دموع النجوم في وداع سليمان عيد.. ليلة حزينة في عزاء مفاجئ

يشهد عزاء الفنان الراحل سليمان عيد حضوراً لافتاً من كبار النجوم في أجواء خيم عليها الحزن والأسى، حرص عدد كبير من نجوم الفن والإعلام على توديع الفنان الكوميدي القدير إلى مثواه الأخير، وذلك خلال مراسم العزاء التي أُقيمت مساء السبت بمسجد الشرطة في الشيخ زايد، وقد جاء العزاء بعد يوم واحد من وفاته المفاجئة، إثر أزمة صحية ألمت به بشكل مفاجئ، لتُفجع الساحة الفنية والجمهور بخبر رحيله.
نجوم الفن يتوافدون لتوديع رفيق الرحلة
كان الحضور الفني في عزاء «سليمان عيد» لافتًا ومعبّرًا عن حجم المحبة والاحترام اللذين كان يحظى بهما الفنان الراحل، فقد حضر عدد كبير من النجوم والنجمات، من بينهم: «إيمي سمير غانم»، «يسرا»، «بيومي فؤاد»، «صابرين»، «محمد رياض»، والشقيقتان «هنا وفرح الزاهد»، إلى جانب عدد من صناع الدراما والسينما والمخرجين والمنتجين الذين تعاونوا مع الراحل في العديد من الأعمال.
وقد حرص الحاضرون على تقديم واجب العزاء لأسرة الفنان، معربين عن حزنهم العميق لرحيله، مؤكدين أن فقدان سليمان عيد يمثل خسارة فادحة ليس فقط للفن الكوميدي، بل للمشهد الفني بأكمله.

تفاصيل وفاة سليمان عيد.. الرحيل الصادم
جاء نبأ وفاة «سليمان عيد» صباح يوم الجمعة، حيث أعلنه نجله «عبده سليمان عيد» من خلال منشور عبر حسابه الشخصي على موقع «فيسبوك» قال فيه
«إنا لله وإنا إليه راجعون، أبويا في ذمة الله».
وقد سادت حالة من الحزن الشديد بين الفنانين والجمهور عقب إعلان الخبر، خاصة أن الراحل لم يكن يعاني من مشاكل صحية مزمنة معروفة، ما جعل رحيله صادمًا للكثيرين.
سليمان عيد.. من إمبابة إلى قلوب الجمهور
وُلد «سليمان عيد» في 17 أكتوبر عام 1968 في حي إمبابة الشعبي بمحافظة الجيزة، ونشأ وسط بيئة بسيطة أثرت في تكوينه الفني والإنساني. التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، قسم التمثيل والإخراج، حيث تفتحت موهبته الفنية وبدأت رحلته الحقيقية في عالم التمثيل.
كانت بداياته الفنية متواضعة، لكنه أصرّ على إثبات نفسه، ونجح في ذلك تدريجيًا حتى جاءت فرصته الكبيرة في فيلم «الإرهاب والكباب» عام 1992، إلى جانب النجم الكبير «عادل إمام»، ومن هناك بدأت انطلاقته القوية التي جعلته واحدًا من أبرز الوجوه الكوميدية في السينما والدراما المصرية.
محطات بارزة في مشواره الفني
على مدار أكثر من 30 عامًا، قدم «سليمان عيد» العديد من الأدوار التي تنوعت بين الكوميديا والدراما، لكنه تميز بخفة الظل وسرعة البديهة، حتى بات معروفًا بأنه «نجم كل مشهد» يظهر فيه، حتى وإن كان صامتًا. من أبرز أعماله السينمائية:
«طيور الظلام»
«النوم في العسل»
«همام في أمستردام»
«يا أنا يا خالتي»
«جعلتني مجرمًا»
«عوكل»
«سيد العاطفي»
«على جثتي»
وفي التلفزيون، شارك في عشرات المسلسلات الناجحة، منها:
«سيد الناس»
«الكوتش»
«عقبال عندكوا»
«راجل وست ستات»
«الكبير أوي»
«البيت بيتك»
كما شارك في عدد من المسرحيات والعروض الكوميدية التي زادت من رصيده الفني والشعبي.
آخر أعماله الفنية قبل الرحيل
لم يتوقف «سليمان عيد» عن العمل حتى أيامه الأخيرة، إذ شارك في عدة أعمال سينمائية ودرامية خلال السنوات الأخيرة، من بينها:
فيلم «نجوم الساحل»
فيلم «سيكو سيكو»
فيلم «فار بسبع أرواح»
وقد ظل محافظًا على حضوره المميز وروحه المرحة، مما جعله ضيفًا دائمًا على الشاشات وبرامج الترفيه، حيث كان دائم الابتسام، قريبًا من القلوب، لا يحمل إلا الحب والمرح.
وداع يليق بفنان أحب الحياة وأضحك الملايين
برحيل «سليمان عيد»، فقد الوسط الفني واحدًا من أطيب وأصدق فنانين جيله، رجل عُرف ببساطته وخفة دمه، وعلاقاته الطيبة مع زملائه. لم يكن يومًا من صناع الأزمات أو مثيري الجدل، بل كان فنانًا ملتزمًا يقدّم الفن بروح نقيّة، ويضحك الجمهور بعفوية، ولقد ترك لنا إرثًا كبيرًا من المواقف الكوميدية والمشاهد التي لا تُنسى، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة السينما والدراما المصرية.