الإثنين 03 مارس 2025 الموافق 03 رمضان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الأسبوع المصيري.. دعم أوكرانيا في مرمي الخطوات الملموسة بأوروبا

قمة أوروبا
قمة أوروبا

تنتظر أوروبا الأسبوع المصيري الذي سيحدد مستقبل أمنها القومي، في ظل المخاوف المتزايدة من تغير موقف الولايات المتحدة تجاه حلفائها التقليديين، فبعد قمة لندن التي انعقدت، أمس الأحد، وخرجت بوعود كثيرة لكن تفاصيل قليلة، تتجه الأنظار نحو قمة بروكسل، المقررة الخميس المقبل، التي قد تشهد تحولًا في السياسة الدفاعية الأوروبية.

الاعتماد على النفس بقمة لندن

كشفت صحيفة "بوليتيكو" أن أجواء متوترة سادت قمة لندن، التي استضافها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بمشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في أعقاب الموقف الصادم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تجاه الأخير خلال لقائهما في البيت الأبيض.

وأشار دبلوماسي أوروبي للصحيفة إلى أن هناك حاجة مُلحّة لحماية الأمن الجماعي للقارة بعد المشاهد المروعة في واشنطن، لدرجة أن المفوضة الأوروبية للسياسة الخارجية كايا كالاس، اقترحت أن أمريكا لم تعد تقود العالم الحر.

وأعلن ستارمر عقب القمة أن "أوروبا يجب أن تقوم بعمل ثقيل" عندما يتعلق الأمر بحماية أوكرانيا من التوسع الروسي، مؤكدًا حقيقة تراجع الدور الأمريكي على الساحة العالمية.

خطة سلام فى أوروبا

وبدلًا من الافتراضات السابقة بأن الولايات المتحدة ستتولى زمام المبادرة، ستقوم بريطانيا وفرنسا وأوكرانيا بوضع خطة سلام وتقديمها إلى ترامب.

وأشارت "بوليتيكو" إلى أن الخطة المحتملة تتضمن قوة لحفظ السلام بقيادة بريطانية-فرنسية، أطلق عليها ستارمر اسم "ائتلاف الراغبين"، في صدى لمجموعة الدول التي قادتها الولايات المتحدة لغزو العراق عام 2003.

أزمة تمويل الدفاع العسكري

تسلط الصحيفة الضوء على قضية التمويل العسكري كأحد أهم التحديات في قمة بروكسل، وفي تصريحات لصحيفة "لو فيجارو" الفرنسية بعد القمة، طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دول حلف الناتو بزيادة استثماراتها في جيوشها، قائلًا: "خلال السنوات الثلاث الماضية، أنفق الروس 10% من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، نحن بحاجة إلى الاستعداد لما يأتي بعد ذلك، بهدف الوصول إلى 3 - 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي".

هدف الإنفاق الحالي لحلف الناتو هو 2% سنويًا، لكن العديد من الحكومات الأوروبية لا تحقق حتى هذه النسبة، وهو ما يثير غضب ترامب.

ومن أجل تعزيز ميزانيات الدفاع بشكل كبير، حث ماكرون الاتحاد على استخدام "التمويل المبتكر"، مقترحًا توفير 200 مليار يورو، من خلال الاقتراض المشترك أو آلية الاستقرار الأوروبية.

تحديات وعوائق

رغم الخطابات المتفائلة، تفتقر القاعدة الصناعية الدفاعية الأوروبية إلى القدرات الكافية، ما يعني أن زيادات الإنفاق قد تستغرق وقتًا طويلًا لتؤتي ثمارها، كما أن بعض القادة، وعلى رأسهم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، يبدون دعمًا أكبر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما قد يعرقل أي إجماع أوروبي.

وقال رئيس حلف الناتو مارك روته، الذي حضر قمة لندن أيضًا، إن بعض الدول تعهدت بزيادة الإنفاق الدفاعي، لكن مرة أخرى، تظل التفاصيل غير واضحة.

أوكرانيا بين أمريكا وأوروبا

أشارت "بوليتيكو" نقلًا عن دبلوماسي أوروبي، إلى أن زيلينسكي يحتاج بشدة إلى إيجاد طريقة لبناء علاقة مع ترامب وتوقيع صفقة المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا من جديد.

وقال الدبلوماسي إن "المنطق هو أن صفقة المعادن ستمنح الولايات المتحدة مصالح تجارية على الأرض، ما يوفر درجة من الحماية".

وفي ختام القمة، نقلت "بوليتيكو" عن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك مطالبته أوروبا بإنهاء اعتمادها على الضمانات الأمريكية، قائلًا: "500 مليون أوروبي يطلبون من 300 مليون أمريكي حمايتهم من 140 مليون روسي. هل يمكنك العد؟ اعتمد على نفسك. ابدأ بالاعتماد على نفسك".

ماكرون يواجه أوروبا بصعوبة موقفها

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الدول الأوروبية إلى رفع إنفاقها الدفاعي بشكل كبير ليصل إلى ما بين 3% و3.5% من الناتج المحلي الإجمالي، في تحرك يعكس قلقًا متزايدًا بشأن مستقبل الأمن الأوروبي، لا سيما وأنه يأتي في أعقاب قمة طارئة حول أوكرانيا عُقدت بلندن، وفي ظل مخاوف متزايدة من تراجع الدعم الأمريكي للأمن الأوروبي مع عودة الرئيس دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض بعد فوزه في انتخابات نوفمبر 2024.

تحذير فرنسي

قال ماكرون في مقابلة مع صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية: "خلال السنوات الثلاث الماضية، أنفقت روسيا 10% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع.. نحتاج إلى الاستعداد لما هو قادم، بهدف الوصول إلى نسبة تتراوح بين 3% و3.5% من الناتج المحلي الإجمالي".

وأشارت صحيفة "بوليتيكو" إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يحدد فيها الزعيم الفرنسي رقمًا محددًا لما يعتبره ضروريًا للدفاع الأوروبي، على الرغم من أن دول البلطيق طالما دعت إلى إنفاق 3% على الأقل، بينما طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنسبة 5%.

وتأتي هذه الدعوة في وقت تنفق فيه فرنسا نفسها 2.1% فقط من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع سنويًا، وهو ما يتجاوز بالكاد هدف حلف الناتو البالغ 2%، وهو المستوى الذي وصلت إليه باريس، العام الماضي فقط.

مقترحات ماكرون الجريئة

كشفت "بوليتيكو" أنه من أجل إحداث طفرة كبيرة في ميزانيات الدفاع الأوروبية، حث الرئيس الفرنسي، الاتحاد الأوروبي على الاستفادة من صناديق التماسك الأوروبية وبرامج التمويل الحالية "التي لا يتم استخدامها".

وأضاف: "نحتاج إلى منح تفويض للمفوضية لاستخدام تمويل مبتكر. هذا يعني إما الاقتراض المشترك، أو آلية الاستقرار الأوروبية.. في المرحلة الأولى نحتاج إلى 200 مليار يورو لنتمكن من الاستثمار".

وألمح ماكرون إلى أنه سيقترح ميزانية دفاعية جديدة لفرنسا، على الرغم من افتقاره للأغلبية البرلمانية اللازمة لتمريرها.

وقال: "سيتعين علينا مراجعة وزيادة قانون التخطيط العسكري السبعي"، متسائلًا: "هل نحتاج إلى المزيد من التمويل الوطني؟، كيف نستخدم تمويلنا الأوروبي بشكل أفضل؟".

 

تم نسخ الرابط