علامات فى «لغة الجسد» تكشف تعرض طفلك للتحرش رغم سكوته المؤلم

«طفلك» قد يكون الضحية الصامتة التى لا تملك صوتًا للشكوى، ومع تزايد الحاجة المجتمعية إلى التوعية بخطر التحرش، يتأكد لنا أن الخطر قد يقترب من أى بيت دون سابق إنذار، خاصة بعدما شهد الشارع المصرى حادثًا أليمًا اهتزت له القلوب، وهو ما تعرض له «طفل البحيرة» من تحرش صادم ترك آثارًا نفسية وسلوكية عميقة، ما زال المجتمع عاجزًا عن احتوائها بشكل فعال، وبينما يسود الغضب والغليان فى الشارع وبين الأسر المصرية التى تخشى على أبنائها، يبقى السؤال الأهم هو كيف نعرف أن «طفلك» قد تعرض لصدمة مماثلة دون أن يستطيع الإفصاح عما حدث له

الخبراء يؤكدون أن هناك إشارات فى «لغة الجسد» ينبغى على كل أم وأب الانتباه لها لأنها قد تكون الوسيلة الوحيدة التى يلجأ إليها «طفلك» للتعبير عن ألمه الداخلى، خاصة إذا كان غير قادر على الحديث بشكل مباشر عن الجريمة التى وقعت عليه، ومن هذا المنطلق يؤكد خبير لغة الجسد الدكتور محمد أبو هاشم أن الأطفال الذين يتعرضون للتحرش غالبًا ما يبعثون بإشارات غير لفظية لكنها واضحة تمامًا إذا أحسنا قراءتها

«تجنب العين».. سلوك بسيط لكنه صرخة صامتة من طفلك

فى بداية حديثه أشار «أبو هاشم» إلى أن أولى العلامات التى يجب الانتباه لها هى «تجنّب التواصل البصرى» من جانب الطفل مع والديه أو المحيطين به، حيث يلاحظ الأهل أن «طفلك» يتجنب النظر فى العيون عند الحديث حتى لو كان الموضوع بسيطًا أو غير حساس، وهذا السلوك لا يجب تجاهله لأنه قد يعبر عن «خجل شديد» أو «شعور بالذنب» أو «خوف داخلى» ناجم عن التجربة المؤلمة التى مر بها الطفل.

توتر مفرط وقلق دائم يعانى منه طفلك دون تفسير مباشر

يتابع «أبو هاشم» قائلًا إن من العلامات الواضحة أيضًا هو ظهور توتر مبالغ فيه على تصرفات الطفل، حيث يصبح سريع الانفعال أو يغضب من أى كلمة بسيطة، كما قد يقوم بحركات لا إرادية مثل العبث المستمر بشعره أو فرك يديه بطريقة عصبية، وهى مظاهر تعكس «قلق داخلى» مكتوم لا يستطيع «طفلك» التعبير عنه بالكلام.

لغة الجسد المغلقة.. مؤشرات حماية نفسية يستخدمها طفلك

من بين أبرز التصرفات اللاواعية التى يمكن ملاحظتها أيضًا، هو حرص «طفلك» المفاجئ على تغطية جسده أو إبعاد نفسه عن والديه جسديًا، بل وقد يتجنب الجلوس بجوار أى شخص بالغ أو يرفض التلامس حتى لو كان معتادًا عليه سابقًا، هذه العلامات لا ينبغى تجاهلها لأن «لغة الجسد المغلقة» التى يستخدمها «طفلك» تعكس محاولته لحماية نفسه بعد أن شعر بالتهديد.

نوبات بكاء مفاجئة وغضب غير مبرر.. طفلك يصرخ من الداخل

يشدد خبير لغة الجسد على أن البكاء المفاجئ بدون سبب واضح يعد من أبرز العلامات التى تعكس وجود ألم نفسى دفين عند الطفل، كما أن بعض الأطفال يدخلون فى نوبات غضب حادة أو يرفعون صوتهم بطريقة غير معتادة، وقد يبدو الأمر عدوانيًا أحيانًا لكنه فى الحقيقة صرخة طلبًا للنجدة من «طفلك» الذى لا يجد مفردات يشرح بها ما يشعر به.

انسحاب اجتماعى مفاجئ قد يكون رسالة من طفلك لطلب المساعدة

فى حالات كثيرة يلاحظ الأهل أن «طفلك» بدأ يتجنب الجلوس مع العائلة أو الامتناع عن الحديث مع أصدقائه المقربين، كما قد ينسحب من الأنشطة التى كان يحبها ويشارك فيها، وهنا تكون الرسالة واضحة رغم الصمت وهى أن «طفلك» يشعر بعدم الأمان ويبحث عن ملاذ بعيد عن الأعين.

هل تغير سلوك طفلك؟ هذه دعوة لفتح قنوات الثقة لا العقاب

من المهم أن ندرك أن التغيرات المفاجئة فى سلوكيات «طفلك» لا تعنى دائمًا تمردًا أو سوء تربية كما يظن البعض، بل قد تكون مؤشرًا على أنه يحاول التعامل مع تجربة عنيفة لم يعرف كيف يواجهها، لذلك فإن أول رد فعل يجب أن يتبناه الأهل هو تعزيز الثقة مع «طفلك» بدلًا من اللوم أو العقاب أو التجاهل.

ماذا يجب أن يفعل الأهل حين يشكون فى تعرض طفلك لتحرش؟

إذا لاحظت أى من هذه العلامات على «طفلك» فلا تتردد فى فتح حوار هادئ وداعم معه، فالكلمات اللطيفة والاحتضان قد يكونا مفتاح الإفصاح، كما يجب الاستعانة بمختص نفسى فى حال استمرار الأعراض، لأن التدخل المبكر هو مفتاح العلاج، وإنقاذ «طفلك» من تطورات نفسية طويلة الأمد تبدأ من «السكوت المؤلم» ولا تنتهى بسهولة.

الوقاية خير من العلاج.. احم طفلك بالعلم والحوار

حماية «طفلك» تبدأ من التوعية والاحتواء وليس بالخوف أو التهديد، فكل طفل يحتاج إلى مساحة آمنة يعبر فيها عن مشاعره دون خجل، ويعرف أن والديه هما المأمن والداعم وليس مصدرًا للخوف، لذلك لا تنتظر وقوع الكارثة بل تعلم كيف تقرأ «لغة جسد طفلك» قبل أن ينكسر صوته للأبد.