الجزيرة يفشل في استثمار تمريرة النني الذهبية ويخسر أمام اتحاد كلباء

واصل فريق الجزيرة نتائجه المتذبذبة في دوري أدنوك للمحترفين الإماراتي، بعد سقوطه مساء الثلاثاء أمام ضيفه اتحاد كلباء بنتيجة 2-1، في اللقاء الذي أُقيم على ملعب محمد بن زايد ضمن منافسات الجولة الـ22 من البطولة المحلية، وسط أداء قوي من النجم المصري محمد النني الذي صنع هدف التقدم لفريقه.

انطلاقة قوية للجزيرة.. والنني يصنع الفارق

بدأ فريق الجزيرة المباراة بقوة واضحة، مدعومًا بعاملي الأرض والجمهور، وسعى مبكرًا للضغط على دفاعات اتحاد كلباء من أجل تسجيل هدف مبكر يريح الأعصاب.

 وتمكن محمد النني، نجم خط وسط منتخب مصر، من فرض نفسه كلاعب محوري في وسط الملعب، حيث تنوعت تمريراته وساهم في بناء الهجمات.

وفي الدقيقة 24، مرر النني كرة حريرية رائعة إلى البرازيلي فينيسيوس ميلو، الذي لم يتردد في وضع الكرة داخل الشباك، معلنًا تقدم الجزيرة بهدف نظيف وسط فرحة كبيرة من جماهير أصحاب الأرض.

الهدف جاء تتويجًا للأداء الجماعي الجيد للجزيرة خلال النصف الأول من الشوط الأول، حيث ظهر الفريق منظمًا ومتوازنًا، وكان بإمكانه إضافة أهداف أخرى لولا غياب اللمسة الأخيرة.

عودة كلباء.. وقائدي يصنع الفارق

ورغم سيطرة الجزيرة النسبية، إلا أن اتحاد كلباء لم يقف مكتوف الأيدي، وبدأ تدريجيًا في الدخول إلى أجواء اللقاء، عبر الضغط في وسط الملعب واستغلال بعض الثغرات في دفاعات الجزيرة.

وفي الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع من الشوط الأول (45+2)، نجح اللاعب الإيراني مهدي قائدي في تسجيل هدف التعادل لاتحاد كلباء بعد هجمة منظمة، مستغلًا سوء التمركز الدفاعي لفريق الجزيرة.

هذا الهدف مثّل نقطة تحول كبيرة في اللقاء، حيث منح الضيوف دفعة معنوية قوية قبل الذهاب إلى غرفة الملابس، بينما بدا على لاعبي الجزيرة بعض التوتر مع بداية الشوط الثاني.

الشوط الثاني.. تفوق بدني وحسم متأخر

مع انطلاق الشوط الثاني، تحسن أداء اتحاد كلباء بشكل ملحوظ، واستغل الفريق تراجع أداء الجزيرة في بعض الفترات، خاصة مع تراجع المعدل البدني لبعض اللاعبين، وبدا واضحًا أن الفريق الضيف يبحث عن هدف الفوز وليس الاكتفاء بالتعادل.

وحاول مدرب الجزيرة إجراء بعض التبديلات لتنشيط الخطوط، لكن لاعبي كلباء حافظوا على صلابتهم الدفاعية، وشنّوا أكثر من هجمة مرتدة شكلت خطورة واضحة على مرمى الجزيرة.

وفي الدقيقة 86، عاد مهدي قائدي ليؤكد تفوقه الشخصي والفني خلال المباراة، وسجل الهدف الثاني لفريقه بعد جملة فنية رائعة أنهت آمال الجزيرة في العودة، لينتهي اللقاء بفوز مستحق لاتحاد كلباء بهدفين مقابل هدف.

تأثير الخسارة.. وتراجع في جدول الترتيب

بهذه النتيجة، رفع اتحاد كلباء رصيده إلى 25 نقطة ليصعد إلى المركز العاشر في جدول الترتيب، بينما تجمد رصيد الجزيرة عند 31 نقطة في المركز السابع، ليواصل تراجعه في سباق المنافسة على مراكز المقدمة، وسط قلق جماهيري متزايد من اهتزاز نتائج الفريق في الأمتار الأخيرة من الموسم.

الخسارة أمام كلباء جاءت لتؤكد أن الجزيرة بحاجة ماسة لمراجعة أداءه الدفاعي والبدني، خاصة في ظل الافتقاد إلى التركيز في اللحظات الحاسمة من اللقاءات.

تألق لافت للنني رغم مرارة الهزيمة

ورغم الهزيمة، إلا أن محمد النني خطف الأنظار بأدائه المتزن، إذ قدّم واحدة من أفضل مبارياته منذ انضمامه إلى الجزيرة قادمًا من آرسنال الإنجليزي، حيث تحكّم في إيقاع اللعب، وساهم بفعالية في بناء الهجمات، وصنع الهدف الوحيد لفريقه.

النني لم يكتفِ بدوره في التمرير، بل أظهر التزامًا دفاعيًا وقطع أكثر من كرة خطيرة، مما جعله أحد أبرز لاعبي اللقاء بحسب تقييمات الصحف الإماراتية عقب المباراة.

سيكون على الجزيرة إعادة ترتيب أوراقه سريعًا قبل الجولات الحاسمة المتبقية من الموسم، خاصة في ظل ضغط المنافسين في جدول الترتيب، بينما يدخل اتحاد كلباء اللقاء المقبل بروح معنوية مرتفعة، ساعيًا لمواصلة النتائج الإيجابية.