والتي يراها «ترامب» أنها صغيرة في الحجم ويريدها أن تكُبر وتتوسع في الحدود ونتساءل؛ هنا كيف ذلك؟، هل ستعلو في السماء؟، أم هو إعلان ترامبي بكل صراحة وعلى الملأ لإحتلال أراضي جديدة من دول الجوار، وهنا فلا تحدثني إذاً عن قوانين دولية، ولا عن مواثيق ولا معاهدات ترسيم حدود، ولا عن هيئات أممية كبرىّ مهمتها الفصل بين النزاعات، ولا عن سيادة دول نحن في زمن "الكاوبوي" الترامبي أمريكي الذي توقف أخيراً عن التنكر، وعاد لإرتداء قبعتة وتولي مهامه كراعي بقر قديم، وأصبحنا في زمن البلطجة الصهيوأمريكية زمن العلو الكبير لصالح بني إسرائيل، وبكل غطرسة واهية وإنتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق الدولية "ترامب" يكشف في خطابة اليوم "الأربعاء" لأول مرة خطة إحتلال أميركا لقطاع غزة !؟، ولكن ما يدعوننا للتفاؤل، أننا في الأيام الأخيرة من هذا العلو والبلطجة بعد ما شاهد العالم بأسره "غزة" وقد خرج منها رجالاًُ أعدهم الله ليستمروا في كسر هيبة الصهيوأمريكية.

الخطط الترامبية وردود فعل غاضبة ورافضة

شاهدنا جميعاً ردود الفعل الرافضة والغاضبة لخطة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" للسيطرة على غزة وتحذيرات دولية وعربية من محاولة غزو قطاع غزة، وأثار الإعلان المفاجئ للرئيس الأميركي عن عزم واشنطن بسط سيطرتها على قطاع غزة بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرىّ ردود فعل حادة جداً، حيثُ قال: "ترامب" في تصريحاتة الجديدة بعد ظهر الأربعاء إنه يتطلع إلى أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في غزة.

وأضاف "ترامب "سنطلق خطة تنمية إقتصادية في غزة تهدف إلى توفير عدد غير محدود من الوظائف والمساكن لسكان المنطقة، وأكد"ترامب" على أن بلاده ستتولى السيطرة على قطاع غزة، وستقوم بمهمة فيه أيضاً!؟، متواصلاً؛ وأن فكرة سيطرتنا على قطاع غزة حظيت بتأييد وإشادة واسعة من مختلف مستويات القيادة هنا، معتبراً؛ أن غزة مكان مليئ بالحطام الآيله للسقوط، وأنه يمكن تهجير أهل غزة إلى أماكن أخرىّ ليعيشوا بسلام في إشارةً منه لـ"مصر والأردن"، وفق ماقال. 

لقاء مجرم الحرب بأذرع مفتوحه وردود الفعل الغاضبة

نتنياهو؛ لتجنب السجن ذهب لحضن الشريك الجديد"ترامب" وتوقع الأخير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي المتهم والمطلوب إعتقالة "بنيامين نتنياهو" أن يتحول قطاع غزة الذي يضم أكثر من مليوني فلسطيني بعد أن تسيطر عليه أميركا إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"!؟، وعندما سُئل عمن سيعيش هناك قال"ترامب" إنها قد تصبح موطناً لشعوب العالم، وتوقع أن تصبح "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد أن سوّى العدوان الإسرائيلي بالسلاح الأمريكي مساحات شاسعة منها بالأرض، وكان أبرز ردود الفعل هي أستراليا؛ حيثُ قال؛ رئيس الوزراء الأسترالي"أنتوني ألبانيز"اليوم الأربعاء إن حكومتةُ تؤيد حل الدولتين في الشرق الأوسط، وذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي"ترامب" المفاجئ عزمه تولي السيطرة على قطاع غزة بأكملة، وأضاف "ألبانيز" في مؤتمر صحفي موقف أستراليا ظهر اليوم الأربعاء هو نفسه ما كان في العام الماضي والحكومة الأسترالية تؤيد حل الدولتين ولاسبيل أمام الجميع غير هذا ونحن ندعمهُ بكل قوة. 

وقد شاهد العالم بأسرة ما قامت به إسرائيل فقد إرتكبت وبدعم أمريكي  بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء وما يزيد على 15 ألف مازالوا مفقودين، ونحن أمام مشهد مؤسف للغاية حينما نشاهد ونسمع اليوم الأربعاء 5 فبراير الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب "الذي تولى منصبة لفترة ثانية وفي بدايتها يشجع العمليات الإرهابية الصهيونية في لبنان التي راح ضحيتها الألاف من المدنيين العزل وتتباها القناة 12 الإسرائيلية: حينما أهدىّ نتنياهو ترامب جهاز إستدعاء بيجر ذهبي وآخر عادي كهدية ليرد عليه ترمب قائلاً كانت عملية رائعة!!، ودولة «ماليزيا» ترد وتصف الواقع على حقيقتة، حيث قال رئيس الوزراء الماليزي "أنور إبراهيم" القوى الإستعمارية تستخدم القوة المفرطه بذريعة الأمن والدفاع عن النفس، ولكنها في الواقع تؤدي إلى إبادة جماعية ونزوح أصحاب الأرض وهذا ما يحدث في فلسطين اليوم مع أهالي غزة والضفة الغربية. 

الحرب التجارية العالمية تشتعل 

لقد أصبح العالم أمام حرب تجارية يشعلها الرئيس الأمريكي"دونالد ترامب " ولم تكتفي الشعبوية الأولمبية الترامبية  وسياسة البلطجة عند تهجير غزة فقط بل تمتد لإشعال حرب تجارية عالمية حتى جاء الرد الصيني القوي، والتهديد الأوروبي الغير مسبوق، وتسأؤلات؛ كيف يطوع "ترامب" الجيش لخدمة أجندتة المتطرفه؟، وعاشت الأسواق العالمية يوماً عصيباً، على وقع الرسوم الجمركية التي فرضها "ترمب" على كل من المكسيك وكندا والصين، وذلك بفعل مخاوف من أن تؤدي هذه الرسوم إلى قلب النظام الإقتصادي العالمي، بعد أن طغى اللون الأحمر على معظم المؤشرات في الأسواق العالمية، وقالتة "الصين، أمس الثلاثاء، إنها ستفرض رسوما جمركية بنسبة 15% على وارداتها من الفحم والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، بعدما فرضت واشنطن رسوماً بنسبة 10% على بضائع صينية، ولم تكتفِ الصين بالرد الجمركي، بل صعّدت الحرب التجارية بإدراج شركتين أميركيتين وهما "بي في إتش كورب" و"إليومينا"، إلى "قائمة الكيانات غير الموثوقة". 

ومن جانبها قالت: رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين" إن الإتحاد الأوروبي سيرد على واشنطن بشكل صارم في حال فرض الرسوم الجمركية، ويأتي ذلك على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي فرض الرسوم الجمركية على الصادرات من كندا والمكسيك والصين، وهدد بفرض الرسوم على السلع من الإتحاد الأوروبي، متهماً أوروبا بـ "إستغلال" الولايات المتحدة، وحسب تقرير نشرتة الصحف الغربية، فإن فريق ترامب يدرس فرض الرسوم بنسبة 10% على جميع الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، وتقول المصادر إنه لا يوجد توافق بشأن هذه المسألة داخل الإدارة الأمريكية، وأن الجميع منزعج من نهج سياسة "ترامب" التي تثير الغضب العالمي الغربي والعربي تجاة واشنطن. 

«ترامب» سنوقف الحرب بين روسيا و أوكرانيا والكرملين يشترط

قال "الكرملين" إنه على  الولايات المتحدة أولاً وقبل الحديث عن وقف الحرب وقف تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا كلياً والإسهام في إنهاء الصراع، وهذا ماجاء عن المتحدث بأسم الرئاسة الروسية "الكرملين" ديمتري بيسكوف، أنه لم يتضح بعد من سيشارك في المفاوضات المقبلة الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية، مُشيراً؛ إلى عدم أحقية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المشاركة في هذه المفاوضات، نظراً لحظر كييف التفاوض مع موسكو.

وأضاف" بيسكوف"، في تصريحات أوردتها وكالة أنباء تاس الروسية، لم يناقش أحد البتة مسألة تشكيل المفاوضين، لكننا نعتبر من الآن أن الرئيس الأوكراني "المنتهية ولايته" ليس له الحق في المشاركة في مثل هذه المفاوضات، نظراً لتوقيع زيلينسكي على المرسوم الذي يحظر التفاوض مع موسكو. 

وختاماً: إن  تصريحات "ترامب" اليوم  بشأن غزة عدائية للشعب الفلسطيني ولقضيتهم، ولن تخدم الإستقرار في المنطقة بأكملها وستصب الزيت على النار، لذا؛ على جميع الدول العربية بمساندة"مصر والأردن" بكل قوه وصرامة  ضد هذه التحديات التي يحاول أن تفرضها واشنطن،  وأن لن يسمحوا لأي دولة في العالم إحتلال أرض فلسطينية أو فرض الوصاية على شعبها الذي قدم أنهاراً من الدماء لتحرير أرضه، وندعو "ترامب" بالكف عن هذه البلطجة السياسية والتراجع عن تلك التصريحات غير المسؤولة والمتناقضة مع القوانين الدولية والحقوق الطبيعية للشعب الفلسطيني في أرضه كما ندعو جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة ودول العالم الحره إلى الإنعقاد العاجل لإتخاذ موقف حازم وتاريخي يحفظ للشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية.

تم نسخ الرابط