كيف تتعامل مع صدمات طفلك؟.. نصائح مستوحاة من مسلسل لام شمسية

يسلط مسلسل “لام شمسية” الذي يُعرض خلال النصف الثاني من شهر رمضان الجاري الضوء على قضية حساسة ومهمة وهي التحرش الجنسي بالأطفال وأهمية التوعية بهذا الأمر، ورغم حساسية الموضوع فإن الحديث عنه أمر ضروري لحماية الأطفال وتوعيتهم.
ومن هذا المنطلق يستعرض "القارئ نيوز" في هذا المقال كيفية التعامل مع الطفل المعتدى عليه وفقًا لموقع “americanspcc”.
التحكم في المشاعر عند معرفة الاعتداء على خطى لام شمسية
عند معرفة أن طفلك قد تعرض للاعتداء مثل لام شمسية، من الطبيعي أن تشعر بالغضب أو الحزن أو الصدمة، لكن من المهم أن تتحكم في مشاعرك حتى لا يشعر الطفل بالذنب أو الخوف من رد فعلك، قد يكون من المفيد التحدث إلى مستشار نفسي أو معالج ليساعدك في إدارة مشاعرك بطريقة صحية، فمن الضروري أن تبقى هادئًا ومتماسكًا لأن طفلك يعتمد عليك للحصول على الدعم والحماية والتوجيه، كما يمكنك طلب المساعدة من الأصدقاء أو العائلة أو حتى الانضمام إلى مجموعة دعم تساعدك على التعامل مع مشاعرك أثناء دعم طفلك في رحلة التعافي.
تقديم الدعم العاطفي للطفل على خطى لام شمسية
يحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى الشعور بالأمان والطمأنينة، لذا تأكد من إخباره بشكل متكرر أنك تحبه وأن ما حدث ليس خطأه، كرر له دائمًا أنه ليس مسؤولًا عن هذا الاعتداء وأنك ستفعل كل ما في وسعك لحمايته، طمأنته المستمرة تعزز ثقته بك وتساعده في تجاوز هذه الصدمة، فالإحساس بالأمان من أهم الخطوات التي تساعد الطفل على التعافي من آثار الاعتداء.
تصديق الطفل ودعمه مثل لام شمسية
عندما يخبرك طفلك بما حدث، استمع إليه جيدًا واشكره على ثقته بك وإفصاحه عما جرى، من الضروري أن يشعر الطفل أنك تصدقه وتدعم مشاعره، حتى لو كان من الصعب عليك تصديق ما يقوله، فالإفصاحات الكاذبة عن الاعتداءات الجنسية نادرة جدًا، تجنب توجيه الأسئلة التي تجبر الطفل على تقديم إجابات دقيقة، بل دعه يعبر عما يشعر به بطريقته الخاصة، واحرص على أن يكون رد فعلك هادئًا حتى لا يشعر بالخوف أو الذنب.
استعادة إحساس الطفل بالأمان
بعد تعرض الطفل للاعتداء قد يفقد ثقته في قدرة البالغين على حمايته، لذلك من الضروري اتخاذ خطوات لإعادة إحساسه بالأمان، ضع خطة واضحة مع أفراد العائلة أو المسؤولين عن رعاية الطفل لضمان عدم تواصله مع المعتدي مجددًا، قلل من الاتصال غير الخاضع للإشراف مع أي شخص قد يشكل خطرًا عليه، ووضح للطفل أنه أصبح الآن في أمان وأنك ستفعل كل ما بوسعك لحمايته في المستقبل.
التأكيد على أن الطفل ليس مسؤولًا عن ما حدث
من الشائع أن يشعر ضحايا التحرش بالعار أو لوم الذات، لذلك يجب أن تؤكد لطفلك بشكل مستمر أن ما تعرض له ليس خطأه أبدًا، وأن الشخص المعتدي هو المسؤول الوحيد عن هذا الفعل المؤذي، ذكره دائمًا بأن لا شيء فعله أو قاله يمكن أن يبرر ما حدث، فهذه الطمأنينة تساعد في تقليل مشاعر الذنب والخجل التي قد تلازمه لفترة طويلة.
دعم الطفل نفسيًا وعاطفيًا
إلى جانب الدعم العاطفي اليومي، قد يكون من الضروري الحصول على مساعدة متخصصة من معالج نفسي للأطفال، حيث يمكن للجلسات العلاجية أن تساعد الطفل على فهم مشاعره والتعامل معها بطريقة صحية، كما أن العلاج يمكن أن يخفف من الآثار النفسية طويلة الأمد التي قد تنتج عن الاعتداء، لا تتردد في طلب المساعدة من المختصين لضمان تعافي طفلك بطريقة صحيحة وسليمة.
كيفية التحدث مع الطفل عن الاعتداء
يجب أن يكون الحوار مع الطفل بسيطًا وهادئًا، تجنب استخدام ألفاظ معقدة أو مخيفة، واشرح له بطريقة تناسب عمره أن ما حدث لم يكن صحيحًا وأنه ليس مذنبًا بأي شكل من الأشكال، شجع الطفل على التحدث عن مشاعره وأفكاره، وأخبره أنك دائمًا متاح للاستماع إليه دون أن يغضبك ما يقوله أو يجعلك تغير معاملتك له.
أهمية التوعية والوقاية
لحماية الطفل من التعرض لمثل هذه الاعتداءات في المستقبل، من الضروري تعليمه بعض القواعد الأساسية مثل حدود جسده وحقه في رفض أي لمس غير مريح، علمه أن يثق في حدسه وأن يخبرك على الفور إذا شعر بعدم الارتياح تجاه أي شخص، كما يجب تعزيز ثقته بنفسه وتمكينه من التحدث بحرية عن مشاعره دون خوف.
التعامل مع صدمة التحرش الجنسي عند الأطفال يتطلب الصبر والدعم المستمر، فالأمر ليس سهلاً لا على الطفل ولا على الأسرة، لكن مع الحب والتفهم والمساندة، يمكن للطفل تجاوز هذه المحنة واستعادة ثقته بنفسه وبالعالم من حوله.