مثل مسلسل لام شمسية.. احذر الآثار السلبية لألعاب الفيديو على الأطفال

يعود مسلسل “لام شمسية” ليطرح واحدة من القضايا الاجتماعية الشائكة التي تؤرق العديد من الأسر، حيث يناقش المسلسل في أحداثه تأثير التحرش بالأطفال على الضحية نفسيًا واجتماعيًا، ويعرض كيف يمكن لهذه التجربة المؤلمة أن تؤدي إلى انعزال الطفل وظهور مشكلات سلوكية خطيرة.
وتشارك في بطولة مسلسل “لام شمسية” الفنانة أمينة خليل والفنان أحمد السعدني، إلى جانب نخبة من النجوم، ويُعرض خلال النصف الثاني من شهر رمضان، ويكشف العمل جوانب خفية من التأثيرات النفسية التي يواجهها الطفل بعد تعرضه للتحرش.
أحداث مسلسل “لام شمسية”
تدور أحداث مسلسل “لام شمسية” حول يوسف، ابن الفنان أحمد السعدني، الذي يعاني من اضطرابات نفسية بعد تعرضه للتحرش، حيث يصبح أكثر انعزالًا وعدوانية تجاه زملائه في المدرسة والمحيطين به، ويبدأ في البحث عن ملاذ للهروب من واقعه المؤلم، ليجد نفسه غارقًا في عالم ألعاب الفيديو كوسيلة للهروب من الصدمة والتخفيف من معاناته.
ألعاب الفيديو.. وسيلة هروب أم خطر خفي؟
رغم أن ألعاب الفيديو أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة الأطفال والمراهقين في العصر الحالي، إلا أن لها تأثيرات سلبية قد تؤدي إلى مشكلات نفسية واجتماعية وصحية إذا لم يتم التحكم في استخدامها بشكل صحيح، وفي حالة يوسف في مسلسل “لام شمسية”، أصبح انغماسه في الألعاب محاولة للهروب من الواقع المؤلم الذي يعيشه، مما ألقى الضوء على ضرورة مراقبة استخدام الأطفال للتكنولوجيا ومدى تأثيرها على سلوكهم.

5 مخاطر لألعاب الفيديو على الأبناء مثل مسلسل “لام شمسية”
وفقًا لما ذكره موقع “childrens”، هناك عدة مخاطر مثل مسلسل لام الشمسية مرتبطة بالإفراط في لعب ألعاب الفيديو، والتي يمكن أن تؤثر على الصحة النفسية والجسدية والاجتماعية للأطفال، ومن أبرز هذه المخاطر:
1. قلة التفاعل الاجتماعي
إدمان الأطفال لألعاب الفيديو لساعات طويلة يؤدي إلى عزلة اجتماعية، حيث يُفضّل الطفل قضاء الوقت بمفرده أمام الشاشة بدلاً من التفاعل مع الأصدقاء والعائلة، وهذا الانعزال يؤثر بشكل مباشر على نموه الاجتماعي وقدرته على بناء علاقات صحية مع الآخرين، كما يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات التواصل وصعوبة التعبير عن المشاعر.
2. قلة النوم والإرهاق
تُسبب الأجهزة الإلكترونية إجهادًا للعين والعقل، مما يجعل الأطفال في حالة استيقاظ مستمر، إذ يدفعهم الحماس والرغبة في الفوز إلى اللعب لساعات متأخرة من الليل، مما يؤثر على جودة نومهم ويجعلهم عرضة للإرهاق والتعب المستمر خلال اليوم التالي، وهو ما يؤدي إلى تراجع الأداء الدراسي وانخفاض مستوى التركيز.
3. ضعف التركيز وتأخر الأداء الدراسي
مع الاستمرار في لعب ألعاب الفيديو لساعات طويلة، يعاني الطفل من تشتت الانتباه وضعف القدرة على التركيز، حيث يجد صعوبة في الاستيقاظ صباحًا والانخراط في الأنشطة اليومية، كما أن قلة النوم الناتجة عن اللعب المتأخر تؤدي إلى التكاسل وتأجيل المهام الدراسية، مما يؤثر على التحصيل الأكاديمي بشكل واضح.
4. التعرض لمخاطر إلكترونية
تتضمن بعض الألعاب مقاطع فيديو إعلانية غير مناسبة أو مهام تتطلب تنفيذ تحديات خطيرة قد تؤذي الأطفال نفسيًا وجسديًا، وقد يستغل بعض المحتالين الإلكترونيين هذه الألعاب لاستدراج الأطفال إلى مواقف خطيرة، لذا يُنصح بوجود الآباء أثناء لعب الأطفال لمراقبة المحتوى والتحدث معهم بانتظام حول طبيعة الألعاب التي يمارسونها.
5. التأثير السلبي على الصحة البدنية
الإفراط في اللعب الإلكتروني يؤدي إلى نقص النشاط البدني، حيث يقضي الأطفال ساعات طويلة جالسين أمام الشاشات، مما يزيد من خطر الإصابة بزيادة الوزن والسمنة نتيجة قلة الحركة، كما يمكن أن يتسبب في مشكلات صحية أخرى مثل ضعف العضلات وآلام الرقبة والظهر، إلى جانب إجهاد العينين وتأثيرات سلبية على السمع بسبب الأصوات العالية.

كيف يمكن حماية الأبناء من مخاطر ألعاب الفيديو؟
لضمان الاستخدام الآمن لألعاب الفيديو، من الضروري أن يضع الآباء حدودًا زمنية لممارسة الألعاب، والتأكد من اختيار ألعاب تناسب العمر وتقديم محتوى آمن وتعليمي، كما يُفضَّل تشجيع الأطفال على ممارسة أنشطة بدنية وتخصيص وقت للتفاعل الاجتماعي المباشر مع العائلة والأصدقاء، بالإضافة إلى التواصل المستمر مع الأبناء لفهم مخاوفهم ومشاعرهم، خاصةً في الحالات التي يمر فيها الطفل بتجربة صعبة مثل التي يعرضها مسلسل “لام شمسية”.
يعكس مسلسل لام شمسية قضية شديدة الأهمية تحتاج إلى وعي مجتمعي وتكاتف من الأسرة لحماية الأطفال من الآثار النفسية والاجتماعية للتحرش، ويؤكد على أهمية دور الأهل في تقديم الدعم النفسي والرقابة على استخدام الأطفال للتكنولوجيا بما يضمن سلامتهم النفسية والجسدية.