هل قيمة زكاة الفطر 2025 هى 35 جنيهًا للجميع؟.. الإفتاء توضح

مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، يتزايد اهتمام المسلمين بإخراج زكاة الفطر، حيث تُعد فرضًا واجبًا على كل مسلم قادر، ويحرص الكثيرون على معرفة قيمتها وطريقة إخراجها لضمان تأديتها بشكل صحيح وموافق للشريعة الإسلامية، وتأتي زكاة الفطر كواحدة من الشعائر الإسلامية المهمة التي تهدف إلى تطهير الصائم من اللغو والرفث وتقديم المساعدة للمحتاجين وإدخال السرور على قلوب الفقراء في يوم عيد الفطر المبارك.

قيمة زكاة الفطر لهذا العام

حددت دار الإفتاء المصرية قيمة زكاة الفطر لعام 1446هـ/2025م بمبلغ 35 جنيهًا كحد أدنى عن كل فرد، مشيرة إلى أن هذا المبلغ يعادل 2.5 كيلوجرام من القمح، وهو غالب قوت أهل مصر، كما أوضحت دار الإفتاء أن هذه القيمة تمثل الحد الأدنى، ويُستحب لمن وسّع الله عليه أن يزيد عن هذا المبلغ تقربًا إلى الله، ونيلًا لمزيد من الأجر والثواب.

وأكد الدكتور نظير عياد، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم لديه ما يكفيه وأسرته من قوت يومه وليله، موضحًا أن دار الإفتاء المصرية أخذت برأي الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا بدلًا من الحبوب، وذلك مراعاة لحاجة الفقراء وتيسيرًا عليهم في قضاء حوائجهم، وهو الرأي الذي استقرت عليه الفتوى في العصر الحديث.

وقت إخراج زكاة الفطر

يمكن إخراج زكاة الفطر من أول يوم في شهر رمضان وحتى قبل صلاة عيد الفطر، وقد شددت دار الإفتاء على ضرورة تعجيل إخراج زكاة الفطر حتى تصل إلى مستحقيها في الوقت المناسب، حيث يعيش كثير من الناس في ظروف اقتصادية صعبة، ويكونون بحاجة ماسة إلى الدعم والمساعدة.

وأوضح الدكتور نظير عياد أن إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد يعد صدقة من الصدقات ولا يُحسب من زكاة الفطر، مستشهدًا بما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهرةً للصائم من اللغو والرفث وطُعمةً للمساكين، فمن أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات”.

حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا

على الرغم من أن الأصل في زكاة الفطر هو إخراجها من الحبوب والطعام، إلا أن العديد من الفقهاء أجازوا إخراجها نقدًا، وذلك لتمكين الفقراء من شراء ما يحتاجونه فعليًا، وقد أيد هذا الرأي العديد من الصحابة مثل عمر بن الخطاب، وابنه عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم.

واستشهدت دار الإفتاء بما ورد في صحيح البخاري عن معاذ بن جبل عندما قال لأهل اليمن: “ائتوني بعرضٍ؛ ثيابٍ خميصٍ أو لبوسٍ في الصدقة مكان الشعير والذرة؛ فهو أهون عليكم، وخير لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة”، مما يؤكد جواز إخراج القيمة بدلًا من الحبوب إذا كان ذلك أنفع وأيسر للفقراء.

من تجب عليه زكاة الفطر؟

تجب زكاة الفطر على كل مسلم، صغيرًا أو كبيرًا، غنيًا أو فقيرًا، بشرط أن يمتلك ما يزيد عن حاجته وحاجة من يعولهم يوم العيد وليلته، ويخرج المسلم زكاة الفطر عن نفسه، وعن كل من تلزمه نفقتهم من زوجة وأبناء ووالدين إذا كانوا في عُهدته، وفي حال كان المسلم معسرًا ولا يملك ما يكفيه ولا يتبقى لديه شيء بعد مصروفاته الأساسية، فلا تجب عليه زكاة الفطر.

الاختلاف في موعد آخر وقت لإخراج زكاة الفطر

اختلف الفقهاء حول موعد آخر وقت لإخراج زكاة الفطر على قولين رئيسيين:

1.قبل صلاة العيد:

يرى الظاهرية وابن القيم والشوكاني وغيرهم أن آخر وقت لإخراج زكاة الفطر هو قبل أداء صلاة عيد الفطر، ويستدلون على ذلك بحديث ابن عباس رضي الله عنه: “من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات”، وبالتالي، يُعتبر إخراجها بعد الصلاة تفويتًا لأداء هذه الشعيرة على وجهها الصحيح.

2.غروب شمس يوم العيد:

ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن آخر وقت لإخراج زكاة الفطر يمتد حتى غروب شمس يوم العيد، ويستدلون بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: “كنا نخرج زكاة الفطر عن كل صغير وكبير، حر أو عبد، صاعًا من طعام، أو صاعًا من شعير، أو صاعًا من تمر”، ويرى أصحاب هذا القول أن اليوم يُقصد به النهار بأكمله، وأنه لا حرج في إخراج زكاة الفطر طوال يوم العيد قبل غروب الشمس.

الحكمة من تشريع زكاة الفطر

فرض الله تعالى زكاة الفطر لحكم عظيمة منها:

تطهير الصائم من اللغو والرفث والنقص الذي قد يشوب صيامه.

إغناء الفقراء والمحتاجين في يوم العيد وإدخال السرور إلى قلوبهم.

تعزيز روح التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.

كما أن إخراج زكاة الفطر يعبر عن شكر الله على نعمة إتمام الصيام، ويحقق مقصد الإسلام في العناية بالفقراء وتوفير احتياجاتهم الأساسية.

خلاصة الأحكام المتعلقة بزكاة الفطر

1.قيمة زكاة الفطر لهذا العام هي 35 جنيهًا كحد أدنى عن كل فرد، مع استحباب الزيادة لمن أراد.

2.يجوز إخراجها نقدًا أو طعامًا حسب الأيسر والأكثر نفعًا للمستحقين.

3.يُفضل إخراج زكاة الفطر منذ بداية رمضان وحتى قبل صلاة العيد لضمان القبول.

4.هي فرض واجب على كل مسلم قادر، وتُخرج عن النفس وكل من تجب عليه نفقته.

يُستحب للمسلمين المسارعة في إخراج زكاة الفطر التزامًا بتعاليم الإسلام وتحقيقًا لمقاصد التشريع التي تدعو إلى التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع.