السبت 22 فبراير 2025 الموافق 23 شعبان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

بعد رصدها في الإمارات.. تعرف على أعراض سلالة جدري القرود الجديدة

جدري القرود
جدري القرود

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن دولة الإمارات العربية المتحدة سجلت أول حالة إصابة بمرض جدري القرود من السلالة الجديدة القاتلة Ib MPXV، حيث تم تأكيد الإصابة من خلال الفحوصات الطبية التي أجريت للمريض، ويأتي هذا الإعلان في ظل انتشار المرض في عدة دول حول العالم، مما يثير قلق الأوساط الصحية بشأن سرعة تفشيه ومدى خطورته.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن تفشي هذا النوع من فيروس جدري القرود مستمر بشكل ملحوظ في بعض الدول الأفريقية، حيث تم تسجيل عدد كبير من الحالات في جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي وأوغندا، ولم يقتصر الأمر على هذه الدول، بل تم رصد حالات جديدة مرتبطة بالسفر في بلدان لم تشهد إصابات سابقة، مما يشير إلى أن الفيروس قد بدأ في الانتقال إلى مناطق جديدة لم تكن ضمن بؤر انتشاره التقليدية.

جدري القرود.. أعراض مقلقة وانتشار متزايد

يعد جدري القرود من الأمراض الفيروسية التي تثير القلق بسبب أعراضه التي تتشابه مع بعض الفيروسات الأخرى مثل الإنفلونزا وكوفيد-19، حيث تظهر الأعراض الأولية على شكل حمى شديدة مصحوبة بالتهاب في الحلق، كما يعاني المصابون من صداع حاد وآلام في العضلات والظهر، إلى جانب الشعور بالإرهاق وانخفاض الطاقة، بالإضافة إلى ذلك، يحدث تضخم في الغدد الليمفاوية، مما يجعل التشخيص أكثر وضوحًا مقارنة ببعض الأمراض الفيروسية الأخرى.

ورغم تشابه الأعراض الأولية مع نزلات البرد أو الإنفلونزا، فإن العلامة الأكثر وضوحًا والتي لا يمكن تجاهلها هي ظهور الطفح الجلدي، حيث تبدأ الآفات الجلدية بالظهور على أماكن مختلفة من الجسم مثل اليدين والقدمين والصدر والوجه، وكذلك على الأعضاء التناسلية، ويبدأ الطفح الجلدي على شكل بقع مسطحة تتحول تدريجيًا إلى عقد صلبة، ثم تتطور إلى بثور مليئة بالصديد قبل أن تجف وتبدأ في التقشر، وغالبًا ما يصاحب هذه التغيرات الجلدية شعور بالألم أو الحكة، مما يزيد من انزعاج المصاب.

وتتراوح فترة استمرار الأعراض بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع، لكن قد تطول المدة في بعض الحالات، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، حيث يمكن أن يكون المرض أكثر حدة ويستمر لفترة أطول، مما يزيد من احتمالات حدوث مضاعفات خطيرة قد تستدعي التدخل الطبي العاجل.

انتشار سريع ومخاوف صحية عالمية

مع تزايد أعداد الإصابات في عدة دول، يواجه العالم تحديًا جديدًا في التعامل مع هذا الفيروس، حيث تسعى السلطات الصحية في مختلف الدول إلى مراقبة الحالات عن كثب واتخاذ التدابير اللازمة للحد من انتشاره، ومن بين الإجراءات التي يتم تنفيذها حاليًا تشديد الفحوصات في المنافذ الحدودية والمطارات للكشف المبكر عن أي حالات محتملة، خاصة بين المسافرين القادمين من الدول التي تشهد تفشيًا واسعًا للمرض.

ورغم أن جدري القرود ليس جديدًا على الساحة الطبية، فإن السلالة الجديدة Ib MPXV تثير قلق الخبراء نظرًا لارتفاع معدل الوفيات المرتبط بها، ما يجعل من الضروري تكثيف الجهود لمكافحة انتشارها، حيث تعمل المنظمات الصحية العالمية على تعزيز حملات التوعية حول أعراض المرض وطرق الوقاية منه، إضافة إلى تشجيع الأشخاص الذين تظهر عليهم أي أعراض مشابهة على التوجه إلى المراكز الطبية المختصة للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب.

كيف يمكن الوقاية من جدري القرود؟

للحد من انتشار المرض، توصي منظمة الصحة العالمية بمجموعة من الإجراءات الوقائية التي يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بجدري القرود، وأهمها تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين أو المشتبه في إصابتهم، بالإضافة إلى ضرورة غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون أو استخدام المعقمات الكحولية، كما يُنصح بتجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل المناشف أو الملابس مع الآخرين، خاصة إذا كانوا يعانون من طفح جلدي أو أعراض مشابهة.

كما أن العزل الصحي للحالات المصابة يعد من الإجراءات الضرورية للحد من انتقال العدوى، حيث ينصح الأشخاص الذين تم تشخيصهم بجدري القرود بالبقاء في منازلهم وتجنب الاختلاط بالآخرين حتى زوال الأعراض تمامًا، بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة قد يساعد في تقليل احتمالات انتقال الفيروس، خاصة بين الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

التعامل مع حالات الإصابة.. ما الذي يجب فعله؟

في حال الاشتباه بالإصابة بجدري القرود، من الضروري التوجه إلى الطبيب المختص لإجراء الفحوصات اللازمة، حيث يعتمد التشخيص عادة على الأعراض الظاهرة إلى جانب الاختبارات المخبرية التي تساعد في تحديد نوع الفيروس بدقة، ومن ثم يتم تقديم العلاج المناسب للحالة وفقًا لشدة الأعراض ومدى تطور المرض.

ورغم عدم وجود علاج محدد للقضاء على الفيروس بشكل مباشر، فإن العلاجات المتاحة تهدف إلى تخفيف الأعراض ومنع المضاعفات، حيث يتم وصف بعض الأدوية لتخفيف الألم وتقليل الحكة، إلى جانب تناول السوائل بكثرة للحفاظ على ترطيب الجسم، كما يتم مراقبة الحالات الشديدة في المستشفيات لتقديم الرعاية الطبية اللازمة وضمان استقرار الحالة الصحية للمريض.

المخاوف المستقبلية وخطوات المواجهة

مع تزايد التقارير عن انتشار جدري القرود في مناطق جديدة، تبقى المخاوف قائمة حول إمكانية تحوله إلى وباء عالمي يتطلب استجابة سريعة من الحكومات والمنظمات الصحية، حيث تعمل الجهات المعنية على دراسة طبيعة الفيروس بشكل مكثف لمعرفة مدى قابليته للانتشار وإيجاد حلول فعالة للحد من تفشيه.

كما أن الأبحاث مستمرة لتطوير لقاحات وعلاجات أكثر فاعلية، حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن اللقاحات المستخدمة ضد الجدري التقليدي قد توفر حماية جزئية ضد جدري القرود، مما دفع بعض الدول إلى إعادة النظر في استراتيجيات التطعيم للمساعدة في تقليل خطر انتشار المرض، ورغم ذلك لا يزال الأمر بحاجة إلى مزيد من الأبحاث للتأكد من فاعلية هذه الإجراءات على المدى الطويل.

تسجيل أول حالة إصابة بالسلالة الجديدة القاتلة لجدري القرود في الإمارات يسلط الضوء على أهمية توخي الحذر واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للحد من انتشار الفيروس، حيث أن التعرف المبكر على الأعراض والتعامل معها بسرعة يمكن أن يلعب دورًا كبيرًا في الحد من تفشي المرض وتقليل المضاعفات المحتملة، كما أن التعاون بين الجهات الصحية والمجتمعات أمر ضروري لمواجهة هذا التحدي الجديد ومنع انتشاره بشكل واسع، مما يستوجب زيادة الوعي وتطبيق الإجراءات الوقائية لضمان حماية الجميع.

تم نسخ الرابط