«أسبوع القاهرة لـ الصورة» ينطلق من قلب العاصمة بـ14 موقعا وفعاليات عالمية

في مشهد فني استثنائي ينتظره عشاق التصوير وصناعة الصورة في مصر والمنطقة، تنطلق فعاليات الدورة الرابعة من «أسبوع القاهرة للصورة» في الفترة من 8 إلى 18 مايو 2025، وسط أجواء نابضة بالحياة في قلب القاهرة، بتنظيم من مؤسسة «فوتوبيا» تحت شعار «اكتشاف المشهد»، ويُعد هذا الحدث الفني من أبرز الملتقيات البصرية في الشرق الأوسط، حيث يجمع نخبة من المصورين والفنانين والمؤسسات العالمية الرائدة، ويقام لأول مرة في 14 موقعاً متميزاً بوسط البلد، بالإضافة إلى التوسع نحو كايرو ديزاين ديستريكت بالتجمع الخامس.
«أسبوع القاهرة للصورة» يعيد رسم ملامح العاصمة الثقافية
تشهد منطقة وسط البلد، بقيمتها التراثية والفنية، تحوّلاً بصرياً شاملاً خلال أيام المهرجان، مع انتشار أكثر من 20 معرضاً فردياً وجماعياً لفنانين مصريين وعرب ودوليين في مواقع مثل سينما راديو، ممر كوداك، مبنى القنصلية، الهنجر، والجراج، بالإضافة إلى الجامعات والمراكز الثقافية مثل المركز الثقافي الفرنسي والجامعة الأمريكية، ولأول مرة، تمتد الفعاليات إلى كايرو ديزاين ديستريكت في التجمع الخامس ضمن مشروع وان ناينتي التابع لشركة لاندمارك العقارية.
يستقطب الحدث هذا العام المزيد من الزوار من داخل وخارج مصر، إذ يسهم في تعزيز مكانة القاهرة كعاصمة فنية وثقافية، كما يقدم مزيجاً من الفنون البصرية العالمية والمحلية التي تحاكي الواقع المعاصر وتجسد القضايا الاجتماعية والإنسانية.
دعم رسمي ورعايات تعكس مكانة الحدث الدولي
يحظى «أسبوع القاهرة للصورة» هذا العام برعاية رسمية من وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة، ويُعد شركة مصر للطيران الناقل الرسمي للحدث، بينما تُشارك شركة الإسماعيلية للاستثمار العقاري كشريك رئيسي، ويأتي «كايرو ديزاين ديستريكت» كراعي ذهبي للفعالية، في تأكيد على ثقة كبرى الكيانات في قوة تأثير هذا الحدث الثقافي.
يُعتبر هذا التعاون بين الشركات والمؤسسات الحكومية والدولية إضافة نوعية تضمن نجاح الحدث، حيث يتسنى للمشاركين والجمهور فرصة الاستفادة من الأنشطة المتنوعة التي تجمع بين الفن والصناعة والتقنية، كما أن التنوع في الرعاة يعكس الجهود المبذولة لدعم صناعة الفن والإبداع في مصر، ويعزز من فرص التعاون الثقافي بين مصر والدول الأجنبية المشاركة في فعاليات الأسبوع.
فعاليات متنوعة وبرامج تعليمية لصناعة الصورة
يمتد برنامج الأسبوع ليشمل أكثر من 100 ورشة عمل ومحاضرة وعروض حية، بمشاركة أسماء فنية مرموقة من مصر وهولندا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والنرويج وسويسرا وتونس ولبنان والمغرب وفلسطين والجزائر، بالتعاون مع سفارات وهيئات دولية ومراكز ثقافية كبرى مثل المعهد الثقافي البريطاني واتحاد المعاهد الأوروبية.
يشمل البرنامج ورشاً حول التصوير الصحفي والسينمائي، محاضرات عن المستقبل الرقمي في التصوير الفوتوغرافي، جلسات تعليمية حول كيفية دمج الوسائط الرقمية في الأعمال الفنية، بالإضافة إلى حلقات نقاشية حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الصناعة البصرية. كما يتم تقديم فرص للمصورين المبتدئين والمحترفين للتعلم من أبرز الخبراء في هذا المجال.
ويستعرض البرنامج طيفاً واسعاً من مجالات التصوير الفوتوغرافي، من بينها
التصوير الصحفي والوثائقي
التصوير السينمائي
الممارسات التجريبية في الفن والأزياء
الوسائط الرقمية
الرموز غير القابلة للاستبدال (NTFs)
الإخراج الفني وتصميم الصورة
مصورون عالميون ومواهب عربية على منصة واحدة
من أبرز المشاركين هذا العام المصور السينمائي عبدالسلام موسى، وأسماء بارزة مثل أحمد هيمن، عيشة الشبراوي، كريم الحيوان، بتول الضوي، ومحمد بكر، إلى جانب المصور الألماني ڤينسيت ڤاندي، والأرميني الراحل ڤان ليو، والمصور العالمي بيتر مينزل، ويشارك أيضاً ياسر عنوان المعروف بلقب «الديناصور»، وعادل مبارز ونرمين همام، في مزج بين الأصالة والتجريب.
يجسد الحدث هذا العام استعراضاً لعدد من الأجيال المختلفة من المصورين، بدءاً من الجيل الجديد الذي يواكب تطورات العصر الرقمي، وصولاً إلى الفنانين الذين أسهموا في تأسيس وتشكيل مشهد التصوير الفوتوغرافي العربي والدولي على مر العقود، وتتيح هذه التفاعلات بين الأجيال المختلفة فرصة لتبادل الخبرات والرؤى التي تسهم في تطور هذه الصناعة.
دمج الاقتصاد الإبداعي بخدمات التصوير
في بادرة جديدة، ينظم الأسبوع ولأول مرة سوقاً متخصصاً لخدمات التصوير يتيح للزوار فرصة استئجار الأستوديوهات، وصيانة الكاميرات والعدسات، وشراء معدات التصوير بالتقسيط بدون فوائد بالتعاون مع «Value»، ما يعزز من قيمة الحدث كمنصة متكاملة لدعم الاقتصاد الإبداعي وممارسي المهنة على اختلاف مستوياتهم.
هذا السوق يُعدّ جزءاً من استراتيجية الحدث لتشجيع الاستثمار في صناعة التصوير الفوتوغرافي، بالإضافة إلى تيسير الوصول إلى أحدث المعدات والأدوات التي تساعد المصورين على تحسين أعمالهم الفنية، كما يُتيح هذا السوق للمصورين المحترفين فرصة تطوير مهاراتهم من خلال أدوات متقدمة وداعمة.
عدسة فنية ترسم المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
أشارت مروة أبو ليلة، المؤسس والمدير التنفيذي لفوتوبيا، إلى أن شعار هذه الدورة «اكتشاف المشهد» يُجسد التركيز على مستقبل التصوير الفوتوغرافي في ظل تحديات الذكاء الاصطناعي، وتغير احتياجات السوق، والتباطؤ الاقتصادي. وقالت«نسعى من خلال المعارض واللقاءات إلى تحفيز حوار بين الأجيال المختلفة من المصورين حول مستقبل الصورة في زمن التحول الرقمي».
وتركز الفعاليات هذا العام على تأثير التقنيات الحديثة على فن التصوير، في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي التي غزت العديد من المجالات الإبداعية، تتيح هذه النقاشات للمصورين التفاعل مع المستجدات التكنولوجية والبحث في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز جودة الأعمال الفنية.
جمهور واسع ونجاح متجدد عبر السنوات
خلال دوراته السابقة، نجح «أسبوع القاهرة للصورة» في جذب أكثر من 35 ألف زائر، و4500 مشارك في البرامج التعليمية، بفضل مجانية الدخول للمعارض وأسعار التذاكر الرمزية للورش والمحاضرات. ويستهدف هذا العام جمهوراً أوسع من مختلف الخلفيات، في تجربة ثقافية وفنية ممتدة لعشرة أيام.
تُعتبر هذه الفعاليات فرصة للزوار لاكتشاف عالم التصوير والفن البصري، بالإضافة إلى دعم وتشجيع الشباب على الإبداع والتفكير النقدي، وتقديم بيئة مفتوحة للنقاش حول قضايا عالمية ومحلية تهم المجتمع، ويُمكن للزوار أيضاً الاستفادة من الأنشطة التفاعلية المعروضة والتعرف على أحدث الابتكارات في مجال التصوير.
«أسبوع القاهرة للصورة» ليس مجرد فعالية فنية، بل منصة متكاملة لإعادة تعريف الصورة كأداة للتواصل والتعبير والابتكار، يجمع خلالها العالم بين عدسات القاهرة في قلبها التاريخي النابض، وبين آفاق التكنولوجيا والخيال البصري في زمن يتغير فيه كل شيء إلا سحر الصورة.