خطأ شائع ترتكبه الأمهات قد يؤخر نطق الأطفال.. اكتشفيه وتجنبيه

يُعد تأخر الكلام عند الأطفال من الأمور التي تثير قلق الأمهات وتجعلهم يبحثون عن الأسباب التي قد تؤدي إلى هذه المشكلة، حيث أن تطور اللغة والنطق عند الطفل يُعتبر علامة مهمة على نموه العقلي والإدراكي، وعلى الرغم من وجود عوامل عديدة قد تؤثر على قدرة الطفل على الكلام مثل العوامل الوراثية والمشكلات السمعية وبعض الاضطرابات العصبية، إلا أن هناك بعض العادات الشائعة التي قد ترتكبها الأمهات دون وعي وتؤثر بشكل كبير على تأخر النطق عند الأطفال.
ومن أبرز هذه الأخطاء الاعتماد الزائد على الأجهزة الإلكترونية وترك الطفل لساعات طويلة أمام التلفاز أو الهاتف دون تفاعل حقيقي، وهو ما سيناقشه القارئ نيوز بالتفصيل في هذا المقال لمعرفة خطورته وكيفية تجنبه لضمان تطور سليم لقدرات الطفل اللغوية.
كيف يتطور الكلام عند الأطفال؟
يبدأ الطفل في تعلم اللغة منذ اللحظة الأولى لولادته، حيث يستمع إلى الأصوات المحيطة به ويبدأ في محاولة تقليدها، وفي الأشهر الأولى يعتمد الطفل على البكاء كوسيلة للتواصل، ثم يبدأ في إصدار أصوات غير مفهومة تُعرف بالمناغاة، وبعد ذلك يبدأ في تقليد الكلمات البسيطة مثل “بابا” و”ماما”، ومع تقدم عمره يزداد مخزونه اللغوي تدريجيًا حتى يتمكن من تكوين جمل مفهومة والتواصل بشكل أكثر وضوحًا، وعادةً ما يبدأ معظم الأطفال في نطق كلماتهم الأولى في عمر السنة تقريبًا، ثم تتطور قدرتهم على الكلام تدريجيًا حتى يتمكنوا من تكوين جمل قصيرة في عمر السنتين.
الخطأ الشائع الذي يؤخر النطق عند الأطفال
من أكثر الأخطاء شيوعًا التي قد تؤدي إلى تأخر النطق عند الأطفال هو الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والتلفاز، حيث يعتقد بعض الأمهات أن ترك الطفل يشاهد البرامج المخصصة للأطفال قد يساعده في تعلم الكلمات والتواصل بشكل أسرع، ولكن الحقيقة أن هذا الأمر قد يؤدي إلى نتيجة عكسية، فالأطفال بحاجة إلى التفاعل المباشر مع الأشخاص من حولهم حتى يتمكنوا من تطوير مهاراتهم اللغوية بشكل صحيح، وعندما يقضي الطفل ساعات طويلة أمام الشاشات دون تفاعل حقيقي، فإنه يفتقد إلى المحفزات التي تساعده على تعلم النطق والكلام بطريقة طبيعية.

كيف تؤثر الأجهزة الإلكترونية على تأخر الكلام؟
عندما يشاهد الطفل البرامج الكرتونية أو الفيديوهات التعليمية على الأجهزة الإلكترونية، فإنه يكون مجرد مستقبل للمعلومات دون أن يشارك في الحوار أو يحاول التحدث، حيث أن تعلم اللغة يتطلب تفاعلاً مباشرًا بين الطفل والمحيطين به، فعندما يسمع الطفل كلمة من أحد والديه فإنه يحاول تقليدها ويتلقى رد فعل مباشر يساعده على تطوير مهاراته اللغوية، أما عند مشاهدة التلفاز أو استخدام الهاتف، فإن الطفل يستمع إلى الكلمات دون أن يكون لديه الفرصة للتفاعل معها أو ممارستها، مما يؤدي إلى ضعف قدرته على الكلام وتأخره في استخدام الكلمات للتعبير عن احتياجاته.
علامات تأخر الكلام عند الأطفال
من المهم أن تكون الأم على دراية بعلامات تأخر النطق حتى تتمكن من التدخل في الوقت المناسب، ومن أبرز هذه العلامات أن الطفل لا يصدر أصوات المناغاة في الأشهر الأولى من عمره، أو أنه لا يحاول تقليد الأصوات أو الكلمات التي يسمعها، كما أن بعض الأطفال الذين يعانون من تأخر النطق قد يجدون صعوبة في فهم التعليمات البسيطة أو في التعبير عن احتياجاتهم بالكلام، بالإضافة إلى أن الطفل في عمر السنتين يجب أن يكون قادرًا على نطق بعض الكلمات وربطها معًا لتكوين جمل بسيطة، وإذا لم يتمكن الطفل من ذلك فقد يكون هناك تأخر في نموه اللغوي يستدعي الانتباه والتدخل المبكر.
كيف تساعدين طفلك على تطوير مهاراته اللغوية؟
إذا كنتِ ترغبين في مساعدة طفلك على تنمية قدراته اللغوية وتجنب تأخر النطق، فهناك عدة خطوات يمكنك اتباعها، ومن أهمها تقليل وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية قدر الإمكان واستبدالها بالتفاعل المباشر مع الطفل، حيث يمكنكِ التحدث إليه باستمرار حتى وإن كان لا يفهم كل ما تقولينه، كما أن قراءة القصص له بصوت واضح والتفاعل معه أثناء القراءة يساعد بشكل كبير في تنمية مفرداته اللغوية، بالإضافة إلى ضرورة تشجيعه على التحدث من خلال طرح الأسئلة عليه وانتظاره حتى يحاول الإجابة، ويمكنكِ أيضًا الغناء له أو تكرار الكلمات أمامه بطريقة مرحة حتى يتمكن من حفظها وتقليدها.
متى يجب استشارة الطبيب؟
في بعض الحالات قد يكون تأخر الكلام ناتجًا عن مشكلة صحية تحتاج إلى تدخل طبي، لذلك إذا لاحظتِ أن طفلك لا يستجيب للأصوات من حوله أو لا يحاول التفاعل معك بالكلام أو الإيماءات، فمن الأفضل استشارة طبيب مختص لتقييم حالته والتأكد من عدم وجود أي مشكلات في السمع أو النمو العصبي، كما أن بعض الأطفال قد يحتاجون إلى جلسات تخاطب تساعدهم على تطوير مهاراتهم اللغوية بشكل أسرع، لذا لا تترددي في طلب المساعدة الطبية إذا شعرتِ أن هناك تأخرًا واضحًا في قدرة طفلك على الكلام.
تأخر النطق عند الأطفال قد يكون ناتجًا عن عدة عوامل، ولكن من أكثر الأخطاء الشائعة التي ترتكبها الأمهات دون قصد هو السماح للأطفال بقضاء ساعات طويلة أمام الشاشات دون تفاعل حقيقي، حيث يؤدي هذا السلوك إلى تقليل فرص الطفل في تعلم الكلمات والتفاعل مع من حوله، لذا من الضروري تشجيع الطفل على التحدث والتفاعل المباشر وتقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية، كما يجب متابعة تطور قدراته اللغوية باستمرار والتدخل في الوقت المناسب إذا كان هناك أي تأخير غير طبيعي، فالتواصل المستمر مع الطفل هو المفتاح الأساسي لمساعدته على تنمية مهاراته اللغوية بشكل صحي وسليم.