الزمالك يدفع ثمن الصفقات الأجنبية غير المؤثرة في الدوري

يعيش نادي الزمالك موسمًا صعبًا في مسابقة الدوري المصري الممتاز، وسط حالة من التخبط الفني والنتائج المتذبذبة، والتي لم تسلم منها حتى صفقات اللاعبين الأجانب الذين لم يقدموا المردود المنتظر منهم، ما ساهم في تراجع الفريق على مستوى الترتيب والمنافسة على اللقب المحلي.

تدعيمات هجومية لم تؤت ثمارها

دخل الزمالك الموسم الجاري وهو يعوّل كثيرًا على أجانبه لدعم الصفوف، خاصة بعد التعاقد مع أسماء جديدة في فترة الانتقالات الصيفية، من أجل إعادة الفريق للمنافسة القوية محليًا وإفريقيًا. 

لكن النتائج خيّبت الآمال، بعدما غاب التأثير الحقيقي لهؤلاء اللاعبين على أرض الملعب.

وتعاقد الزمالك مع كل من الظهير الأيسر محمود بنتايك، والجناح البولندي كونراد ميشالاك، بالإضافة إلى الثنائي الصاعد سيدي نداي وجيفرسون كوستا كلاعبين تحت السن. 

واستمر في الفريق كذلك التونسي حمزة المثلوثي والمهاجم التونسي الآخر سيف الدين الجزيري.

ورغم تلك الأسماء، لم يظهر الأجانب بالمستوى الذي يشكل فارقًا في مباريات الفريق، سواء من حيث تسجيل الأهداف أو صناعة الفرص، ما جعل الجماهير تطرح تساؤلات حول مدى دقة اختيارات إدارة الكرة في تدعيم الصفوف.

إحصائيات صادمة

ووفقًا لموقع «ترانسفير ماركت»، فإن محترفي الزمالك سجلوا فقط 3 أهداف منذ انطلاق النسخة الحالية من الدوري الممتاز، في حصيلة ضعيفة للغاية بالنظر إلى عدد اللاعبين وعدد الجولات التي خاضها الفريق حتى الآن.

وسجل سيف الدين الجزيري هدفين فقط خلال الموسم، وكان ذلك أمام فريق الجونة، بينما أحرز محمود بنتايك هدفًا وحيدًا أمام الأهلي في قمة الدوري.

وفي المقابل، لم ينجح كونراد ميشالاك، الجناح البولندي، في تسجيل أي هدف قبل رحيله عن صفوف الفريق في يناير الماضي.

 ورغم مشاركاته، اكتفى بصناعة هدف وحيد جاء من عرضية أسفرت عن هدف عكسي من مدافع سيراميكا كليوباترا، ولم يتمكن من تثبيت أقدامه في التشكيل الأساسي.

رحيل وتغييرات يناير

مع فتح باب الانتقالات الشتوية، قرر الزمالك الاستغناء عن كونراد، وعوّضه بالتعاقد مع جناح تونسي شاب هو أحمد الجفالي، بالإضافة إلى المدافع المغربي صلاح الدين مصدق الذي جاء بديلاً لحمزة المثلوثي، بعد تعرض الأخير لإصابة قوية في الرباط الصليبي أنهت موسمه مبكرًا.

ورغم هذا التحرك، لم تُحدث الصفقات الشتوية الأثر المنتظر، حيث لم يظهر الثنائي الجديد حتى الآن بصورة تؤهلهما للعب دور محوري مع الفريق.

عناصر خارج الحسابات

بعيدًا عن الأرقام، يعاني الزمالك من عدم استفادة كاملة من بعض المحترفين الذين تم قيدهم ضمن القائمة، لكنهم لم يشاركوا فعليًا، مثل السنغالي الشاب سيدي نداي، الذي لم يخض أي دقيقة في مسابقة الدوري حتى الآن، في وقت لم يُمنح فيه الفرصة حتى للحكم على مستواه.

أما البرازيلي جيفرسون كوستا، فاكتفى بالظهور في مباراة واحدة فقط أمام الجونة، حيث دخل كبديل في الدقيقة 88، ولم يتم إشراكه بعدها، ما يثير التساؤلات حول جدوى ضمه وغياب الرؤية الفنية الواضحة.

غموض موقف المثلوثي

وعلى صعيد آخر، لا يزال مستقبل المدافع التونسي حمزة المثلوثي معلقًا، بعد إصابته الخطيرة، إذ لم تبدأ إدارة الزمالك حتى الآن مفاوضات تجديد عقده، رغم أنه يُعد من الركائز الأساسية في المواسم الماضية.

 وقد بدأ الموسم الحالي بمستويات متذبذبة، قبل أن تتسبب إصابته في غيابه التام عن بقية المباريات.

أزمة فنية وتخطيطية

تكشف هذه المعطيات عن أزمة فنية وتخطيطية داخل إدارة الكرة في الزمالك، فالنادي لم ينجح في جلب أجانب قادرين على تقديم الإضافة المطلوبة، في وقت تعتمد فيه أغلب الفرق المنافسة على لاعبيها المحترفين كأوراق رابحة للفوز بالمباريات.

وبينما تزداد حدة المنافسة في جدول الدوري، يجد الزمالك نفسه يواجه ضغطًا كبيرًا بسبب الغيابات والإخفاقات الفردية، بالإضافة إلى فشل الأجانب في تقديم الإضافة الهجومية أو الدفاعية، ما يُحمّل الجهاز الفني عبئًا إضافيًا في ظل تراجع البدائل.

مطالب جماهيرية بإعادة التقييم

وتعالت أصوات جماهير القلعة البيضاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبة بإعادة تقييم ملف التعاقدات الأجنبية، وضرورة تحمّل الإدارة مسؤوليتها في فشل تلك الصفقات، خاصة في ظل ما يعانيه النادي من أزمات مالية وسوء نتائج.

ويبقى السؤال مفتوحًا: هل يستفيق الزمالك قبل نهاية الموسم ويعيد ترتيب أوراقه، أم يستمر نزيف النقاط في ظل ضعف مردود محترفيه؟

الأكيد أن الصيف المقبل سيشهد قرارات حاسمة بشأن ملفات اللاعبين الأجانب في ميت عقبة.