أسعار البيض تواصل الاستقرار.. وقطاع الدواجن يعزز خطواته نحو التصدير

واصلت أسعار البيض في السوق المحلية استقرارها النسبي خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 22 يوليو 2025، حيث سجل سعر كرتونة البيض الأبيض من 125 إلى 145 جنيهًا، والبيض الأحمر من 130 إلى 150 جنيهًا للمستهلك، وذلك وفقًا لبيانات شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، التي أكدت أن الأسعار الحالية تعكس حالة من التوازن بين العرض والطلب، مدعومة بوفرة الإنتاج المحلي.

وتشهد صناعة الدواجن في مصر، التي تعتبر البيض أحد مكوناتها الرئيسية، تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، سواء على صعيد الإنتاج أو التنظيم أو التصدير، في ظل خطة الدولة لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق فائض يسمح بدخول الأسواق الإقليمية والدولية.

إنتاج ضخم وتطور في البنية التحتية

تشير بيانات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي إلى أن إنتاج مصر من بيض المائدة بلغ نحو 14 مليار بيضة سنويًا، ما يجعل مصر في مقدمة الدول المنتجة في المنطقة. ويكفي هذا الإنتاج لتغطية الاستهلاك المحلي بل يتجاوزه، مما يفتح المجال أمام التصدير في حال توفير البيئة التشريعية والصحية المناسبة.

ويضم القطاع أكثر من 38 ألف منشأة متخصصة، تشمل مزارع ومصانع أعلاف ومجازر ومنافذ بيع أدوية بيطرية ولقاحات، ما يعكس حجم البنية التحتية التي تدعم استمرار القطاع في النمو.

أسعار الجملة والمستهلك

بحسب الأسعار المعلنة اليوم، بلغ سعر كرتونة البيض الأبيض في الجملة 125 جنيهًا، فيما تراوح سعرها للمستهلك ما بين 135 و145 جنيهًا حسب المنطقة والمحل. 

أما البيض الأحمر، فسجل 130 جنيهًا في الجملة، وتراوح سعره للمستهلك بين 140 و150 جنيهًا.

ويرى تجار التجزئة أن الأسعار الحالية تُعد مقبولة مقارنة بمعدلات التضخم، خاصة بعد أن شهد السوق تقلبات حادة في الفترة الماضية نتيجة ارتفاع تكلفة الأعلاف والوقود والنقل.

اعتماد دولي وفتح آفاق تصديرية

واحدة من أبرز التحولات التي يشهدها قطاع الدواجن المصري هي اعتماد عدد من المنشآت كمناطق خالية من إنفلونزا الطيور، حيث أكدت وزارة الزراعة تسجيل أكثر من 40 منشأة معزولة رسميًا، وهو ما أتاح لمصر العودة إلى قائمة الدول المصدّرة للبيض ومشتقاته، بعد توقف استمر منذ 2006.

وأعلنت المنظمة العالمية للصحة الحيوانية (OIE) مؤخرًا إدراج مصر ضمن الدول التي تعتمد نظام المنشآت الخالية من المرض، وهو ما اعتبره اتحاد منتجي الدواجن خطوة محورية نحو استعادة مكانة مصر التصديرية، مشيرًا إلى وجود أكثر من 30 منشأة جاهزة للتصدير.

مشروع الفيوم وأهمية الأمن الغذائي

في إطار دعم الحكومة للقطاع، تواصل وزارة الزراعة تطوير مشروع الدواجن التكاملي بالعزب بمحافظة الفيوم، الذي تأسس عام 1983 بدعم من الحكومة الهولندية بقرض بلغ 12 مليون دولار.

 ويعد هذا المشروع من أقدم النماذج الناجحة في إنتاج البيض والدواجن محليًا، حيث يسهم في الحفاظ على السلالات المحلية وتحقيق توازن في الأسعار والإنتاج.

ويأتي هذا المشروع ضمن رؤية أوسع لتطوير الصناعات الغذائية والداجنة، وتحقيق أمن غذائي شامل، بالتوازي مع فتح قنوات تصدير جديدة للأسواق المجاورة.

دعوات لإدراج البيض ضمن برامج التصدير

طالب اتحاد منتجي الدواجن وزارة التجارة والصناعة بسرعة إدراج صناعة البيض ضمن برامج التصدير الرسمية، مشيرين إلى أن هناك منشآت مؤهلة ومدعومة بتقارير صحية ومعتمدة دوليًا، كما أن وفرة الإنتاج المحلي تتيح إمكانية تصدير كميات كبيرة دون التأثير على السوق الداخلية.

ويرى الاتحاد أن تصدير البيض سيساهم في دعم الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة، إلى جانب تقديم المنتج المصري بأسعار تنافسية في الأسواق العربية والأفريقية، خاصة في ظل ارتفاع أسعار البيض عالميًا نتيجة التحديات المناخية والوبائية في عدد من الدول المنتجة.

تحديات قائمة وآفاق واعدة

ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، إلا أن صناعة البيض في مصر لا تزال تواجه بعض التحديات، أبرزها:

ارتفاع تكلفة الأعلاف، التي تشكل أكثر من 70% من تكلفة الإنتاج.

تذبذب أسعار السوق وعدم ثبات هامش الربح لصغار المنتجين.

الحاجة إلى رقابة صارمة على سلاسل التوزيع لمنع التلاعب.

محدودية برامج الدعم الحكومي المباشر مقارنةً بقطاعات إنتاجية أخرى.

إلا أن الحكومة المصرية، بالتعاون مع القطاع الخاص واتحادات المنتجين، تسعى إلى تجاوز هذه التحديات من خلال سياسات تحفيزية، وضمانات ائتمانية، وتوسيع برامج التصدير والتشجيع على الاندماج داخل المنظومة الرسمية.

مستقبل صناعة البيض في مصر

تشير التوقعات إلى أن السوق المصرية مرشحة لتحقيق نمو سنوي في إنتاج البيض يتراوح بين 3 إلى 5% خلال السنوات المقبلة، بدعم من التوسع في المزارع الحديثة وتحسين سلالات الإنتاج، مع التركيز على رفع كفاءة منظومة النقل والتبريد لضمان جودة المنتج حتى وصوله للمستهلك.

وفي ظل التوجه الرسمي نحو التصدير والاستثمار، وارتفاع وعي المستهلك، والتوسع في مشاريع الأمن الغذائي، تبدو صناعة البيض المصرية أمام فرصة استراتيجية للتحول من سوق محلية إلى لاعب إقليمي رئيسي في هذا القطاع.