العاشر من رمضان.. يوم خالد للملحمة العظيمة في ذاكرة الأمة المصرية
يحل علينا اليوم ذكرى العاشر من رمضان لعام 1973 هو يوم سيل دماء الشهداء التي مُزجت بتراب سيناء، في تجسيد لأروع آيات التضحية في سبيل الوطن، فلم يؤثر الصوم على عزيمة الجنود، واستُبدلت أحلامهم بدلا من الارتواء بقطرات الماء لبذل قطرات الدماء، في مشهد يحاوطه معية الإله، لنخلد بذلك ذكرى الانتصار العظيم، ذكرى انتصار السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان.
وفي لمحات تاريخية لملحمة العاشر من رمضان العظيمة يستعرض “القارئ نيوز” تفاصيل حرب أكتوبر:
بداية حرب أكتوبر 1973
تعتبر حرب أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان كما تعرف في مصر أو حرب تشرين التحريرية كما تعرف في سوريا أو حرب يوم الغفران كما تعرف في إسرائيل، وهي حرب شنتها كل من مصر وسوريا في وقتٍ واحدٍ على إسرائيل عام 1973 وهي رابع الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1948 «حرب فلسطين» وحرب 1956 «حرب السويس» وحرب 1967 «حرب الستة أيام» بخلاف حرب الاستنزاف «1967-1970»، التي لم تكن مواجهات عسكرية مباشرة ومستمرة بين الطرفين.
ولكن غارات وعمليات عسكرية متفرقة، وكانت إسرائيل في الحرب الثالثة «حرب 1967» قد احتلت شبه جزيرة سيناء من مصر وهضبة الجولان من سوريا، بالإضافة إلى الضفة الغربية التي كانت تحت الحكم الأردني وقطاع غزة الخاضع آنذاك لحكم عسكري مصري.
وبدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق 10 رمضان 1393 هـ بتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين على القوات الإسرائيلية، أحدهما للجيش المصري على جبهة سيناء المحتلة وآخر للجيش السوري على جبهة هضبة الجولان المحتلة، وقد ساهمت في الحرب بعض الدول العربية سواء بالدعم العسكري أو الاقتصادي.
كواليس الاستعداد لحرب أكتوبر
جدير بالذكر أن، السيدة جيهان السادات، زوجة الرئيس الراحل أنور السادات، كانت قد تحدثت عن كواليس اليوم الذى سبق يوم المعركة، وقالت في عدة لقاءات تليفزيونية: «قرار حرب أكتوبر من أصعب القرارات التي اتخذت في حياة مصر، وكان بمثابة مسألة حياة أو موت»، كما نفت علمها بموعد الحرب، وأشارت إلى أنها صباح يوم 5 أكتوبر، كانت تمارس رياضة المشي لمدة ساعة مع زوجها الزعيم الراحل في حديقة منزلهما كعاداتهما اليومية، تلك العادة التي حرص عليها الزعيم لأنها كانت تحسن من حالته المزاجية ببداية اليوم.
وقالت جيهان السادات: «كنت أشعر أن موعد العملية قد اقترب وأنا أسير معه في الحديقة في ذلك اليوم أهون عليه وأدعمه وأؤكد له إن النصر سيكون حليفه وإذا هزم سوف يحترمه العالم وشعب مصر لأنه لم يستسلم للإحتلال ولكن السادات وقف فجأة ونظر للسماء وقال بإذن الله سأنتصر، وشعرت في ذلك الوقت براحة شديدة جداً ودعيت له، ثم طلب منى أن أحضر له حقيبته وذهب بها إلى قصر الطاهرة».
وتحدثت جيهان السادات، عن يوم 6 أكتوبر واستقبالها لإعلان الحرب، قائلة: «لا أحد يعلم موعد حرب أكتوبر سوى القادة، وعندما سمعت بدء الاشتباكات كنت في قمة سعادتي وأسرعت إلى الهلال الأحمر واجتمعت بالسيدات فإننا لدينا خبرة في التعامل مع هذه المواقف منذ تطوعنا في عام 1967 وهذا أقل واجب نقدمه تجاه بلادنا وأولادنا الذين أتصابوا في الحرب».
ماذا حدث فى حرب أكتوبر 1973؟
حاول الجنود الإسرائيليون في صباح 14 أكتوبر 1973، تدمير القواعد الجوية بالمنصورة والصالحية بدلتا النيل، في محاولات للرد على الهجوم المصري بحرب 6 أكتوبر 1973.
وأرسلت إسرائيل حوالي 120 طائرة إلى القواعد الجوية بالمنصورة في وقت واحد، وكان الطائرات من طرازي "فانتوم، إيه سكاي".
الرد المصري على إسرائيل
بعد أن هاجم العدو الإسرائيلي مصر بـ 120 طائرة مقاتلة في آن واحد، أرسلت مصر وخاصة مطارات المنصورة حوالي 62 طائرة مقاتلة مصرية لمواجهتها، ودارت أطول وأشرس معركة جوية ضمن معارك نصر أكتوبر المجيد.
الشجاعة تغلب الكثرة
ورغم التفوق العددي والتقني لطائرات العدو الإسرائيلي، إلا أن شجاعة القوات المصرية ورغبتهم الشديدة في هزم العدو مكنتهم من مواجهته بل والانتصار عليه.
فاستطاعت القوات الجوية للجيش المصري هزيمة العدو وإسقاط 18 طائرة من طائراته، واضطرت باقي الطائرات للهرب، وبينما دمرت 18 طائرة من طائرات العدو، على أرض الدلتا، لم يتم تدمير إلا 3 طائرات مصرية.
مدة المعارك الجوية
وبحسب المقاييس العسكرية فيما يتعلق بـ معركة جوية، تستغرق المعارك الجوية حوالي من دقيقتين إلى 3 دقائق على الأكثر.
ولكن قررت مصر أن تكسر هذه المقاييس حيث استمرت الحرب الجوية بين مصر وإسرائيل لحوالي 53 دقيقة، وأول معركة جوية مباشرة بين سلاح الطيران بين طائرة وأخرى.
بيان النصر
وتم إذاعة البيان رقم 39 الصادر من القيادة العامة بالقوات المسلحة، الساعة العاشرة من مساء يوم 14 أكتوبر، الذي يوضح أحداث معركة المنصورة وتدمير طائرات العدو وإصابة 3 طائرات مصرية، ولهذا السبب يتم الاحتفال باليوم الرابع عشر من أكتوبر من كل عام كعيد للقوات الجوية ودليل على انتصارها.
