ودع زكام الربيع والعطس المزعج.. بمكملات وفيتامينات تحميك من الحساسية في موسمها

الحساسية الموسمية تهاجم الملايين مع بداية فصل الربيع، حيث تتحول الأجواء المعتدلة إلى ساحة من العطس وسيلان الأنف واحمرار العيون، ومع هذا الهجوم المفاجئ يبحث الكثيرون عن حلول فعالة وآمنة تقيهم من نوبات الحساسية الموسمية دون اللجوء للأدوية الكيميائية أو مضادات الهيستامين التي قد تتسبب في النعاس أو أعراض جانبية مزعجة، وهنا يظهر دور المكملات الغذائية والفيتامينات التي تعزز الجهاز المناعي وتقلل من استجابة الجسم لمثيرات الحساسية الخارجية.
ما الذي يسبب الحساسية الموسمية؟
تبدأ الحساسية الموسمية عادةً مع انتشار حبوب اللقاح في الهواء، والتي تنتجها الأشجار والنباتات والأعشاب خلال فصل الربيع أو الخريف، هذه الجزيئات المجهرية تتسبب في تحفيز الجهاز المناعي لدى الأشخاص الحساسين لها، ما يؤدي إلى إفراز مادة الهيستامين التي تسبب أعراض مثل العطس وسيلان الأنف والحكة والعيون الدامعة، وتُعرف هذه الحالة طبياً باسم حمى القش أو التهاب الأنف التحسسي، وتتفاوت حدتها من شخص إلى آخر حسب مدى استجابة الجسم وتكرار التعرض للمحفزات.
كيف يمكن أن تساعد المكملات والفيتامينات في تقليل أعراض الحساسية؟
تلعب بعض الفيتامينات والمكملات الغذائية دوراً كبيراً في دعم الجهاز المناعي، وتقليل إنتاج المواد الالتهابية مثل الهيستامين، وتعزيز قدرة الجسم على التعامل مع المهيجات البيئية، مما يخفف من شدة الحساسية ويقلل من تكرار نوباتها، ومن أبرز هذه المكملات ما يلي:
فيتامين C.. مضاد الأكسدة الطبيعي المضاد للحساسية
يعتبر فيتامين C من أقوى مضادات الأكسدة الطبيعية، حيث يُعرف بقدرته على تقليل إنتاج الهيستامين في الجسم، وهو العنصر المسؤول عن ظهور أعراض الحساسية، كما يساعد فيتامين C على تقوية جهاز المناعة وتحسين قدرة الجسم على مقاومة الالتهابات التي تسببها مسببات الحساسية، ويمكن الحصول عليه من خلال الحمضيات مثل البرتقال والليمون والجريب فروت، أو عن طريق مكملات غذائية متوفرة بتركيزات مختلفة.
الكيرسيتين.. الفلافونويد السحري ضد أعراض الحساسية
الكيرسيتين هو مركب طبيعي ينتمي إلى عائلة الفلافونويدات، ويوجد بكثرة في البصل الأحمر والتفاح والعنب والتوت، ويعمل كمضاد للهيستامين ومضاد للأكسدة في نفس الوقت، مما يساعد على تهدئة ردود الفعل التحسسية وتقليل الالتهاب الناتج عن الحساسية، وتتوفر مكملات الكيرسيتين في الصيدليات، ويمكن استخدامها بشكل منتظم خلال موسم الحساسية لتحقيق أفضل النتائج.
أوميغا 3.. توازن مناعي طبيعي
تشير الدراسات إلى أن الأحماض الدهنية أوميغا 3 تلعب دوراً مهماً في تقليل الالتهاب العام في الجسم، وبالتالي يمكنها أن تقلل من استجابة الجسم المفرطة لمحفزات الحساسية، يمكن الحصول على أوميغا 3 من خلال الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة أو من خلال مكملات زيت السمك أو زيت بذور الكتان، ويُنصح بتناولها بشكل منتظم لمن يعانون من الحساسية المزمنة.
فيتامين D.. دعم مناعي ضد الحساسية الموسمية
يرتبط نقص فيتامين D بزيادة فرص الإصابة بالحساسيات بأنواعها المختلفة، فوجود هذا الفيتامين بمستويات كافية في الجسم يساعد على توازن الاستجابة المناعية وتقليل الالتهاب، مما يساهم في تقليل حدة أعراض الحساسية الموسمية، ويمكن الحصول عليه من التعرض المعتدل لأشعة الشمس أو من خلال مكملات فيتامين D3 المتوفرة بالصيدليات.
البروبيوتيك.. تحسين صحة الأمعاء لتقليل الحساسية
الجهاز الهضمي يلعب دوراً غير مباشر لكنه حاسم في تنظيم الاستجابة المناعية، حيث أن توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء يمكن أن يقلل من الالتهابات المزمنة ويخفف من ردات الفعل التحسسية، لذا فإن تناول مكملات البروبيوتيك أو الأغذية الغنية بها مثل الزبادي والكفير قد يساعد على تقليل فرص الإصابة بـ الحساسية الموسمية أو التخفيف من شدتها.
مكملات الزنك والمغنيسيوم.. تعزيز دفاعات الجسم
الزنك والمغنيسيوم عنصران أساسيان لعمل الجهاز المناعي بكفاءة، كما أن الزنك له تأثير مباشر في تقليل مدة نوبات البرد والحساسية، بينما يعمل المغنيسيوم على تحسين عملية التنفس وتوسيع الشعب الهوائية، مما يساعد المصابين بـ الحساسية التنفسية على التنفس بسهولة أكبر خلال الموسم.
توصيات مهمة قبل البدء في استخدام المكملات
رغم فوائد المكملات والفيتامينات في تقليل أعراض الحساسية، إلا أن استخدامها يجب أن يتم تحت إشراف طبي، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة أو يتناولون أدوية أخرى، كما يُنصح دائماً بالاعتماد على نظام غذائي متوازن يحتوي على عناصر طبيعية مضادة للالتهاب لتقليل الحاجة للمكملات الصناعية.
نمط حياة مضاد للحساسية
بجانب المكملات والفيتامينات، يُفضل اتباع نمط حياة يحد من التعرض للمثيرات، مثل إغلاق النوافذ خلال فترة انتشار حبوب اللقاح، استخدام أجهزة تنقية الهواء داخل المنزل، وغسل الوجه والأنف بالماء الدافئ عند العودة من الخارج، فهذه الإجراءات البسيطة يمكن أن تقلل من تأثير الحساسية وتجعل موسم الربيع أكثر راحة ومتعة.