السبت 22 مارس 2025 الموافق 22 رمضان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

صلاة التهجد وقيام الليل: ما الفرق بينهما وأفضل وقت لأدائهما؟

صلاة التهجد وقيام
صلاة التهجد وقيام الليل

أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن صلاة التهجد تتطلب نفس الشروط الأساسية التي تُشترط في سائر الصلوات، وتشمل هذه الشروط الطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر، وطهارة الثوب والبدن والمكان من النجاسة، بالإضافة إلى ضرورة ستر العورة واستقبال القبلة وأداء الصلاة في وقتها المشروع.

وأوضح الدكتور علي جمعة أن قيام الليل يبدأ وقته من بعد صلاة العشاء ويمتد حتى طلوع الفجر، ويجوز أداؤها سواء بعد النوم أو قبله، فمن صلى قبل أن ينام لا حرج عليه، ومن نام ثم استيقظ وصلى فلا حرج أيضًا، وأشار إلى أن بعض الفقهاء يطلقون على صلاة الليل بعد الاستيقاظ من النوم اسم التهجد، موضحًا أن أفضل وقت للتهجد هو الثلث الأخير من الليل، لمن ظن أنه سيتمكن من القيام فيه.

هل تغني صلاة التهجد عن صلاة التراويح؟

فيما يتعلق بسؤال هل صلاة التهجد تغني عن صلاة التراويح؟، أجاب الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، بأن صلاة التراويح هي الصلاة المخصوصة بليالي شهر رمضان، بينما صلاة التهجد يمكن أداؤها في أي وقت من العام، سواء في رمضان أو غيره، ويُطلق على الصلاتين معًا قيام الليل.

وشدد الدكتور مجدي عاشور على أن صلاة التهجد لا تغني عن التراويح، إذ أن كل صلاة مستقلة بذاتها، موضحًا أن الأولى أداء صلاة التراويح خلال شهر رمضان، ثم يمكن للمسلم أن يزيد من الطاعات بأداء صلاة التهجد إذا استطاع، مؤكدًا أنه في حال تعذر أداء التراويح يمكن اعتبار التهجد بمثابة قيام الليل، لكن صلاة التراويح تبقى الأولوية في رمضان.

دعاء النبي في صلاة التهجد وقيام الليل

كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم– حين يقوم بالتهجد يتوجه إلى الله بأدعية عظيمة تعبر عن التوحيد والتسليم، وقد ورد عنه أنه كان يقول:

«اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ».

الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل

يخلط البعض بين صلاة التهجد وقيام الليل، لكن هناك فرقًا واضحًا بينهما من حيث التعريف والوقت، حيث يُعتبر التهجد جزءًا من قيام الليل، فكل تهجد هو قيام ليل، لكن ليس كل قيام ليل يُسمى تهجدًا.

وقد أوضح الفقهاء أن قيام الليل يشمل أي عبادة تُؤدى خلال الفترة من بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر، سواء كانت صلاة أو ذكرًا أو قراءة القرآن، بينما التهجد يُطلق تحديدًا على الصلاة بعد الاستيقاظ من النوم ليلًا، واستشهد العلماء بما رواه الحجاج بن عمرو رضي الله عنه، حيث قال: “إنما التهجد أن يُصلي الرجل الصلاة بعد رقدة ثم الصلاة بعد رقدة، وتلك كانت صلاة رسول الله –صلى الله عليه وسلم–”.

أفضل وقت لصلاة التهجد وقيام الليل

أما عن أفضل وقت لأداء صلاة التهجد وقيام الليل، فقد أشار الفقهاء إلى أن أفضل الأوقات يقع في الثلث الأخير من الليل، استنادًا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي –صلى الله عليه وسلم– قال: “ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟” متفق عليه.

وقد ورد عن النبي –صلى الله عليه وسلم– أن أفضل صلاة هي صلاة داود، حيث كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه ثم ينام سدسه، مما يدل على فضل أداء الصلاة في هذا الوقت من الليل، لذا فإن تقسيم الليل إلى ثلاثة أقسام يجعل الثلث الأخير هو الأفضل لمن يستطيع القيام فيه.

كيفية أداء صلاة التهجد وقيام الليل

يجوز أداء قيام الليل بركعتين على الأقل، ويستحب الإطالة في القراءة والخشوع أثناء الصلاة، ويمكن أن تؤدى الصلاة فرادى أو جماعة في المسجد، خاصة في شهر رمضان حيث تُؤدى صلاة التراويح جماعة ويجوز بعدها أداء التهجد.

يبدأ المسلم الصلاة بنيّة قيام الليل أو التهجد، ويُستحب أن يختم الصلاة بركعة وتر امتثالًا لهدي النبي –صلى الله عليه وسلم– الذي قال: “اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا”.

ويُستحب أيضًا أن يدعو المسلم بعد الصلاة بما يشاء من أدعية مأثورة أو حاجاته الخاصة، متضرعًا إلى الله ومتوسلًا إليه برحمته ومغفرته.

تم نسخ الرابط