الأحد 30 مارس 2025 الموافق 01 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الإفتاء تجيب.. هل يزداد أجر الصائم في الأجواء الحارة؟

الأجواء الحارة
الأجواء الحارة

بالتزامن مع الصيام والصائمين تشهد مصر في هذه الأيام ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، حيث وصلت إلى 37 درجة مئوية، وهو ما يزيد من شعور الصائمين بالعطش والإرهاق خلال ساعات الصيام الطويلة، خاصة مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك، وفي ظل هذه الأجواء، يتساءل الكثير من المسلمين عما إذا كان الصيام في ظل الحر الشديد يضاعف الأجر والثواب، وهل يتحقق للمسلم جزاءٌ أعظم عندما يتحمل المشقة الشديدة خلال صيامه؟.

أجر الصيام ومضاعفة الثواب في المشقة

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الصيام من العبادات العظيمة التي يتقرب بها العبد إلى الله، فهو ركن من أركان الإسلام، وثوابه عظيم عند الله سبحانه وتعالى، مشيرة إلى أن أجر الصيام يزداد كلما ازدادت المشقة التي يتحملها الصائم، وذلك لأن الصيام ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو صورة من صور مجاهدة النفس والصبر على الطاعة.

واستدلت الدار بحديث النبي ﷺ: “من صام يومًا في سبيل الله، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا”، وهو حديث رواه البخاري، ويبين فضل الصيام وأثره في النجاة من عذاب النار، كما أن تحمل العطش والجوع خلال ساعات الصيام يزيد من ثواب الصائم، ويعكس إخلاصه وحرصه على التقرب إلى الله.

الصيام في الحر الشديد أجره أعظم

أوضحت دار الإفتاء أن الصيام في الأيام الحارة، والتي يكون فيها النهار طويلًا، يعد من أشد أنواع الصيام مشقة، ولذلك فإن ثوابه يكون أعظم عند الله، فقد قال النبي ﷺ للسيدة عائشة رضي الله عنها أثناء عمرتها: “إن لك من الأجر قدر نصبك ونفقتك” (رواه الدارقطني)، مما يدل على أن الأجر يزداد بقدر ما يبذله الإنسان من جهد وما يتحمله من تعب أثناء أداء العبادة.

أحاديث تبين فضل الصيام في الحر الشديد

استشهدت دار الإفتاء أيضًا بحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، الذي قال فيه: “خرجنا غازين في البحر، فسمعنا مناديًا يقول: ألا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه؟ إن الله تعالى قضى على نفسه أنه من عطش نفسه لله في يوم حار كان حقًا على الله أن يرويه يوم القيامة”، وهو ما يشير إلى فضل الصيام في الأجواء الحارة، وأن من يحتسب تعبه وعطشه عند الله ينال جزاءً مضاعفًا يوم القيامة.

كما أوضحت الدار أن الصحابي الجليل أبا موسى الأشعري رضي الله عنه كان يتحرى الأيام الأشد حرًا ليصومها، رغبة في تحصيل هذا الثواب العظيم، وهو ما يعكس مدى إدراك الصحابة رضوان الله عليهم لقيمة الصيام في المشقة، وحرصهم على اغتنام الأوقات التي يكون فيها الأجر أعظم.

الإخلاص في العبادة ومجاهدة النفس الصائم

بناءً على هذه الأحاديث، أكدت دار الإفتاء أن أجر الصيام عظيم في جميع الأحوال، لكنه يكون مضاعفًا عند الصيام في الحر الشديد، لأن الإنسان في هذه الحالة يواجه صعوبة أكبر ويجاهد نفسه بشكل أكبر، مما يدل على صدق إخلاصه لله، فكلما كانت العبادة أشق، زاد ثوابها، وهذا من رحمة الله بعباده، حيث يجازيهم على تحملهم المشقة في سبيل طاعته.

كما دعت دار الإفتاء المسلمين إلى استشعار هذه المعاني العظيمة، وعدم التذمر من شدة الحر أثناء الصيام، بل عليهم أن يحتسبوا هذا العطش والتعب عند الله، فهو سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملًا، وهو الكريم الذي يجازي عباده بأضعاف ما يقدمونه من الطاعات.

يبقى الصيام من أعظم العبادات والصائمين التي تحمل في طياتها العديد من الفضائل، فهو ليس فقط وسيلة للتقرب إلى الله، بل هو اختبار للصبر والتحمل، وقد جعل الله له أجرًا عظيمًا يتضاعف بقدر المشقة، لذلك فإن الصيام في الحر الشديد يعد من الأعمال التي توجب الأجر العظيم، وعلى المسلمين أن يغتنموا هذه الفرصة العظيمة في الأيام المتبقية من رمضان، ليحظوا بثواب أكبر ومغفرة أعظم، فيرجون بذلك رضا الله وجنته.

تم نسخ الرابط