موضوع خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان.. زكاة الفطر ودورها في التكافل المجتمعي

أوضحت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة 28 مارس 2025م الموافق 28 رمضان 1446 هـ بعنوان:"زكاة الفطر ودورها في التكافل المجتمعي".
موضوع خطبة الجمعة
وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة هو: التوعية بدور الزكاة وخصوصًا زكاة الفطر في تحقيق التكافل المجتمعي.
وأوضح مجمع البحوث الإسلامية الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال والصدقة، وذلك على النحو التالى:
- زكاة الفطر متعلقة بالأبدان وزكاة المال متعلقة بالمال.
- وزكاة المال تجب على من يملك المال لكن زكاة الفطر تجب على من تلزمه النفقة.
- زكاة المال يشترط لوجوبها النصاب والحول، أما زكاة الفطر فيكفي في وجوبها أن يكون الشخص عنده قوت يومه.
- زكاة الفطر تصرف للفقراء والمساكين فقط بينما تتنوع مصارف زكاة المال إلى الأصناف الثمانية وما يندرج تحتها.
- أما الصدقة فهي تطوع وليست واجبة وتختلف الصدقة عن الزكاة في أنها يجوز دفعها لغير المصارف الثمانية فيجوز دفعها للمصالح العامة ولغير المسلم ونحو ذلك.
أكدت دار الإفتاء المصرية على وجوب إخراج زكاة الفطر في موعدها الشرعي المحدد، موضحة أن الأفضل والأولى إخراجها قبل صلاة عيد الفطر، لما في ذلك من امتثال للسنة النبوية وتحقيق المقصود من الزكاة، وهو إغناء الفقراء عن السؤال يوم العيد، كما أوضحت أن وقت إخراج زكاة الفطر يمتد حتى غروب شمس يوم العيد، ويجوز دفعها في هذا الإطار الزمني، أما تأخيرها لما بعد ذلك بدون عذر فهو محرم شرعًا ويعد مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن زكاة الفطر فريضة واجبة على كل مسلم قادر على إخراجها، ويستدل على ذلك بما رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس: صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير على كل حر وعبد، ذكر وأنثى من المسلمين”، وهو حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه.
وأوضحت الدار أن زكاة الفطر فرضت لتكون طهرة للصائم مما قد يكون وقع فيه من اللغو أو التقصير أثناء صيام شهر رمضان، كما أنها وسيلة لإدخال السرور على الفقراء والمحتاجين، خاصة في يوم العيد الذي ينبغي أن يكون يوم فرح وسعادة لجميع المسلمين.
حكم من نسي إخراج زكاة الفطر وتذكرها بعد العيد
فيما يتعلق بحكم من نسي إخراج زكاة الفطر وتذكرها بعد انتهاء يوم العيد، أوضحت دار الإفتاء أن إخراجها يظل واجبًا في ذمة المسلم حتى يؤديها، ويجب عليه إخراجها فورًا بمجرد تذكرها بنية القضاء، وأكدت الدار أن النسيان يرفع الإثم عن المسلم، لكنه لا يسقط الفرض، لأن زكاة الفطر دين في ذمته لا يبرأ إلا بأدائها.
كما شددت على أن المسلم الذي تأخر في إخراج زكاة الفطر عليه أن يستغفر الله تعالى على هذا التأخير، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإخراجها قبل صلاة العيد، وبيَّن أنها طهرة للصائم وعون للفقراء والمحتاجين.
وأوضحت دار الإفتاء أن من أخرج زكاة الفطر بعد صلاة العيد وقبل غروب شمس يوم العيد فقد أجزأت زكاته وأدى ما عليه، ولكنه خالف الأفضل، لأن السنة المؤكدة هي إخراجها قبل الصلاة حتى يستفيد منها الفقراء في يوم العيد.
أما من أخر إخراج زكاة الفطر إلى ما بعد غروب شمس يوم العيد دون وجود عذر معتبر شرعًا، فقد ارتكب إثمًا بالتأخير، ولا تسقط الزكاة عنه بل تبقى دينًا واجبًا في ذمته حتى يؤديها، وبيَّنت الدار أن الواجب على من نسي أو تعمد التأخير أن يبادر بإخراجها في أقرب وقت ممكن طلبًا للعفو والمغفرة من الله تعالى.
قيمة زكاة الفطر وكيفية أدائها
أوضحت دار الإفتاء أن قيمة زكاة الفطر يتم تحديدها سنويًا وفقًا لأحوال الناس وأوضاع المعيشة، مشيرة إلى أن المقدار الواجب إخراجه شرعًا هو صاع من غالب قوت البلد، بما يعادل تقريبًا 2.5 كيلوجرام من الطعام مثل القمح أو الأرز أو التمر، أو ما يعادل قيمته نقدًا.
كما أكدت أنه يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا بدلًا من الطعام، وذلك تسهيلًا على الفقراء والمحتاجين حتى يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم المختلفة، وهو الرأي الذي استقرت عليه دار الإفتاء المصرية والعديد من العلماء المعاصرين نظرًا لتغير ظروف المعيشة.
فضل إخراج زكاة الفطر في وقتها
وشددت دار الإفتاء على أن إخراج زكاة الفطر في موعدها المحدد له فضل عظيم، فهو يساهم في تحقيق التكافل الاجتماعي بين المسلمين، كما أنه سبب لنيل مغفرة الذنوب والقبول عند الله تعالى، واستدلت الدار بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من أدّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات”، مما يوضح أن إخراجها في وقتها هو الأكمل والأفضل.
ودعت دار الإفتاء المسلمين إلى الحرص على إخراج زكاة الفطر في موعدها الشرعي، وعدم التأخير عنها بلا عذر، والتذكير بها للأهل والأصدقاء لضمان وصولها إلى مستحقيها في الوقت المناسب، كما أوصت بالإكثار من الاستغفار والدعاء بأن يتقبل الله تعالى الصيام والقيام وسائر الأعمال الصالحة، وأن يجعل زكاة الفطر سببًا لنيل البركة والمغفرة في الدنيا والآخرة.