موقف وطني موحد من طائفة الموحدين الدروز.. نحن جزء من سوريا
أصدرت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، إلى جانب المرجعيات الدينية والاجتماعية ووجهاء وعموم أبناء الطائفة في محافظة السويداء السورية، بيانًا رسميًا عبروا فيه عن تمسكهم الثابت بوحدة سوريا، ورفضهم القاطع لأي مشاريع انفصال أو تقسيم أو انسلاخ عن الدولة السورية.
التأكيد على الهوية السورية والعقيدة الوطنية
وجاء في بيان الموحدين الدروز: «انطلاقًا من مبادئنا الوطنية العروبية، وهويتنا السورية، وقيمنا الإسلامية، بلا خوف ولا وجل، نؤكد على مواقفنا الوطنية الثابتة التي ورثناها كابرا عن كابر من حليب الأمهات الطاهر، أننا جزء لا يتجزأ من الوطن السوري الموحد، وأن وطننا شرفنا، وسوريتنا كرامتنا، وحب الوطن من الإيمان».
ورفض بيان الدروز بشكل قاطع أي حديث عن تقسيم أو انفصال، مؤكدًا: «نرفض التقسيم أو الانسلاخ أو الانفصال، وعليه نؤكد تمسكنا بسوريا الواحدة أرضًا وشعبًا ومصيرًا».
دعوات لتعزيز الأمن وتفعيل دور الدولة
وشدد الوجهاء في بيانهم على ضرورة قيام الدولة بمسؤولياتها الأمنية والخدمية في محافظة السويداء، مطالبين بـ:
- تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية من أبناء محافظة السويداء.
- تأمين طريق «السويداء - دمشق» باعتباره شريانًا حيويًا ومسؤولية تقع على عاتق الدولة.
- بسط الأمن والأمان في كافة الأراضي السورية.
كما أكدوا حرصهم على وطن يضم جميع السوريين بلا استثناء، وطن يسوده القانون والعدالة، وتُرفض فيه الفتن والنعرات الطائفية.
التمسك بالمبادئ الإسلامية والدعوة لوحدة الصف
وجاء في البيان: «نؤكد حرصنا على وطن يضم السوريين جميعا، وطن خالٍ من الفتن المنكوبة عاقبتها، المشؤومة شرارتها، خالٍ من النعرات الطائفية، والأحقاد الشخصية، والثارات وحمية الجاهلية التي وضعها عنا رسول الله عليه الصلاة والسلام، وجبّها الإسلام».
تطورات ميدانية.. انتشار أمني على الحدود الإدارية
في سياق متصل، أفاد مصدر أمني سوري في محافظة درعا أن قوات إدارة الأمن العام بدأت بالانتشار على الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء، في خطوة تهدف إلى ضبط الأمن وتعزيز الاستقرار في المنطقة التي تشهد بعض التوترات خلال الفترة الأخيرة.
الاحتلال الإسرائيلي يدخل على الخط بتحذيرات مستفزة
وفي تصعيد غير معتاد، وجه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تحذيرًا مباشرًا للرئيس السوري، مهددًا بما أسماه «ردًا شديدًا» في حال استمرار ما وصفه بـ«الاعتداءات على الدروز في سوريا»، في تدخل صريح بالشؤون الداخلية السورية، وادعاء يمثل استغلالًا سياسيًا للتطورات الميدانية.
اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في ريف دمشق
وعلى جانب آخر، توصلت السلطات المحلية بمشاركة محافظي ريف دمشق والسويداء والقنيطرة، وعدد من الوجهاء والشخصيات الاجتماعية، إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في منطقتي جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق، وهو ما يعكس جهودًا داخلية لتطويق أي تصعيد.
رسالة واضحة من أبناء السويداء
يحمل بيان وجهاء طائفة الموحدين الدروز في محافظة السويداء رسالة وطنية واضحة، مفادها أن وحدة سوريا خط أحمر، وأن الأصوات المطالبة بالتقسيم أو الانفصال لا تمثل الإرادة الشعبية في الجنوب السوري، كما يؤكد البيان على أهمية تفعيل مؤسسات الدولة لضمان الاستقرار والتقدم.
وتأتي هذه الرسالة في توقيت بالغ الحساسية، وسط محاولات إقليمية ودولية لاستغلال أزمات الداخل السوري، ما يجعل هذا البيان بمثابة وثيقة تؤكد على الالتفاف الشعبي حول الدولة ومؤسساتها، ورفض التدخلات الخارجية.
كما أن البيان يعيد التذكير بالدور التاريخي للطائفة الدرزية في الدفاع عن وحدة سوريا واستقلالها، ويبرز حرص أبناء السويداء على بقاء مناطقهم آمنة ومتعايشة رغم الظروف الصعبة.
ويؤكد الوجهاء أنهم سيبقون سدًا منيعًا في وجه الفتنة، ويقفون إلى جانب الوطن في كل الظروف، مشددين على أن الحل يكمن في الحوار بين السوريين، تحت مظلة الدولة السورية ومؤسساتها.
واختتم البيان بدعوة صادقة للحفاظ على سوريا موحدة، آمنة، مستقرة، تُبنى على التفاهم بين أبنائها، وعلى التمسك بالثوابت الوطنية بعيدًا عن التجاذبات والصراعات الطائفية أو السياسية.
