رشوان.. لم نشهد مثل هذا التنافس من قبل..«انتخابات نارية في نقابة الصحفيين»

شهدت نقابة الصحفيين، اليوم الجمعة، واحدة من أكثر جولات انتخابات التجديد النصفي سخونة في تاريخها، حيث تنافس النقيب المنتهية ولايته خالد البلشي مع النقيب الأسبق عبدالمحسن سلامة على مقعد النقيب، وسط حضور كثيف من أعضاء الجمعية العمومية وزخم انتخابي غير مسبوق دفع اللجنة المشرفة على الانتخابات لمد التصويت حتى الساعة الثامنة مساءً.
رشوان.. مشهد انتخابي استثنائي وتنافس بين نقيبين
وقال الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن انتخابات نقابة الصحفيين هذا العام تشهد سابقة فريدة بتنافس نقيبين حالي وسابق على المقعد، الأمر الذي أضفى طابعًا غير تقليدي على الأجواء الانتخابية، مؤكدا أن هذه الجولة تُعد من أطول وأقوى الجولات في تاريخ النقابة، خاصة بعد فشل اكتمال الجمعية العمومية في أربع دعوات سابقة.
وأضاف رشوان أن النقابة لم تشهد في تاريخها مثل هذا الزخم والتنافس المحتدم، لافتًا إلى أن أهمية الانتخابات الحالية لا تنبع فقط من أسماء المرشحين البارزين، بل من تطلعات الصحفيين لتحسين أوضاعهم المهنية والمادية، وتعزيز مكانة النقابة كدرع حامية لحقوقهم وسط التحديات الراهنة التي يواجهها الإعلام المصري.
23 لجنة انتخابية وإشراف قضائي كامل
وبحسب اللجنة المشرفة على الانتخابات، تُجرى العملية الانتخابية داخل مقر النقابة العامة بالقاهرة، من خلال 23 لجنة انتخابية موزعة على قاعات ومكاتب الطوابق المختلفة، مع إشراف قضائي كامل من قضاة مجلس الدولة، لضمان الشفافية والنزاهة في كافة مراحل التصويت وفرز الأصوات.
وأعلنت اللجنة مد التصويت حتى الثامنة مساءً، نظرًا للإقبال غير المسبوق من الصحفيين، وهو ما يعكس اهتمامًا واسعًا بهذه الجولة، سواء من حيث المرشحين أو القضايا المهنية المطروحة.
اكتمال النصاب القانوني وحضور يتجاوز التوقعات
وشهدت النقابة، منذ الصباح الباكر، توافدًا لافتًا من أعضاء الجمعية العمومية، حيث اكتمل النصاب القانوني بعد تجاوز نسبة الحضور 25% من إجمالي عدد الأعضاء، الذين يزيد عددهم عن 10 آلاف صحفي، ما أتاح انعقاد الجمعية العمومية وإجراء الانتخابات بصورة قانونية.
وأكدت اللجنة أن الصحفيين الذين لم يسجلوا أسماءهم في كشوف الجمعية العمومية يمكنهم التوجه مباشرة إلى اللجان الانتخابية والإدلاء بأصواتهم.
وفي حال عدم حصول أحد المرشحين لمقعد النقيب على الأغلبية المطلقة «50% + 1 من الأصوات الصحيحة»، تعاد الانتخابات في اليوم التالي بين المرشحين الحاصلين على أعلى عدد من الأصوات، وتُجرى في هذه الحالة من الساعة الثالثة عصرًا وحتى السابعة مساءً، ويُحسم الفائز بالأغلبية النسبية، وفي حال التساوي، يتم إجراء اقتراع فاصل بين المتساويين.
قضايا ومطالب تحت قبة النقابة
وبالتوازي مع العملية الانتخابية، ناقشت الجمعية العمومية عددًا من التوصيات والقضايا المهنية التي تمس واقع الصحفيين، أبرزها المطالبة برفع البدلات التكنولوجية، وتوفير بيئة عمل آمنة، وضمان الحقوق التأمينية والمعيشية لأعضاء النقابة، إضافة إلى دعم مواقف النقابة في الدفاع عن حرية الصحافة والتعبير.
كما شهدت الجمعية وقفة حداد مؤثرة على أرواح 202 صحفي فلسطيني استشهدوا جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، حيث وقف الأعضاء دقيقة صمت، وصدرت عن الجمعية العمومية توصيات تؤكد دعمها الكامل للموقف الرسمي المصري الرافض للتهجير القسري، وأي مخططات تهدف إلى تفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها.
معركة انتخابية ساخنة.. وعيون تترقب النتائج
ويتوقع أن تستمر المنافسة الشرسة بين خالد البلشي، المعروف بمواقفه النقابية الصلبة ودفاعه عن الحريات، وعبدالمحسن سلامة، الذي يركز في برنامجه الانتخابي على تحسين أوضاع الصحفيين الاقتصادية وتعزيز دور النقابة كمؤسسة خدمية ومهنية قوية.
ويترقب الوسط الصحفي نتائج هذه الجولة المصيرية، وسط آمال بأن تأتي النتيجة بما يعكس إرادة الجمعية العمومية، ويضع على عاتق النقيب الجديد مهمة جسيمة تتعلق بإعادة بناء الثقة بين الصحفيين ونقابتهم، وتعزيز دورها في مواجهة التحديات التي تمر بها المهنة في ظل المتغيرات التكنولوجية والسياسية والاقتصادية.