الغضب يجتاح إسرائيل.. ضغوط كبيرة على نتنياهو لتسريع مفاوضات المرحلة الثانية

يقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحت ضغط كبير، وسط حالة من الغضب، بعد تلكؤه في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل المحتجزين والأسرى الفلسطينيين.

إجراءات التسليم 

جاء وصول الجثامين الأربعة إلى الجانب الإسرائيلي بعدما انتهت إجراءات التسليم والتسلم بحضور عناصر من حماس وممثلين عن الصليب الأحمر في مدينة خان يونس، في إطار الدفعة السابعة لتبادل الأسرى والمحتجزين ضمن المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

ومع تسليم 4 جثامين لمحتجزين في قطاع غزة صباح اليوم الخميس، يتعرض نتنياهو لانتقادات شديدة بعد أن قال مصدر سياسي إسرائيلي إن رؤساء الأجهزة الأمنية أفسدوا محادثات المحتجزين، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية.

وقال المصدر الإسرائيلي، إن إطلاق سراح أربعة محتجزين قتلى يوم الخميس وستة أحياء يوم السبت هو نتيجة مباشرة للتغييرات التي طرأت على فريق التفاوض الإسرائيلي.

نتنياهو منفصل عن الواقع بسبب استمرار الهجمات

ووجهت عائلات المحتجزين اتهامات لنتنياهو بأنه منفصل عن الواقع، بسبب استمراره في مهاجمة المؤسسة الأمنية في وقت تعتبر فيه إسرائيل نفسها في حالة حداد وطني وحزن على هؤلاء المحتجزين القتلى، بحسب وسائل إعلام عبرية. 

وأفادت القناة 13 الإسرائيلية أن نتنياهو تراجع عن المشاركة في مراسم استقبال الجثامين الأربعة.

ديرمر يقود المفاوضات

ويقود وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وهو من المقربين من نتنياهو منذ فترة طويلة، المحادثات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، وليس رئيس الموساد ديفيد برنياع، الذي قاد الجولات السابقة.

وتعد المرحلة الثانية، وفقًا للاتفاق الأصلي المكون من ثلاث مراحل، من شأنها أن تشهد قيام حماس بإعادة المحتجزين الأحياء المتبقين مقابل إنهاء الحرب بشكل دائم.

وأصدر مكتب نتنياهو يفيد بأن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) تسلما التوابيت التي تحتوي على جثث المحتجزين الإسرائيليين الأربعة من الصليب الأحمر الدولي.

مفاوضات بشأن المرحلة الثانية

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن إسرائيل ستبدأ خلال الأيام المقبلة مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بما في ذلك تبادل المحتجزين الإسرائيليين المتبقين مقابل المزيد من الأسرى الفلسطينيين، وأضاف أن إسرائيل تطالب بإخلاء القطاع من السلاح بشكل كامل.

بدورها قالت إذاعة جيش الاحتلال، إن المحتجزين الأربعة القتلى احتجزوا شرقي خان يونس في منطقة عمل فيها الجيش 4 شهور.

التبادل طريق إعادة المحتجزين

ووجهت حركة حماس رسالة لعائلات المحتجزين القتلى، قائلة :"كنا نفضل أن يعود أبناؤكم أحياء لكن قادتكم اختاروا قتلهم بدلًا من استعادتهم، وأي محاولة لاستعادة المحتجزين بالقوة العسكرية أو العودة إلى الحرب لن تسفر إلا عن مزيد من الخسائر.

وقالت حماس في بيان لها، إن التبادل هو الطريق الوحيد لإعادة المحتجزين أحياء إلى ذويهم، لافتة إلى أن نتنياهو يحاول التنصل أمام الإسرائيليين من تحمل مسؤولية قتل المحتجزين، وأن حكومة الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة بعد أن عرقلت اتفاق التبادل مرارًا.

وشهد اليوم الخميس عبور أول دفعة من المنازل المتنقلة إلى معبر كرم أبو سالم تمهيدًا لدخولها إلى قطاع غزة، والتي كانت من العقبات السابقة التي أخرت المفاوضات.

ومنذ بدء وقف إطلاق النار في حرب غزة في 19 يناير الماضي، أطلقت حماس سراح 19 محتجزًا في عدة جولات، إلى جانب إطلاق سراح خمسة مواطنين تايلانديين اختطفوا من إسرائيل، وذلك بشكل مستقل عن الاتفاق.

 وينص الاتفاق المتعدد المراحل بين إسرائيل وحماس على مرحلة أولى مدتها ستة أسابيع يتم خلالها إطلاق سراح ما مجموعه 33 محتجزًا، من بينهم ثمانية قتلى، تدريجيًا مقابل إطلاق سراح 1904 أسرى فلسطينيين.

ومن المقرر أن تنتهي المرحلة الأولى من الصفقة خلال أسبوع ونصف، وبحسب التقارير فإن إسرائيل وحماس لم يجريا بعد مفاوضات جادة بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، خلافًا لما ينص عليه الاتفاق. 

الحرب وإطلاق سراح المحتجزين

ويهدف هذا الاتفاق إلى التوصل إلى نهاية نهائية للحرب وإطلاق سراح المحتجزين المتبقين، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلا عن وزير الخارجية جدعون ساعر، أن من المتوقع أن تبدأ المحادثات هذا الأسبوع.