ما حكم صلاتك إذا اكتشفت النجاسة في ثوبك بعد الانتهاءمن الصلاة؟

قد يؤدي بعض الأشخاص صلاتهم دون أن يعلموا بوجود نجاسة على ثيابهم، ثم يكتشفون ذلك بعد الانتهاء من الصلاة، مما يثير تساؤلات حول مدى صحة صلاتهم وما إذا كان عليهم إعادتها أم لا، وقد وردت استفسارات عديدة إلى دار الإفتاء المصرية حول هذا الأمر، حيث أكدت أن من شروط صحة الصلاة طهارة بدن المصلي وملابسه والمكان الذي يؤدي فيه الصلاة، كما أشارت إلى أن هناك بعض النجاسات التي يُعفى عنها إذا كانت قليلة، وذلك وفقًا لمقدار معين يعادل حجم درهم من الفضة.
حكم الصلاة إذا اكتشف المصلي نجاسة ثوبه بعد انتهائه منها
ورد سؤال إلى الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حول ما إذا كان المصلي ملزمًا بإعادة الصلاة في حال اكتشاف نجاسة على ملابسه أو قدميه بعد الانتهاء منها، وقد أوضح الشيخ عويضة أن من صلى وعلى ثوبه نجاسة لم يكن يعلم بوجودها، ثم اكتشفها بعد الصلاة، فإن صلاته تظل صحيحة ولا يجب عليه إعادتها، وذلك لأن الجهل بوجود النجاسة يعفي المصلي من وجوب الإعادة، وهذا الحكم ينطبق على كل من يكتشف النجاسة بعد أداء الصلاة وليس أثناءها.
حكم من صلى بعدة صلوات بملابس غير طاهرة دون علم
أكدت دار الإفتاء المصرية أن الشخص الذي أدى عدة صلوات متتالية بملابس كان يجهل نجاستها ليس عليه إعادة جميع الصلوات، وإنما يكتفي بإعادة آخر صلاة فقط بعد أن يقوم بتغيير ملابسه النجسة، وذلك وفقًا للرأي الراجح بين العلماء وهو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، ويعتمد هذا الحكم على التيسير في العبادات وعدم تكليف المسلم بما هو خارج عن نطاق علمه أو قدرته، حيث أن القاعدة الشرعية تؤكد أن الجهل بالحكم أو بعدم العلم بالحالة لا يُرتب على الإنسان مؤاخذة إلا بعد العلم بها.
حكم الصلاة على سجادة غير طاهرة
طرحت إحدى السيدات سؤالًا على الشيخ محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حول حكم الصلاة على سجادة قد تكون غير طاهرة، وقد أوضح الشيخ شلبي أن الشروط التي تلزم الرجل في الصلاة تلزم المرأة أيضًا، ومن أهم هذه الشروط الطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر، والتأكد من نظافة المكان الذي تُؤدى فيه الصلاة، مشيرًا إلى أن الصلاة في مكان نجس لا تكون صحيحة، إذ يجب أن يكون موضع السجود طاهرًا وخاليًا من أي نجاسة قد تتسبب في بطلان الصلاة.
كما استشهد الشيخ شلبي بقول الله تعالى في سورة المدثر: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}، موضحًا أن هذه الآية تؤكد ضرورة الطهارة أثناء الصلاة، ولذلك فإن السجود على مكان نجس يجعل النجاسة متصلة بالمصلي، مما يؤدي إلى عدم صحة صلاته، ويُستحب للمصلي التأكد دائمًا من نظافة المكان الذي يصلي فيه، سواء كان ذلك داخل المسجد أو في المنزل أو في أي موضع آخر، لتجنب الوقوع في بطلان الصلاة دون قصد.
متى تكون النجاسة معفوًّا عنها في الصلاة؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن هناك بعض الحالات التي يُعفى فيها عن النجاسة في الصلاة، وذلك إذا كانت النجاسة يسيرة، أي لا تتجاوز مقدار درهم من الفضة، وهو تقدير فقهي يشير إلى مساحة معينة صغيرة جدًا، وفي هذه الحالة لا يُطالب المصلي بإعادة الصلاة، أما إذا كانت النجاسة كبيرة وتجاوزت هذا المقدار، فإنه يجب إزالتها وإعادة الصلاة، وفي جميع الأحوال فإن التحقق من الطهارة هو الأفضل للمصلي حتى يكون على يقين من صحة عبادته.
أهمية الطهارة في الصلاة
تعتبر الطهارة من أهم شروط صحة الصلاة، وهي تشمل طهارة البدن والثياب والمكان، وقد أجمعت المذاهب الفقهية على أن الطهارة شرط أساسي لأداء الصلاة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يقبل الله صلاة بغير طهور”، لذلك فإن المسلم مطالب بالتحقق من نظافة ملابسه وبدنه قبل الدخول في الصلاة، كما يُنصح بالتأكد من نظافة السجادة أو الأرض التي سيؤدي عليها الصلاة، حتى لا يقع في مخالفة شرعية قد تبطل صلاته دون أن يشعر.
الحكم الشرعي في الصلاة مع وجود نجاسة غير معلومة
بعد استعراض آراء الفقهاء وفتاوى دار الإفتاء المصرية، يتبين أن من صلى ولم يكن يعلم بوجود نجاسة على ملابسه أو في مكان صلاته، فإن صلاته صحيحة ولا يجب عليه إعادتها، أما إذا اكتشف النجاسة قبل البدء في الصلاة، فيجب عليه إزالتها قبل الشروع فيها، وإذا أدى عدة صلوات بملابس غير طاهرة دون علم، فيُستحب أن يعيد آخر صلاة فقط بعد تطهير ملابسه، وفي جميع الأحوال، يجب على المسلم أن يحرص دائمًا على الطهارة والالتزام بالشروط الصحيحة للصلاة حتى يؤدي عباداته بالشكل الذي يرضي الله سبحانه وتعالى.