الإثنين 12 مايو 2025 الموافق 14 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

كيف يسأل ملكا الموت عن الغريق أو المحروق الذي لم يدفن؟

الموت
الموت

الموت هو الحقيقة التي لا مفر منها، وقد تثير الكثير من التساؤلات في نفوس الناس، خاصة في الحالات التي يواجه فيها الإنسان الموت بطريقة غير تقليدية، مثل الغرق أو الحرق، أو عندما لا يُدفن الجثمان في مكانه المعتاد، فما الذي يحدث في هذه اللحظات، وكيف يتم سؤال ملكا الموت للموتى في هذه الظروف؟، «هل يختلف الأمر عن الشخص الذي يُدفن»؟، وكيف تتعامل الملائكة مع هؤلاء الموتى؟.

كيف يتم سؤال ملكا الموت للغريق والمحروق؟

من المعروف في الدين الإسلامي أن ملكا الموت يقوم بسؤال الميت بعد وفاته عن ثلاثة أمور هامة، وهي: «من ربك؟»، «ما دينك؟»، «من النبي الذي أُرسل إليكم؟»، وهذه الأسئلة تتكرر على كل شخصٍ بعد موته. لكن، هناك تساؤلات خاصة بالذين يموتون بطريقة مثل الغرق أو الحرق أو حتى أولئك الذين لا يُدفنون مباشرة بعد وفاتهم، فكيف يتم سؤالهم إذا كانت جثتهم قد تلاشت أو لم تُدفن في الأرض؟، في هذا الصدد، أشار الدكتور رمضان عبد الرازق، الداعية الإسلامي المعروف، في أحد مقاطع الفيديو المنشورة له عبر صفحته على موقع فيسبوك، إلى أنه ليس من الضروري أن يكون الموتى في نفس المكان الذي دفنوا فيه. بل، كما ورد في الكتاب والسنة، الله سبحانه وتعالى يقرر المكان الذي تذهب إليه روح الميت، حيث تعود الروح إلى الجسد، ويأتي إليها الملكان للسؤال.

التعامل مع الروح في حالات الموت غير التقليدية

وفي الحالات التي يموت فيها الإنسان غريقًا أو محروقًا أو تُلتهم جثته من قبل الحيوانات مثل السباع أو الأسماك، فإن الأمر يظل كما هو، حيث تعود الروح إلى الجسد في المكان الذي يحدده الله عز وجل، فيحل عليه ملكا الموت للسؤال. يذكر الدكتور رمضان عبد الرازق أن «الروح» لا تتأثر بالطريقة التي يموت بها الإنسان، بل كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة، فإن «الروح» تبقى حاضرة في الجسد ويُطرح عليه الأسئلة، من ربك؟، من نبيك؟، وما دينك؟.

كيف تحمي الأعمال الصالحة الميت في هذه اللحظات؟

الموت ليس نهاية، بل هو بداية لحياة أخرى، وفي تلك اللحظات الفاصلة بين الحياة والموت، قال الدكتور رمضان عبد الرازق، أن «الأعمال الصالحة» التي قام بها الشخص في حياته تلعب دورًا مهمًا في حمايته من الأسئلة التي قد يواجهها. فقد أشار إلى أن الصلاة والصيام والقيام تتجسد أمام الميت في صورة شفيع، يظل بجانبه، فلا يُقيد الميت بتلك الأسئلة الصعبة، بل تصير له «حماية» ومساعدة في تلك اللحظات العصيبة، فبمجرد أن يبدأ ملكا الموت في سؤاله، تتجسد له الأعمال الصالحة، ويشعر وكأن الصلاة والزكاة والصيام يدافعون عنه.

الشفيع من الصلاة والصيام

قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: «ليس قبلي مدخلاً»، أي أن الصلاة ستظل دائمًا في حماية الميت، خاصة إذا كان الميت ملتزمًا بها طوال حياته، وتصبح الصلاة كحارس يقف عند رأسه، ويحميه من هذه الأسئلة، أما الزكاة فتذهب معه من جهة اليسار، بينما الصيام يقف عنده من جهة اليمين، كما يضيف الدكتور عبد الرازق أن الأعمال الصالحة مثل الخدمة للآخرين، وجبر خاطرهم، وتلاوة القرآن ستكون حارسًا أيضًا.

الإجابة على أسئلة ملكا الموت

بعد ذلك، عندما يسأل ملكا الموت «من ربك؟»، يجيب الميت بأنه الله سبحانه وتعالى، وعندما يُسأل عن دينه، يجيب بالإسلام، وعندما يُسأل عن نبيه، يجيب «النبي محمد صلى الله عليه وسلم»، وفي تلك اللحظات، يُظهر الميت استجابة واضحة وسلسة، ويشعر وكأن المكان حوله مضاء وكأنه في «جنة من رياض الجنة»، وهنا، يشعر الميت بالسعادة والطمأنينة ويقول في نفسه: «يا رب، أقِم الساعة حتى أعود إلى أهلي ومالي».

الدليل على حقيقة الموت والتواصل مع الحياة الأخرى

كما ورد في القرآن الكريم، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ»، هذا يعني أن كل نفس تموت في وقتها المحدد، ولا يوجد مفر من هذا التقدير الإلهي، وإن كانت الروح تذهب إلى مكان معين بناءً على مشيئة الله عز وجل. وفي كل لحظة يموت فيها الإنسان، فإنه يخوض «بروفة» على الموت كما ينام كل ليلة ويستيقظ في الصباح، فيحصل الميت على فرصة لتجربة حياة الآخرة بعد انتقاله من الدنيا.

من المؤكد أن الموت هو الحقيقة الحتمية التي يواجهها كل إنسان، لكن ما يطمئن المؤمن هو الأعمال الصالحة التي يتركها وراءه والتي تشفع له عند الله سبحانه وتعالى في لحظات السؤال من قبل ملكا الموت، خاصة إذا مات الغريق أو المحروق أو الميت الذي لم يُدفن، ففي تلك اللحظات تظل الروح في حالة من السلام والطمأنينة نتيجة لتلك الأعمال الصالحة التي ارتكبها في حياته، كما يُشفع له القرآن الكريم والصلاة والصيام في اللحظات الفاصلة بين الحياة والموت.

تم نسخ الرابط