تعريفة ترامب تهز سوق الهواتف.. كيف تأثرت أسعار iPhone 17؟

تشهد شركة آبل واحدة من أكثر الفترات توترًا في تاريخها الحديث، وذلك مع اقتراب الموعد النهائي لتنفيذ تعريفة الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على الأجهزة المستوردة، إذ تسعى آبل بكل ما أوتيت من موارد لتجنب آثار هذه التعريفات على أسعار أجهزتها في أسواق رئيسية مثل الولايات المتحدة والهند، حيث تمثل هذه الأسواق محورًا أساسيًا في مبيعات الشركة خلال السنوات الأخيرة.
ورغم المحاولات الحثيثة التي تبذلها آبل لتأخير تأثير هذه القرارات قدر المستطاع، إلا أن التحليلات الاقتصادية تشير إلى أن الشركة في نهاية المطاف ستضطر إلى تمرير جزء من التكاليف المتزايدة إلى المستهلكين، مما سيؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار هواتف آيفون الجديدة خلال النصف الثاني من العام الحالي.
آبل تسابق الزمن لتفادي الضغوط الجمركية
في مواجهة هذا التحدي، تحاول آبل الاستفادة القصوى من المخزون المتوفر لديها من أجهزة iPhone 16 و iPhone 16 Pro التي تم تصنيعها وشحنها قبل دخول التعريفة الجمركية حيز التنفيذ، حيث يرى مراقبو السوق أن هذه الخطوة قد تمنح الشركة فرصة لتأجيل رفع الأسعار بشكل مؤقت حتى تنفد الكميات المخزنة، وهو ما يمنح المستخدمين نافذة قصيرة لاقتناء هواتف آيفون بالأسعار الحالية قبل أن تبدأ الزيادات المنتظرة.
ووفقًا لما أشار إليه خبراء الصناعة، فإن الوقت الحالي قد يكون الأنسب لمن يخطط لشراء iPhone 16، إذ من المتوقع أن تظل الأسعار مستقرة لفترة وجيزة فقط، قبل أن تبدأ الزيادات التدريجية فور بدء تطبيق التعريفة على شحنات الإنتاج الجديدة.
اختلاف تأثير التعريفة بحسب الدولة
أحد أبرز العوامل التي ستحدد حجم الزيادة في أسعار آيفون هو الدولة التي يتم فيها تصنيع الأجهزة، حيث تختلف نسبة التعريفة الجمركية من سوق لآخر بشكل كبير، فعلى سبيل المثال تبلغ نسبة التعريفة على الهواتف المستوردة في الهند نحو 26٪، وهي نسبة تعتبر مرتفعة نسبيًا مقارنة بدول أخرى، في حين تصل النسبة في البرازيل إلى 10٪ فقط، وهي الأدنى بين الدول التي تحتضن منشآت تصنيع تابعة لآبل.
لكن رغم انخفاض النسبة في البرازيل، إلا أن قدرتها على تعويض الفجوة الإنتاجية الناتجة عن هذه التغييرات تبقى محدودة، إذ تفتقر البلاد إلى طاقات إنتاجية كافية تمكنها من سد العجز الذي قد تسببه التكاليف المرتفعة في مناطق أخرى، ما يجعل من إعادة توزيع الإنتاج تحديًا لوجستيًا قد يستغرق شهورًا طويلة.
السوق الهندي تحت المجهر
وبالحديث عن الهند تحديدًا، وهي واحدة من أسرع الأسواق نموًا لمنتجات آبل في العالم، فقد أشار “تارون باثاك” مدير أبحاث التكنولوجيا إلى أن الهند قد لا تشهد زيادة فورية في أسعار أجهزة iPhone 15 أو iPhone 16، والسبب في ذلك يعود إلى أن الشركة الأمريكية كانت قد شحنت كميات كبيرة من هذه الأجهزة إلى السوق الهندي قبل دخول التعريفة حيز التنفيذ، وهو ما يمنحها فسحة زمنية قصيرة لتأخير الزيادة المحتومة.
إلا أن الوضع يبدو مختلفًا تمامًا عندما يتعلق الأمر بجهاز iPhone 17 المنتظر إطلاقه في وقت لاحق من هذا العام، إذ تشير التوقعات إلى أن الأسعار قد تشهد ارتفاعًا حادًا مع دخول الأجهزة الجديدة الأسواق، حيث قد تصل نسبة الزيادة إلى 30٪ مقارنة بالأسعار الحالية، ما يعني أن المستخدم قد يضطر لدفع ما يصل إلى 30 ألف روبية إضافية لاقتناء الهاتف الجديد عند طرحه في الهند.
المستخدمون يسارعون لشراء الأجهزة قبل موجة الارتفاع
وفي ظل هذه المعطيات، بدأت مؤشرات واضحة بالظهور على سلوك المستهلكين في الهند تحديدًا، حيث ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير سابق أن عددًا كبيرًا من المستخدمين بدأوا في التوجه إلى شراء أجهزة iPhone الحالية خوفًا من الزيادة المرتقبة في الأسعار بعد دخول تعريفة ترامب حيز التنفيذ، وهو ما يشير إلى موجة شراء استباقية قد تؤدي إلى نقص في بعض الطرازات خلال الفترة المقبلة.
ورغم أن العديد من المستخدمين كانوا قد خططوا لتأجيل الشراء حتى موعد إطلاق iPhone 17 المقرر في سبتمبر المقبل، إلا أن الواقع الجديد فرض نفسه بقوة، ما دفع هؤلاء إلى تغيير خططهم والإسراع بشراء النماذج الحالية تفاديًا للزيادة المحتملة التي قد تُحدث فارقًا كبيرًا في السعر النهائي.
آبل أمام خيارات صعبة واستراتيجيات قيد التعديل
يبدو أن شركة آبل ستضطر إلى مراجعة استراتيجيتها التصنيعية والتسويقية في ظل هذه التغيرات المتسارعة، فقد لا يكون أمامها خيار سوى توسيع نطاق الإنتاج في الدول ذات التعريفات المنخفضة رغم محدودية القدرات، أو إعادة التفاوض مع جهات حكومية للحد من أثر الرسوم على منتجاتها.
كما قد تجد الشركة نفسها مضطرة إلى إعادة تصميم هوامش الربح وإعادة النظر في أسعار التجزئة عالميًا، خصوصًا في الأسواق الناشئة التي تشكل نسبة متزايدة من مبيعاتها السنوية، وقد تُقبل على إطلاق حوافز ترويجية أو تخفيضات محددة لبعض الطرازات من أجل امتصاص الغضب الجماهيري المحتمل مع بداية تنفيذ التعريفات الجديدة.
هل يصبح iPhone 17 هاتفًا للنخبة فقط؟
في ضوء ما سبق، فإن جهاز iPhone 17 المقبل قد يتحول إلى سلعة فاخرة يصعب على شريحة واسعة من المستخدمين الوصول إليها، خاصة في الأسواق التي تتأثر بشدة بالتعريفات الجمركية مثل الهند، ومع استمرار الضغوط السياسية والاقتصادية على الشركات العالمية، يبدو أن الأيام المقبلة ستحمل كثيرًا من التحديات لسوق التكنولوجيا، وأن المستخدم قد لا يجد في المستقبل القريب تلك الخيارات السعرية التي كان يتمتع بها سابقًا.