السبت 01 مارس 2025 الموافق 01 رمضان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

رمضان على الأبواب ولم أقضِ ما عليّ من الصيام.. ما الحل الشرعي؟

صيام رمضان
صيام رمضان

أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن من أفطر في شهر رمضان لعذر شرعي، مثل المرض أو السفر، يجب عليه قضاء الأيام التي أفطرها بمجرد تمكنه من ذلك، مستدلًا بقول الله تعالى في كتابه الكريم: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (البقرة: 185)، حيث يوضح هذا النص القرآني أن من لم يستطع الصيام خلال الشهر الفضيل بسبب عذر شرعي، فإنه ملزم بقضائه لاحقًا بعد زوال العذر.

حكم تأخير قضاء الصيام للمرأة بسبب الحيض أو النفاس

أوضح المركز أن المرأة التي تفطر في رمضان بسبب الحيض أو النفاس، تفطر وجوبًا ولا يجوز لها الصيام في تلك الفترة، ويجب عليها قضاء الأيام التي أفطرتها في أي وقت خلال العام قبل حلول رمضان التالي، وقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها كانت تؤجل قضاء الصيام حتى شهر شعبان، مما يدل على أن القضاء يمكن أن يكون في أي وقت قبل دخول رمضان الجديد.

أما إذا أخّرت المرأة قضاء الصيام حتى دخل عليها رمضان جديد لعذر شرعي، مثل الحمل أو الرضاعة أو المرض، فلا إثم عليها، ويجب عليها القضاء فقط عند زوال العذر، أي عندما تصبح قادرة على الصيام دون مشقة، لكن لا يترتب عليها أي كفارة إضافية، إذ إن التأخير كان لسبب معتبر شرعًا.

حكم تأخير القضاء بدون عذر شرعي

أكد المركز أنه إذا كان تأخير قضاء الصيام حتى دخول رمضان جديد دون وجود عذر شرعي، فإن المرأة أو الشخص الذي لم يصم عليه قضاء الأيام الفائتة، وقد اختلف الفقهاء في مسألة وجوب إطعام مسكين عن كل يوم تأخر قضاؤه، إلا أن الرأي الراجح هو وجوب القضاء فقط دون الحاجة إلى الكفارة، ومع ذلك فمن الأفضل الإسراع في القضاء بمجرد التمكن من ذلك، وفاءً بحق الله تعالى وإبراءً للذمة.

وشدد مركز الأزهر على ضرورة عدم التهاون في قضاء الصيام، فكلما سنحت الفرصة للصائم لتعويض الأيام الفائتة، وجب عليه القيام بذلك على الفور، وعدم تأجيله دون سبب مشروع، لأن التأخير قد يؤدي إلى تراكم الأيام وعدم القدرة على أدائها لاحقًا، مما يزيد من المسؤولية الشرعية على الفرد.

دعاء دخول شهر رمضان

مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، يحرص المسلمون على الاستعداد لهذا الشهر بالدعاء والتضرع إلى الله، وقد وردت العديد من الأدعية التي يمكن ترديدها عند استقبال رمضان، منها:

اللهم أعنا على الصيام والصلاة والقيام وقراءة القرآن، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، والرزق الواسع، ودفع الأسقام، والمسارعة إلى ما تحب وترضى، اللهم ارزقنا صيامه وقيامه وتلاوة القرآن فيه، اللهم سلمه لنا وتسلمه منا وسلمنا فيه وقد عفوت عنا وغفرت لنا، اللهم اجعلنا من عتقائك من النار برحمتك يا أرحم الراحمين، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا، يا من تسمع الأصوات وإن خفيت، وتقضي الحاجات وإن عظمت، وتجيب الدعوات وإن ثقلت، وتغفر الزلات وإن كثرت، اللهم يا كريم يا ذا الجلال والإكرام.

كما أن من المستحب الدعاء للأموات الذين كانوا معنا في رمضان الماضي ولم يدركوا الشهر الكريم هذا العام، فنقول: اللهم ارحم من افتقدناهم في هذه الأيام المباركة، وأسكنهم الفردوس الأعلى يا أرحم الراحمين.

دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند دخول رمضان

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو عند دخول شهر رمضان بأدعية تعبر عن الفرح والامتنان لله على بلوغ هذا الشهر الكريم، ومنها:

1.اللهم أهله علينا باليمن والبركات، وهو دعاء يعبر عن التطلع إلى شهر مليء بالخيرات والبركات.

2.اللهم بلغنا رمضان وأنت راضٍ عنا، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله أن يبلغه رمضان وهو في حالة من الطاعة والقرب من الله.

3.اللهم ارزقنا ليلة القدر، اللهم ارزقنا ليالي رمضان، حيث يدعو المسلمون أن يوفقهم الله لقيام ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، ويمنحهم البركة في كل ليالي رمضان.

الاستعداد لاستقبال رمضان بالطاعات

مع اقتراب الشهر الكريم، يُنصح المسلمون بالبدء في التحضير النفسي والروحي لاستقباله، وذلك من خلال التوبة الصادقة من الذنوب، وتجديد النية على أداء العبادات بإخلاص، كما يُستحب الإكثار من الصيام في شهر شعبان، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان يكثر من الصيام في هذا الشهر استعدادًا لرمضان، حيث قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صيامًا في شعبان”.

كما أن رمضان فرصة عظيمة للإكثار من قراءة القرآن، حيث قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (البقرة: 185)، لذا ينبغي للمسلمين الحرص على تلاوة القرآن وتدبر معانيه، وكذلك الإكثار من الصدقة، إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان.

يشدد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على ضرورة الحرص على قضاء ما فات من صيام رمضان قبل دخول الشهر الجديد، وعدم التساهل في ذلك، فمن استطاع قضاء الصيام قبل حلول رمضان فعليه أن يبادر بذلك دون تأخير، أما من لديه عذر شرعي يمنعه من القضاء، فإنه يكون معذورًا شرعًا وعليه القضاء بعد زوال العذر، ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم صيامًا مقبولًا وقيامًا مبرورًا، وأن يبلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين.

تم نسخ الرابط