علي معلول يعود ويتألق.. الأهلي يكتسح حرس الحدود بخماسية

عاد النجم التونسي علي معلول للظهور بقميص الأهلي، بعد فترة من الغياب، وذلك خلال مواجهة فريقه أمام حرس الحدود، والتي أقيمت مساء الأحد ضمن منافسات الدوري المصري الممتاز.

 ونجح الأهلي في تحقيق فوز كاسح بنتيجة 5-0، في مباراة تسيدها «المارد الأحمر» من بدايتها حتى نهايتها.

وشارك معلول كبديل في الشوط الثاني، وتحديدًا في الدقيقة 71، ليخوض قرابة 24 دقيقة باحتساب الوقت بدل الضائع، وقدّم خلالها أداءً لافتًا أثبت من خلاله جاهزيته البدنية والفنية للعودة تدريجيًا إلى التشكيل الأساسي للفريق الأحمر.

تمريرات حاسمة وتحرك ذكي

ورغم مشاركته المحدودة زمنيًا، فإن علي معلول نجح في ترك بصمته سريعًا، حيث مرر ثلاث كرات مفتاحية خطيرة خلال الدقائق التي تواجد فيها على أرضية الملعب، كانت إحداها كفيلة بوضع إمام عاشور في مواجهة مباشرة مع المرمى، إلا أن الكرة مرت دون استغلال.

كما قدم معلول مراوغة ناجحة، وتنوعت تمريراته بين الكرات العرضية المتقنة والتمريرات الأرضية الذكية خلف مدافعي الخصم، مما أضفى تنوعًا وفاعلية على الجبهة اليسرى الهجومية للفريق الأحمر.

دور مزدوج في الملعب

وعلى عكس ما توقع البعض بعد نزوله بديلًا لأشرف بنشرقي، لم يشغل معلول مركز الجناح الهجومي، بل عاد إلى موقعه الطبيعي كظهير أيسر، وتبادل الأدوار مع الشاب أحمد نبيل كوكا، الذي بدأ المباراة. 

وقدم اللاعب التونسي أداءً دفاعيًا مقبولًا، مع اندفاع هجومي ملحوظ، عكس رغبته في استعادة مستواه المعهود بعد فترة الابتعاد.

كان من الواضح أن معلول يتحرك بخطة واضحة؛ يعود للدفاع عند الحاجة، ثم يبدأ الهجمة بتمريرات قصيرة إلى لاعبي الوسط، قبل أن يتقدم لاستلام الكرة مرة أخرى وإرسال العرضيات. 

هذا النمط ساعد الفريق على زيادة الكثافة الهجومية من الجبهة اليسرى، خاصة في ظل بطء دفاعات حرس الحدود.

مساهمة غير مباشرة في الهدف الرابع

وجاء أبرز لقطات معلول خلال اللقاء، عندما ساهم بشكل غير مباشر في تسجيل الهدف الرابع للأهلي. 

فقد مرر الكرة إلى مروان عطية، ثم تحرك لاستلامها مجددًا، إلا أن إمام عاشور استغل الكرة ومررها مباشرة إلى حسين الشحات، الذي سددها في الشباك.

رغم عدم تسجيله أو صناعته لأهداف بشكل مباشر، فإن مشاركة معلول أظهرت أهمية وجود لاعب يملك حسًا هجوميًا عاليًا وقدرة على خلق الفرص من لا شيء، وهو ما افتقده الأهلي في بعض المباريات الأخيرة التي خاضها دون ظهير أيسر طبيعي.

الحاجة الماسة لمعلول

ويأتي ظهور معلول بهذا المستوى في توقيت بالغ الأهمية، خاصة في ظل معاناة الأهلي من غيابات مؤثرة في هذا المركز، بعد إصابة المغربي يحيى عطية الله وغياب كريم الدبيس.

 وكان المدير الفني المؤقت عماد النحاس قد اضطر للاعتماد على كوكا في المباراتين السابقتين، إلا أن اللاعب الشاب لم يقدم نفس المستوى من التهديد الهجومي أو الدقة في العرضيات.

الفرق بدا واضحًا على أرض الملعب، حيث أرسل معلول خلال دقائق معدودة 3 تمريرات مفتاحية، مقابل صفر لكوكا طوال الشوط الأول.

 كما بدا الفارق في جودة العرضيات وسرعة اتخاذ القرار واضحة، مما يرجح كفة التونسي للعودة إلى التشكيل الأساسي في المباريات المقبلة، لا سيما في ظل اقتراب الأهلي من خوض مواجهات حاسمة محليًا وقاريًا.

رد على استبعاد كولر

عودة معلول بهذا الأداء تعيد التساؤلات حول قرار المدرب السابق مارسيل كولر، الذي استبعد اللاعب التونسي في فترات عديدة، بدعوى التراجع البدني والحاجة للراحة. 

غير أن ما قدّمه معلول ضد حرس الحدود يُثبت أن قرار تهميشه كان يحتاج لإعادة تقييم، خاصة مع تقديمه مردودًا بدنيًا وفنيًا جيدًا بعد فترة غياب ليست قصيرة.

قد يكون إشراك معلول تدريجيًا خيارًا مثاليًا، لكن لا شك أن الأهلي بحاجة لخبرته وخطورته في الجبهة اليسرى، خصوصًا مع ضغط المباريات، وتراجع المردود الهجومي للفريق في بعض الفترات.

عودة علي معلول للمشاركة مع الأهلي جاءت لتعيد التوازن إلى الجبهة اليسرى، التي افتقدت لفاعليتها في ظل الغيابات والإصابات. 

ورغم مشاركته القصيرة أمام حرس الحدود، إلا أنه نجح في ترك بصمة واضحة تؤكد أن التونسي لا يزال قادرًا على العطاء، وعلى الجهاز الفني الاستفادة من خبراته الكبيرة في قادم المواجهات.