الثلاثاء 01 أبريل 2025 الموافق 03 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

حدث في 20رمضان.. يوم غير مجرى التاريخ بفتح مكة وبناء مسجد القيروان

الفتوحات الإسلامية
الفتوحات الإسلامية

في اليوم العشرين من شهر رمضان في العام الثامن للهجرة، شهد العالم الإسلامي حدثًا عظيمًا غير مجرى التاريخ وهو فتح مكة أعظم الفتوحات الإسلامية، حيث دخل المسلمون بقيادة النبي محمد ﷺ مكة المكرمة فاتحين بعد سنوات طويلة من الصراع مع قريش، وقد كان هذا الفتح تتويجًا لمسيرة الدعوة الإسلامية وإيذانًا ببداية عهد جديد من التسامح والعفو ونشر الإسلام في الجزيرة العربية.

عندما وصل النبي محمد ﷺ إلى مكة واطمأن الناس، اتجه إلى الكعبة المشرفة وطاف حولها وهو يحمل قوسًا، وأخذ يطعن الأصنام المنصوبة حولها قائلًا: “جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا”، وأمر بتحطيم الأصنام والصور التي كانت داخل الكعبة لتطهيرها من مظاهر الشرك، وبعد تطهير الكعبة أمر النبي بلال بن رباح رضي الله عنه أن يصعد إلى الكعبة ويؤذن، ليعلن للعالم أن الإسلام أصبح هو الدين الغالب في مكة.

كان لفتح مكة أثر بالغ في نفوس أهلها، حيث اعتنق كثير منهم الإسلام بعد أن رأوا عفو النبي الكريم رغم قدرتهم على الانتقام، وكان من أبرز من دخلوا الإسلام بعد الفتح: أبو سفيان بن حرب، وزوجته هند بنت عتبة، وعكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، وأبو قحافة والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهم، ليصبح فتح مكة نقطة تحول في انتشار الدعوة الإسلامية وتوسّعها.

بناء مسجد القيروان.. منارة الإسلام في شمال إفريقيا

في 20 رمضان من العام 55 هـ، شهد العالم الإسلامي حدثًا عظيمًا آخر وهو الانتهاء من بناء مسجد القيروان، الذي أسسه القائد المسلم عقبة بن نافع بعد فتحه لإفريقية (تونس حاليًا).

يعد مسجد القيروان من أقدم المساجد في العالم الإسلامي وأهمها، حيث أصبح مركزًا علميًا ودعويًا لنشر الإسلام في المنطقة، وقد تم بناؤه ليكون حصنًا يحمي المسلمين من غارات الأعداء ومقرًا للدعوة الإسلامية.

كان المسجد عند إنشائه بسيطًا في بنائه وصغير المساحة، إذ استندت أسقفه على الأعمدة مباشرة دون عقود، ولكنه سرعان ما تحول إلى منارة علمية ودينية، حيث أصبح معقلًا للفقهاء والعلماء الذين نشروا تعاليم الإسلام في شمال إفريقيا.

ميلاد محمد بن القاسم الثقفي.. فاتح السند

وفي 20 رمضان عام 72 هـ، وُلد محمد بن القاسم الثقفي، أحد أعظم القادة العسكريين في التاريخ الإسلامي، والذي عُرف بأنه فاتح بلاد السند (باكستان حاليًا).

نشأ محمد بن القاسم في أسرة قوية، وكان والده واليًا على البصرة وابن عم الحجاج بن يوسف الثقفي، وقد برزت مواهبه العسكرية مبكرًا، فعينه الحجاج قائدًا لجيش مكوّن من 20 ألف مقاتل من صفوة الجنود لفتح بلاد السند.

تمكن محمد بن القاسم خلال حملته من اجتياز حدود إيران والوصول إلى السند عام 90 هـ، وبعد معارك طويلة، واجه جيش “راجا داهر” ملك السند في معركة فاصلة عام 92 هـ، وانتصر المسلمون انتصارًا ساحقًا، حيث قتل الملك وفتحت عاصمة السند، ليصبح هذا الفتح نقطة انطلاق الإسلام في شبه القارة الهندية.

ورغم إنجازاته العسكرية البارزة، توفي محمد بن القاسم في عام 95 هـ عن عمر يناهز 23 عامًا، ليظل اسمه محفورًا في سجل الفاتحين العظام.

ميلاد سيف الدين قطز.. بطل عين جالوت وقاهر التتار

وفي 20 رمضان عام 652 هـ، وُلد السلطان المملوكي سيف الدين قطز، الذي يعد أحد أبرز قادة المسلمين في مواجهة التتار، حيث قاد جيش المسلمين في معركة عين جالوت عام 658 هـ، وحقق نصرًا عظيمًا أوقف زحف التتار وأنقذ العالم الإسلامي من خطرهم.

تولى قطز حكم مصر في وقت كانت فيه الدولة الإسلامية تمر بأزمة خطيرة بسبب زحف التتار، فقام بإعادة تنظيم الجيش، وتحفيز المسلمين على الجهاد، ونجح في التصدي للتتار وهزيمتهم في معركة عين جالوت التي اعتُبرت واحدة من أعظم المعارك في التاريخ الإسلامي.

ورغم إنجازه العسكري العظيم، اغتيل قطز على يد بعض أمراء المماليك بعد عودته من المعركة في ظروف غامضة، لكنه بقي في ذاكرة التاريخ بطلًا أنقذ الأمة الإسلامية من خطر الفناء.

رحيل آلاف الأندلسيين من قرطبة بعد فشل الثورة

في 20 رمضان من عام 202 هـ، شهدت الأندلس حدثًا مأساويًا حين رحل آلاف الأندلسيين من قرطبة بعد فشل ثورتهم ضد الأمير الحكم بن هشام، الذي ردّ على الثورة بقسوة شديدة، فهدم منازل الثوار وشردهم في أنحاء البلاد.

توجهت مجموعة من الثوار يبلغ عددهم نحو 15 ألفًا إلى مصر، ثم إلى جزيرة كريت (أقريطش) عام 212 هـ، حيث أسسوا بها دولة مستقلة استمرت أكثر من قرن.

فتح المسلمون مدينة بابك الخرمي والقضاء على فتنة الخرميين

وفي 20 رمضان عام 222 هـ، تمكن المسلمون بقيادة القائد العباسي الأفشين من فتح مدينة بابك الخرمي والقضاء على تمرده الذي كان يمثل تهديدًا كبيرًا للدولة العباسية.

كان بابك الخرمي قد ادّعى الألوهية وأسس طائفة منحرفة تدعو للانحلال والخروج عن تعاليم الإسلام، واستولى على أذربيجان بمساعدة ملك أرمينيا والإمبراطور البيزنطي، وحقق عدة انتصارات على العباسيين، لكن قوته بدأت تتلاشى تدريجيًا.

نجح القائد العباسي الأفشين في اقتحام عاصمة بابك “البذ” وأسر بابك وأخاه، وتم إعدامهما في بغداد في صفر عام 223 هـ، لتُطوى بذلك صفحة من صفحات الفتن التي هددت وحدة العالم الإسلامي.

تم نسخ الرابط