رسالة من مسلسل إخواتي.. المضايقات في العمل قد تكلفك 7 سنوات سجن

أثار مسلسل “إخواتي” الذي يعرض خلال موسم دراما رمضان اهتمام الجمهور بعد تناوله واحدة من القضايا الحساسة في المجتمع، حيث يناقش المسلسل قضية التحرش في بيئة العمل من خلال شخصية “سُهى” التي تجسدها النجمة نيللي كريم، إذ تعرضت خلال أحداث الحلقة الثانية للتحرش من قبل أحد زملائها في مكان العمل، وهو ما دفعها إلى رد فعل عنيف تمثل في إشعال النيران بالمكان، وهو ما يعكس الغضب الذي تعانيه العديد من النساء اللواتي يواجهن هذه الظاهرة في الواقع.
مسلسل إخواتي
المسلسل الذي يشارك في بطولته عدد من النجوم، بينهم روبي، كندة علوش، جيهان الشماشرجي، حاتم صلاح، نبيل عيسى، علي صبحي، وإسلام حافظ، يتناول قضايا اجتماعية مختلفة تدور حول أربع شقيقات يواجهن تحديات ومواقف متنوعة، ويُعد العمل من إخراج محمد شاكر خضير وتأليف مهاب طارق وإنتاج شركة ميديا هب - سعدي جوهر.

القانون المصري يواجه التحرش بعقوبات صارمة
مع تزايد الحديث عن قضية التحرش في بيئة العمل، يعيد مسلسل إخواتي تسليط الضوء على التشريعات المصرية التي تعاقب على هذه الجريمة، فقد أقر القانون المصري تعديلات مشددة لمكافحة التحرش الجنسي، وجاء ذلك وفقًا للقانون رقم 141 لسنة 2021 الذي عدّل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937، وذلك للحد من هذه الظاهرة التي تؤثر بشكل سلبي على المجتمع وتخلف آثارًا نفسية عميقة على الضحايا.
عقوبات التحرش وفقًا للقانون المصري
وفقًا للمادة 306 مكرر (أ) من القانون رقم 141 لسنة 2021، فإن العقوبة المقررة لمن يتعرض للغير بالتحرش في مكان عام أو خاص سواء من خلال الإشارة أو القول أو الفعل أو بأي وسيلة، بما في ذلك وسائل الاتصال الإلكترونية أو التكنولوجية، تصل إلى الحبس لمدة لا تقل عن سنتين ولا تتجاوز أربع سنوات، بالإضافة إلى غرامة تتراوح بين 100 ألف جنيه و200 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وفي حال قام الجاني بتكرار الفعل، سواء عن طريق الملاحقة أو التتبع للمجني عليه، فإن العقوبة تصبح أشد، حيث ينص القانون على حبس لا يقل عن ثلاث سنوات ولا يتجاوز خمس سنوات، مع غرامة تتراوح بين 200 ألف جنيه و300 ألف جنيه، وإذا تكررت الجريمة مرة أخرى، يتم مضاعفة العقوبة سواء من حيث مدة الحبس أو قيمة الغرامة.
تشديد العقوبات في حالات خاصة
أضاف القانون تعديلات أكثر صرامة في حالات معينة، حيث أوضحت المادة 306 مكرر (ب) أن الجريمة تُعد تحرشًا جنسيًا إذا ارتكب الفعل بقصد حصول الجاني على منفعة ذات طبيعة جنسية من المجني عليه، وهنا تكون العقوبة بالسجن لمدة لا تقل عن خمس سنوات.
كما حدد القانون حالات تُشدد فيها العقوبة إلى أقصى درجاتها، ومنها إذا كان الجاني يتمتع بسلطة وظيفية أو دراسية أو أسرية على المجني عليه، أو كان من المتولين تربيته أو ملاحظته، أو كان من أصول المجني عليه، كما تشمل العقوبة من يعمل كخادم بالأجرة لدى الضحية، وفي حالة ارتكاب الجريمة من قبل شخصين فأكثر أو إذا كان أحد الجناة يحمل سلاحًا، تصبح العقوبة السجن لمدة لا تقل عن سبع سنوات.
أهمية الدراما في تسليط الضوء على القضايا المجتمعية
يؤكد مسلسل “إخواتي” الدور الكبير الذي تلعبه الدراما في مناقشة القضايا الاجتماعية وإثارة الرأي العام حولها، حيث أصبح الفن وسيلة مؤثرة في نشر الوعي وتغيير المفاهيم الخاطئة حول بعض الظواهر المجتمعية، ومن خلال تسليط الضوء على قضية التحرش في بيئة العمل، يفتح المسلسل باب النقاش حول ضرورة تفعيل القوانين لحماية الضحايا، وتشجيع المتضررين على الإبلاغ عن المتحرشين لضمان بيئة عمل آمنة للجميع.
كما يعكس العمل الدرامي تأثير التحرش على الضحايا نفسيًا واجتماعيًا، حيث تلجأ بعضهن إلى الصمت خوفًا من فقدان وظائفهن أو التعرض للتشهير، بينما تضطر أخريات إلى مواجهته بطرق قد تكون عنيفة كما حدث مع شخصية “سُهى”، الأمر الذي يوضح مدى الأثر السلبي لهذه الجريمة على المجتمع بأكمله وليس على الأفراد فقط.
رسالة قوية لحماية حقوق المرأة
يأتي مسلسل “إخواتي” ليؤكد أهمية دور المرأة في المجتمع وضرورة حمايتها من الانتهاكات التي قد تتعرض لها في بيئة العمل أو في أي مكان آخر، كما يعكس مدى التقدم الذي شهدته القوانين المصرية في التعامل مع مثل هذه الجرائم، حيث أصبحت العقوبات أكثر صرامة لردع الجناة وضمان تحقيق العدالة للضحايا.
وتظل مسألة التوعية بالقوانين والتشجيع على الإبلاغ عن جرائم التحرش من أهم الخطوات اللازمة لمكافحة هذه الظاهرة، إذ أن تطبيق القوانين وحده لا يكفي، بل يجب أن يكون هناك وعي مجتمعي بضرورة حماية حقوق الأفراد ومحاسبة المخطئين حتى يصبح المجتمع أكثر أمانًا واحترامًا للجميع.