كيف يؤثر زيت الزيتون على جسمك؟.. اكتشف الفوائد المذهلة

الزيتون هو أحد الكنوز الغذائية التي وهبها لنا الطبيعة، وزيت الزيتون المستخلص من ثماره يُعتبر من أهم العناصر التي لا غنى عنها في النظام الغذائي المتوسطي، لما له من فوائد «صحية» مذهلة تمتد لتشمل القلب والمخ والمناعة والجهاز الهضمي والبشرة وحتى الشعر، وقد أثبتت الدراسات أن زيت الزيتون قادر على إحداث «تحول إيجابي» شامل في الجسم عند تناوله بشكل منتظم ومعتدل، ولهذا السبب يتجه الأطباء وخبراء التغذية حول العالم إلى التوصية به كعنصر أساسي في الروتين الغذائي اليومي، وفي هذا المقال يستعرض القارئ نيوز كيف يؤثر زيت الزيتون على الجسم وما هي أبرز الفوائد التي لا يعرفها الكثيرون عن هذا السائل الذهبي.
الزيتون و«صحة القلب».. علاقة قوية لا تنكسر
يُعرف زيت الزيتون بأنه من أفضل الدهون غير المشبعة التي تدعم «صحة القلب» وتُقلل من مخاطر الإصابة بأمراض الشرايين، فهو يحتوي على نسب عالية من «حمض الأوليك» الذي يعمل على خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم، ويزيد من نسبة الكوليسترول الجيد، مما يساعد على تحسين تدفق الدم وتوسيع الأوعية الدموية.
كما أن مضادات الأكسدة الطبيعية الموجودة في الزيتون مثل «البوليفينولات» تلعب دورًا كبيرًا في منع ترسب الدهون في الشرايين، ما يقلل من احتمالات التعرض للجلطات أو السكتات القلبية، ولهذا السبب يُوصي الأطباء بتناول ملعقة من زيت الزيتون البكر صباحًا على الريق لتعزيز صحة القلب والشرايين بشكل عام.
زيت الزيتون وعلاقته بـ«المناعة» القوية
الزيتون لا يقتصر تأثيره على القلب فقط، بل يمتد ليشمل الجهاز المناعي أيضًا، فبفضل احتوائه على مضادات أكسدة قوية مثل فيتامين E والسكوالين، يعمل زيت الزيتون على تقوية الدفاعات الطبيعية للجسم ضد البكتيريا والفيروسات.
هذه «التركيبة الغنية» تساعد على تحفيز خلايا المناعة وتحسين كفاءتها، ما يجعل الجسم أكثر قدرة على مقاومة الأمراض والعدوى، كما أنه يلعب دورًا في تقليل التهابات الجسم المزمنة والتي ترتبط بأمراض مثل السكري والتهاب المفاصل.
فوائد زيت الزيتون للهضم وصحة الجهاز الهضمي
يُعتبر زيت الزيتون من الأطعمة «الملينة» التي تحفز حركة الأمعاء وتقلل من فرص الإصابة بالإمساك، حيث يعمل على تسهيل عملية الإخراج وتنظيم حركة القولون، خاصة عند تناوله في الصباح الباكر على معدة فارغة.
كما أن مكونات الزيتون تساهم في تعزيز إنتاج العصارات الهضمية وتسهيل امتصاص العناصر الغذائية، إلى جانب دورها في تقليل الحموضة وتهدئة التهابات المعدة، وقد أثبتت دراسات حديثة أن تناول زيت الزيتون يساعد على تقليل فرص الإصابة بقرحة المعدة ويحسن من توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي.
زيت الزيتون ومحاربة «الشيخوخة» المبكرة
من بين أبرز فوائد الزيتون للجسم تأثيره المباشر على مكافحة علامات «الشيخوخة» المبكرة، فبفضل ما يحتوي عليه من مضادات أكسدة وفيتامينات A وE، يساهم زيت الزيتون في الحفاظ على شباب الخلايا وحمايتها من التلف الناتج عن العوامل البيئية مثل التلوث والتعرض لأشعة الشمس.
هذا الأثر يظهر بشكل واضح على «البشرة» التي تبدو أكثر نضارة ومرونة عند الانتظام في استهلاك زيت الزيتون، كما يساهم أيضًا في تقليل ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة، ويدعم تجدد الخلايا مما يعزز من إشراقة الجلد بشكل طبيعي.
الزيتون وتأثيره على الوزن ومستويات السكر
رغم أن زيت الزيتون يُصنف كدهون، إلا أنه من النوع الصحي الذي يساعد على الشعور بالشبع لفترات أطول، مما يقلل من الرغبة في تناول الوجبات السريعة أو السكريات، وبالتالي يساهم في التحكم في الوزن.
كما أن الزيتون يحتوي على مركبات تساعد على تحسين حساسية الجسم للأنسولين، مما يجعله خيارًا ممتازًا لمرضى السكري أو من هم في المراحل الأولى من مقاومة الأنسولين، حيث يُساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم ومنع الارتفاع المفاجئ لها بعد الوجبات.
زيت الزيتون والعقل والذاكرة.. علاقة تعزز الذكاء
تشير دراسات علمية متعددة إلى أن زيت الزيتون يلعب دورًا مهمًا في تحسين وظائف الدماغ والوقاية من الأمراض العصبية، فمكوناته تساعد على تحسين تدفق الدم إلى المخ وتقليل الالتهابات العصبية.
كما أن الاستهلاك المنتظم لزيت الزيتون يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض الزهايمر وضعف الذاكرة المرتبط بالتقدم في العمر، وتُعتبر الأنظمة الغذائية المعتمدة على زيت الزيتون أحد أفضل الأنظمة التي تدعم التركيز وصفاء الذهن.
كيف تستخدم زيت الزيتون بشكل صحيح؟
لكي تحصل على فوائد زيت الزيتون كاملة، يُفضل استخدامه بطرق بسيطة وغير معقدة، مثل إضافته على السلطات أو تناوله مع الخبز الكامل، كما يمكن استخدامه في الطهي ولكن بدرجات حرارة منخفضة لأن الحرارة العالية قد تُفقده بعضًا من خصائصه المفيدة.
ويُفضل دائمًا شراء زيت الزيتون البكر الممتاز لأنه يُستخرج بالضغط البارد ويحتفظ بأعلى تركيز من مضادات الأكسدة والفيتامينات، ويجب تخزينه في زجاجة داكنة بعيدًا عن الضوء والحرارة للمحافظة على جودته لأطول فترة ممكنة.
الزيتون بكل ما يحتويه من مركبات طبيعية وعناصر غذائية يُعد هدية من الطبيعة لكل من يسعى إلى «صحة متوازنة» وجسم قوي، وزيت الزيتون هو انعكاس مباشر لهذه الفوائد في هيئة سائل ذهبي قادر على تحسين عمل الجسم داخليًا وخارجيًا
من القلب إلى الدماغ، ومن الجهاز الهضمي إلى المناعة والبشرة، يثبت الزيتون يومًا بعد يوم أنه ليس مجرد طعام بل هو «أسلوب حياة»، ولا عجب أن الشعوب التي تعتمد عليه في نظامها الغذائي هي من أكثر الشعوب تمتعًا بالصحة وطول العمر.