السبت 22 فبراير 2025 الموافق 23 شعبان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

بمناسبة عيد الحب.. قصص الحب والحنان عند الفراعنة على ورق البردى

عيد الحب
عيد الحب

تحدث على أبو دشيش، خبير الآثار المصرية، ومدير مؤسسة زاهى حواس للآثار والتراث بمناسبة عيد الحب، إنه يعتبر المصريين القدماء من أوائل الشعوب التى عبرت عن مشاعر الحب قديما، فكثير من قصص الحب دونت على ورق البردى وجدران المقابر والمعابد، حيث كانت الإلهة "حتحور" رمزا يعبر عن الحب والحنان.

قصص الحب عند الفراعنة

أضاف الخبير: وكان الفراعنة شديدى التميز فى اختيار الكلمات والمعانى التى تعبر عن حبهم، فكلمة "مر" تعنى "الحب"، ومن أعظم القصص عند الفراعنة هى قصة حب "إيزيس وأوزريس"، التى تعتبر أشهر قصص الحب الأسطورية عند الفراعنة، قصة عشق إيزيس لزوجها أوزوريس، وجمعت أشلاءه بعد وفاته وبكت عليه، فكانت دموعها نهر النيل.

استكمل: ومن بين قصص الحب بين الملوك والملكات، الملك إخناتون وزوجته نفرتيتى، بالإضافة إلى قصة حب الملكة نفرتارى، زوجة الملك العظيم رمسيس الثانى، حيث كتب لها على واجهة معبدها فى أبو سمبل (أمر جلالة الملك رمسيس الثانى بإقامة هذا المعبد من حجر جميل جيد لزوجته نفرتارى، التى تشرق الشمس من أجلها)".

أشهر قصص الحب

ومن أشهر قصص الحب فى العصر القديم أيضًا، قصة حب القزم سنب وزوجته، فبالرغم من أنها بجسد عادى، إلا أنها قبلت الزواج من قزم، ويظهر السعادة من خلال الابتسامة الجميلة على التمثال الموجود بالمتحف المصرى لهما، كما أن التماثيل المصرية أظهرت كيفية الحب، مثل تمثال أمنحوتب وتى، وتمثال رع حتب ونفرت، وتمثال منكاورع وزوجته، والعديد من التماثيل التى تظهر علاقة الحب والمودة بين الرجل والأنثى فى مصر الفرعونية".

أضاف: ومن أهم ما كتب عن الحب والغزل، قال المصرى القديم عن حبيبته: "حبيبتى ليس لها ثانى، هى أجمل الجميع، أنها تشبه نجمة الصباح عند شروقها مع مطلع عام سعيد، ساحرة هى نظرات عينيها، رقيقة هى كلمات شفتيها، نبيلة هى فى مظهرها عندما تسير على الأرض، إنها تأسر قلبى بجمالها، و"أنت الأجمل بين النساء ليس كمثلك أحد، أنت النجم المشرق فى مطلع سنة جديدة، أنت زخات الماء فى يوم الفيضان، أما أنا فغارق لرأسى تحت أمواج الحب، ثغرك برعم، زهرة نهدك ثمرة تين، جبينك طوق من عاج، أما أنا فإوزة برية سقطت راضية فى شرك الحب، حبك فى قلبى كبوصة فى أحضان الريح، يقتلعها ويطير بها كيفما شاء من بستان إلى بستان".

كيف تحول عيد الحب من 15 إلى 14 فبراير؟

يعتبر عيد الحب، من المناسبات العالمية التى تُحتفل بها فى العديد من الدول، لكن جذوره تعود إلى أصول وثنية عميقة، حيث يرتبط بمهرجان لوبركاليا، وهو احتفال رومانى قديم كان يُقام فى 15 فبراير سنويًا، ويركز على التطهير، الخصوبة، والتزاوج.

كان مهرجان لوبركاليا للاحتفال بقدوم الربيع وفق التقويم الروماني الوثني، حيث كان مرتبطًا بعبادة لوبيركوس وفونوس، اللذين كانا يُعتقد أنهما يراقبان رعاة الأغنام وقطعانهم، لضمان خصوبتها وتكاثرها، ومن ثم أصبح مناسبة لتعزيز الروابط العاطفية بين الرجال والنساء في المجتمع الروماني القديم، ومع توسع الإمبراطورية الرومانية، انتشرت هذه العادات الوثنية عبر الأراضي المحتلة، وأصبحت جزءًا من التقاليد الشعبية.

في القرن الرابع الميلادي وبعد اعتناق الإمبراطور قسطنطين للمسيحية، واجهت الكنيسة تحديًا كبيرًا في التعامل مع العادات الوثنية المتجذرة في المجتمع، وبدلاً من إلغائها بالكامل، سعت الكنيسة إلى إعادة تفسيرها وتقديمها بصبغة مسيحية، فظهر ارتباط عيد الحب بالقديس فالنتين لاحقًا، كمحاولة لاستبدال الطابع الوثني للاحتفال برمزية دينية.

مع مرور الزمن، فقدت المناسبة معظم دلالاتها الوثنية المباشرة، وأصبحت تُركز على الرومانسية والتعبير عن المشاعر بين العشاق، حيث باتت تمثل فرصة لتبادل الهدايا والبطاقات وكلمات الحب، لكن يبقى أصل الاحتفال مرتبطًا بالجذور الوثنية القديمة، وهو ما يدعو البعض للتساؤل عن مدى تأثير الممارسات القديمة في تقاليدنا الحديثة.

 

تم نسخ الرابط